سعيد علي
سيظل تاريخ 13 نيسان/ أبريل من العام 2014 موشوما في ذاكرة الكرة المغربية. لأنه موعد جاء ليسدل الستار على محطة استثنائية عاشتها الكرة المغربية لمدة قاربت خمس سنوات. هذه المرحلة، التي تراسها علي الفاسي الفهري، والذي يشغل في الآن نفسه مهمة الرئيس المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء، شهدت مجموعة من التقلبات والمشاكل. بدأتها مع البلجيكي إيريك غيريتس، الذي اشرف على تدريب المنتخب المغربي الأول بمبلغ خيالي، جر وراءه انتقادات واسعة دون تحقيق أي مكسب. تلتها النتائج السيئة لأسود الاطلس في تصفيات المونديال ونهائيات كأس أمم افريقيا. إضافة إلى ذلك تميزت الفترة السابقة بفضائح على مستوى التحكيم، كان لها الأثر الكبير على نتائج بعض المباريات. وتبقى "القنبلة" الكبيرة التي فجرت المشهد الكروي المغربي هي إلغاء الفيفا لنتائج الجمعية العمومية للاتحاد، التي انعقدت في شهر نونبر من العام الماضي، والتي عرفت انتخاب فوزي لقجع رئيسا للاتحاد، بحضور الفاسي الفهري. ومباشرة بعد ذلك قرر الفاسي عدم العودة لكرسي الجامعة، فعاش الاتحاد فترة فراغ لبضعة شهور، ليتم تكليف النائب الأول للرئيس عبد الله غلام، بتسيير الفترة الانتقالية وتهييء الظروف لعقد الجمعية العمومية.
نظن ان الرجل نجح في مهمته وأوصل مركب الاتحاد إلى بر الأمان بانتخاب لقجع مرة أخرى رئيسا للاتحاد.
إذن فبانتخاب لقجع، الذي يعد هو الآخر من رجالات الدولة بشغله مهمة مدير ميزانية الدولة، دخلت الكرة المغربية مرحلة جديدة من تاريخها، فهل سيترجم الرئيس الجديد على أرض الواقع جميع الانتظارات التي قدمها قبل وخلال الجمعية العمومية؟ وهل سيستفيد من أخطاء سابقه، الذي تميزت مرحلته بالارتجالية وغياب التواصل مع وسائل الإعلام المغربية؟
إن إعلان لقجع على اعتماد مبدأ التشاركية في تدبيره لقضايا الكرة المغربية، جعل الجميع يقف في الطرف الآخر وينتظر مدى تفعيل هذا الرجل لهذه المقاربة، التي كانت غائبة عن المرحلة السابقة. والتي تميزت بالانفرادية في اتخاذ القرارات وعدم إشراك أهل الاختصاص للبث في أمور حيوية بالنسة للنشاط الكروي المغربي. وعلى رأسها المنتخب المغربي، الذي يرى عدد من المتتبعين أن إشراك أهل الدار في اختيار المدرب أمر ضروري وصحي.
يبدوا أنه من غير المقبول الحكم من الآن على عمل لقجع، الحديث بمنص الرئاسة، لكن عليه أن يلتزم بما قدمه من وعود وانتظارات لكل الفرقاء المهتمين بشأن الكرة المغربية.