بقلم - رفيق أيوب
حينما تدافع عن نجم كروي تكُّن له الحب، وتغفر له زلاته، وتأتي بدفوعات ومبررات لا تستند إلى المنطق، كي تجعله "مقدساً" ومحصنا من الرشق بالاتهامات والانتقادات، يصبح الأمر عندها نشازاً يسيء لك أولا، و"يزيغ" بك عن المسار الصائب لمعالجة القضايا وتناولها.
أصيب الكثيرون، يوم أمس الخميس، بالذهول وهم يرون زياش يدس في فمه "تبغا" ممضوغا يدعى "السنوس" أو "الكالة"، فيما ذهب آخرون لتبخيس هذه الممارسة وتصنيفها في خانة "الطبيعي"، بمسوغ أن نجوماً في عالم كرة القدم يتعاطونه مثل الإنجليزي جيمي فاردي.
لنقرّ أولا بأن ذلك يدخل في صميم الحياة الشخصية للفرد، وضمن ممارساته التي تتعلق به أًولا، لكن عندما تصبح شخصية "عمومية" يعقد عليها ملايين من المغاربة آمالهم لحمل المنتخب الوطني على عاتقه، ويصير الأمر مُداناً ومرفوضاً، خاصة عندما تصطادك عدسات "الكاميرا" وأنت بصدد القيام بذلك في مرفق عمومي عبارة عن ملعب يضج بالآلاف من الجماهير وترصد فيه العدسات كل كبيرة وصغيرة، فإنك أنت المسؤول عن انتهاك "حميميتك" وإحالتها على العموم.
قد يقول قائل إن "ما يكتسي الأهمية القصوى هو مردود اللاعب على أرضية الميدان، وكل ما يعادي ذلك ليس سوى هوامش غير ذات أهمية". لكن هؤلاء يغفلون عن أن الأداء الرياضي مرتبط ووثيق بما يصنعه اللاعبون خارج الملعب، لا سيما أن مثل هذه الممارسات تلقي بطلال سلبية على صحة وبالتالي مستوى اللاعب. فإن كان زياش سيقدم مئة في المئة من مجهوداته، فمستوياته ستنخفض حتما بما يتعاطاه مثلما رأينا جميعا. ثم إن الاستهانة بذلك بدعوى تقاسمه لنفس الشيء مع لاعبين آخرين، يمكن الرد عليها باستحضار أسماء أخرى منضبطة وتولي صحتها اهتماما كبيرا، والنتيجة حفاظها على مستواها على امتداد السنوات.
إنها مجرد وجهة نظر متواضعة.