«أسوان»حدوثة مصر  مع المغاربة

«أسوان»..حدوثة مصر مع المغاربة

المغرب اليوم -

«أسوان»حدوثة مصر  مع المغاربة

بقلم: سفيان أندجار

خلال المحطة الثانية للملتقى، كانت لنا زيارة لمدنية أسوان. كان البرنامج حافلا، بداية بالزيارة الأولى لأحد مستشفيات المنطقة الذي كانت أشغال بنائه تشارف على نهايتها، ويعد أكبر مصحة في المنطقة خاصة بمرضى السرطان.
كانت المدينة بسيطة في جمالها وكرم أهلها، ولا يحتاج زائرها إلى مواصلات طويلة المدى لكي يكتشفها.. كانت المناظر خلابة بشكل كبير.
كنت أنا ومحاميد نبحث عن محل من أجل تعبئة الهاتف الجوال، خصوصا أننا كنا نعتمد على الأنترنيت طيلة سفرنا. في طريقنا صادفنا محلا لبيع الهواتف المحمولة يملكه شاب في مقتبل العمر، كان خدوما ورشيقا، إذ مجرد ما عرف أننا غريبان، ومن المغرب بالتحديد، زادت حيويته وعرض علينا جميع المتاح، خصوصا ما يتصل بـ«النت»على حد تعبير المصريين.
بمجرد استقرارنا على طلبنا وأداء ثمن الشحن، استوقفنا صاحب المحل وقال إنه يرغب في مفاتحتنا وأخذ النصيحة منا. قال إنه تعرف على فتاة مغربية على «الفايسبوك»، ويرغب في الزواج بها، لكنه متردد بسبب التعارف بهذه الطريقة. أخبرنا أنه فاتح أسرته في الموضوع، وترددت المواقف بين متحمس ومحذر.
كان الشاب يسرد علينا قصته وكيف تعرف على حبيبته المغربية وأين تسكن، بل وجدناه أكثر من هذا يعرض علينا كشفا حسابيا بمدخوله اليومي ويشاطرنا كيفية عملية الإنفاق، وغيرها من الأمور الخصوصية، حتى خلنا نفسينا من أهل العروسة يخطبها منا.
كان الحديث وديا قبل أن ينقلب إلى جو مشحون، خصوصا بعد قوله كيف هن نساء المغرب؟ وهل يصلحن للزواج؟ كنا سنرد بعبارة غاضبة ممزوجة بالسب والقذف، لكن سرعان ما تمالكنا أعصابنا وأجبناه بأن المغربية مثل المصرية مثل التونسية، مثل البيضاء والشقراء وسوداء البشرة، لا فرق بينهن إلا بتقوى الله وصيانة الزوج والأخلاق الحميدة.. وهذه صفات بنات بلدي وبلدك، وأينما حللت هناك الصالح والطالح.
طريقة استفسار الشاب لنا لم ترقنا كثيرا، ما جعلنا نغادر المحل دون وداع، وأشفقت على بنت بلدي منه وخفت أن يقع لها ما وقع لصاحبة «الخمار».
اختار صديقي محاميد العودة إلى الفندق ليرتاح، أما أنا فاستهواني السوق.. كانت مباراة لفريق الأهلي برسم دوري أبطال إفريقيا معروضة على شاشة التلفاز في أحد المقاهي الشعبية، لذا اخترت الجلوس فيه رغم ضيق سعته؛ فثمانية أفراد يمكنهم ملء المحل بكامله.. كانت المباراة رتيبة، ما دفعني إلى إزاحة عيني عن الشاشة واستكشاف المحلات المجاورة للمقهى.
كنت في تلك اللحظة أنجز روبورتاجا صحفيا عن أسوان، وبالتالي كنت ألتقط كل ما من شأنه أن يستهوي القارئ المغربي. أثارت انتباهي لافتة كتب عليها «كوافير مغربي»، كنت أقول مع نفسي هل فعلا المحل ملك لمغربية أم هي مجرد دعاية لمواطنة «أسوانية».
قمت مسرعا الخطى نحو المحل لأتيقن من الأمر، وبما أنه نسائي كان لزاما علي أن أنادي من وراء الستار رغم أني ترددت كثيرا قبل أن أنادي.. خرجت امرأة بزي ريفي كانت محجبة وطلبت استفسارها عن صاحبة المحل وهل هي مغربية؟ فكان ردها أنها هي صاحبته وأصلها من المغرب، وتحديدا من منطقة تازة، ومتزوجة بمواطن مصري وأم لخمسة أبناء.
كانت لهجتها ممزوجة بين الدارجة المغربية والمصرية، فعلمت أنها عاشت فترة طويلة في مصر. كانت شغوفة وفرحة بحديثها معي، وكانت أوضاعها جيدة وأصرت على أن أبقى إلى حين قدوم زوجها، فاعتذرت لها على الإزعاج ووعدتها بزيارة ثانية.
عدت، في تلك الفترة الوجيزة، بكم هائل من المعلومات عن حياة العديد من المغربيات في مصر، وكنت أعد ملفا آخر حولهن، لكن كان يلزمني البحث عن مزيد من الحالات.
قصة «أسوان» الجميلة لم تنته هنا، بل اكتشفت أماكن كثيرة وصادفتني أمور عدة أفي هذه المدينة، ومن بينها منزل المغربي محمد منير الملقب بـ«الكينغ»، والذي ولد بأسوان، وتحديدا بمنطقة «النوبة»..  وكنت أنتظر منه أن يروي لي «حدوثة مصر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أسوان»حدوثة مصر  مع المغاربة «أسوان»حدوثة مصر  مع المغاربة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 10:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
المغرب اليوم - شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا

GMT 02:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

3 مشروبات شائعة تُساهم في إطالة العمر

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أبرز الأماكن السياحية في مصر

GMT 17:04 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ديوكوفيتش يقترب من سامبراس ويحلم بإنجاز فيدرر

GMT 12:56 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الوداد ربح لقبا للتاريخ !!

GMT 22:00 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

إسماعيل الجامعي رئيسا جديدا للمغرب الفاسي

GMT 02:18 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

نجمات هوليوود تحتضن صيحة "الليغنغز" الملون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib