بقلم : سفيان أندجار
كنت قد كتبت مباشرة بعد اختيار خاليلوزتيش مدربا للمنتخب الوطني لكرة القدم، أن الرجل صارم ويفتقد لديبلوماسية الحوار في التعامل مع الآخر.
خاليلوزيتش يفضل أن يكون «وحيدا» في اتخاذ قراراته كما أنه لا يراعي من حوله، لدرجة أنه يمكن أن يربي فيلا في بيت مليء بالمزاهير والأثاث الفاخر ولا يهمه شيء، سوى أن يكون «الفيل» فرحا ومرحا.
تصريح خاليلوزيتش حول اللاعبين المحليين وعدم قدرتهم على فرض أنفسهم، ومقارنتهم مع أشرف حكيمي وادعاء أن الأخير يلعب الكرة، أما لاعبو المنتخب المغربي المحلي يمارسون شيئا آخر هو تصريح يمكن استخلاص منه عبر كثيرة، بداية من كون المدرب لم يراع الظرفية الزمنية في تصريحه «الخارج عن النص»، خصوصا أن اللاعبين المحليين مقبلون على مباراة هامة، السبت المقبل، ضد الجزائر، كما أن المدرب البوسني تحدث عن البطولة الوطنية ونتاجها، لكن هل تابع مباريات البطولة، وعاين لاعبيها، وهل أعد فريقا للعمل والاشتغال، أم أن الدعوة التي وجهها إلى اللاعبين كانت من اقتراح أشخاص آخرين؟
تقييم وحيد للاعبين المحليين لا يمكن أن يكون وفقا لمباراتين وديتين، أو عمل لمدة 3 أشهر، كما أن تصريحه سيزيد من فتنة القسمة داخل المنتخب أكثر ما هي موجودة. ألن يغتر اللاعب المحترف بمكانته، في حين سيشعر اللاعب المحلي بالحكرة والاضطهاد، كما صرح بذلك صلاح الدين السعيدي لاعب الوداد؟
حاليلوزيتش أو هاليلوزيتش أو خاليلوزيتش أيا كان الاسم الذي يوصف به، لم يكن تصريحه بريئا، خصوصا أنه جاء ليقول لكم إنكم لا تتوفرون على بطولة ولا على لاعبين ولا على أي شيء، وإن جل لاعبيكم الجيدين هم من المحترفين، وجاء تصريحه أيضا ليزكي مواطنه السابق هيرفي رونار الذي قال الأمر نفسه، لكن بطريقة غير مباشرة، عندما رفض استدعاء لاعبي المنتخب المحلي، وحتى من كان يحضر منهم كان احتياطيا، ويختاره أن يكون صامتا ومطيعا أكثر من أن يكون لاعبا جيدا.
وحيد الذي سبق وأن درب في البطولة الوطنية نادي الرجاء الرياضي، وعبر بوابة الفريق العريق وجه رسالة أيضا إلى المسؤولين عن الجامعة، بكونه سيقول أي شيء ولن يتردد في ذلك ولا يحق لأي شخص أن يتدخل في تصرفاته.
هناك معان كثيرة نستخلصها من الندوة الصحفية لوحيد، ومن بينها أنه يبحث عن بدائل وأن أغلب اللاعبين ليسوا جاهزين، لكنه في المقابل أشاد بلاعبين آخرين أصحاب الخبرة، ولعل أبرز من أشاد بهم قد تجاوزوا عتبة الثلاثين سنة، وهو ما جعلني أتذكر الأغنية الأثيرة للفنان المغربي الكبير محسن جمال بعنوان «الزين في الثلاثين»، والتي يمكن أن نترجمها إلى اللغة البوسنية، ونقدمها هدية إلى مدربنا لعلها تؤنس «وحدته».