عمر البانوبي
"رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه", تلخص هذه الحكمة أزمة النادي الإسماعيلي لكرة القدم في مصر وكذلك تفتح باب الوصول إلى الحل الأمثل لها خلال ثلاثة مواسم على الأكثر.
فبعد تولي مجلس إدارة النادي الإسماعيلي المعين المسؤولية، فتش عن وسيلة لإيقاف غرق السفينة المُثقلة بالديون ولو موقتًا, وبالفعل نجح في توفير ما يقرب من سبعة ملايين جنيه مصري نظير انتقال صانع الألعاب عبد الله السعيد إلى صفوف النادي الأهلي, دون أن يعلن خطة قصيرة أو طويلة المدى لإنهاء الأزمة التي عادت سريعًا لتبدد أحلام الجماهير في المنافسة على البطولات.
وبعد إنفاق أموال صفقة السعيد يلجأ مجلس إدارة الإسماعيلي الآن لأحمد حجازي مدافع منتخب مصر الذي اقترب من الانضمام إلى فريق فيورنتينا الإيطالي مقابل ما يقرب من 12 مليون جنيه, ليمثل حلاً مؤقتًا آخر للأزمة التي دفعت اللاعبين إلى الثورة على الإدارة, مطالبين بالحصول على مستحقاتهم المتأخرة؛ وعلى رأسهم حسني عبد ربه قائد خط الوسط وهداف الدراويش هذا الموسم .
ولكي يخرج الإسماعيلي من هذا المأزق ويسدد ديونه التي بلغت 40 مليونًا, يتحتم على مجلس إدارته اللجوء إلى الحل الهولندي, كما يفعل نادي فينورد روتردام الذي يُعتبر أحد أهم الأندية المصدرة للمواهب في أوروبا, على الرغم من الوضع المالي السيء الذي يعانيه منذ مواسم عدة.
ولأن الإسماعيلي لن يتمكن من المنافسة على البطولات في ظل الظروف المادية غير المستقرة, فبإمكان مجلس الإدارة الذي استغنى عن خدمات الثنائي عبد الله السعيد وأحمد حجازي هذا الموسم أن يواصل اتباع هذه السياسة خلال الموسمين المقبلين لتحسين الوضع المالي لقلعة الدراويش وتجديد تعاقدات بعض اللاعبين, إضافة إلى سداد جزء من الديون المتراكمة على النادي الساحلي.
وأثبتت هذه التجربة نجاحها في العام 2008 حين انتقل حسني عبد ربه نجم الإسماعيلي إلى صفوف أهلي دبي الإماراتي معارًا، في صفقة أنعشت خزينة الدراويش بما يقرب من 20 مليون جنيه, مكنته من الوفاء بمستحقات اللاعبين طوال الموسم الذي انتهى بمباراة فاصلة بين الأهلي والإسماعيلي على لقب الدوري العام.
واتباع هذه الاستراتيجية لثلاثة مواسم مع المحافظة على الهيكل الذي يُبقي فريق الإسماعيلي في مركز متقدم في جدول الترتيب, ستنتهي الأزمة المادية تدريجيًا ويتخلص الدراويش من الديون المتراكمة منذ سنوات عدة, ولكن هل يعرف جمهور الإسماعيلي قدر ناديه ؟! .