تنظيم عالميّ

تنظيم عالميّ

المغرب اليوم -

تنظيم عالميّ

بقلم : محمد القاعود

يستحقّ تنظيم مباراة مصر وغانا إشادة كبيرة، وبخاصة بعد المظهر الحضاريّ والمشرّف، الذي خرجت فيه المباراة، بداية من تنظيم عملية دخول الجماهير من باب واحد في ملعب برج العرب، مرورًا بالنقل التليفزيوني الأكثر من رائع، والذي جعلنا نتحسّر على حالنا، بعدما وقعنا فريسة لسنوات طويلة لمخرجي الكليبات ومصوري الأفراح، الذي أخرجونا عن شعورنا بسبب اللقطات "السيريالية" والتي تذكرنا بفيلم "يوم من عمري" عندما قام العملاق عبد السلام النابلسي، بتصوير الهرم فوق رأس أحد الأشخاص، وادعى أنها عبقرية نادرة في فن التصوير، وهذا ما يتحفنا به دائما مخرجي مباريات الدوري المصري والمنتخب .
ومن هنا وجبت الإشادة بشركة "بريزينتيشن" راعي الكرة المصرية، على ما بذلوه من جهد كبير، ومحاربتهم باستماتة ليتولى طاقم برتغاليّ نقل المباراة تليفزيونيًا، وبالكاميرات الخاصة، التي تعاقدت عليها الشركة كي لا يقع المشاهد المصري فريسة لهؤلاء الهواة، وكذلك الحرب الشرسة التي واجهتها الشركة بعد تحالف مصوري التليفزيون، كي لا يتولى الطاقم البرتغاليّ إخراج المباراة بهذا الشكل الرائع، الذي أسعدنا وأبهرنا جميعًا، وجعلنا نشعر وكأننا نشاهد مباراة أوروبيّة بعد سنوات طويلة من "التكدير"، بسبب التركيز لقطات القمر وأقارب المخرج والمصورين ورجال الأمن والأشخاص الذين يمسكون بهواتفهم للاطمئنان من أقاربهم على ظهورهم على الهواء، على طريقة "خلّي الولاد يفتحوا التليفزيون" !!
أقول هذا الكلام بعدما سبق وهاجمت "بريزينتيشن" هنا في هذا المكان بعنف وضراوة بسبب تأخير مستحقات الأندية من عقود الرعاية، في الوقت الذي دخلت فيه الشركة مزايدة للحصول على حقوق بث بطولات أفريقيا، ورصد مبالغ فلكية بالمليارات.
أردت أن أمنح الشركة حقها، وبخاصة بعدما بدأت الكرة المصريّة تخطو خطوات عملاقة في تطوير منظومة كرة القدم، بعيدًا عن العشوائية والارتجال والفهلوة، التي كانت تسيطر على الأمور في السنوات العجاف الماضية، لكن "بريزينتيشن" ألقت حجرًا في بحيرة المياه الراكدة، وأعطت أملا أننا يمكن أن نستمتع بمشاهدة مباريات الكرة على غرار ما يحدث في أوروبا والدول المتقدمة، لا أن تكون المباريات مصدرًا للتعاسة والغم والهم والتكدير.
وتعرضت الشركة لحملة هجوم ضارية، خلال الأيام الماضية، وبعض الهجوم جاء من أشخاص يعملون لدى الشركة، أو متعاقدين معها، ويتقاضون منها راتبا شهريًا، وكانوا يشيدون بها ويهللون ويطبلون ويزمرون، في كل محفل مرئي ومسموع ومقروء، وهذا ما يثير العجب والدهشة والريبة في نفس الوقت، وعلمت أن البعض بدأ يشن هذا الهجوم المفاجئ بعد صمت طويل لصالح كيانات "إحتكارية" خارجيّة، هدفها عدم السماح بتواجد أيّ كيان اقتصادي رياضيّ مصري،ّ ينافس هذه الكيانات المحتكرة والمسيطرة بما تمتلكه من مليارات تمولها حكومات، وليس مجرد أفراد وهذه نقطة يجب الاهتمام بها والحذر منها.
ويجب توجيه الشكر إلى مسؤولي الشركة على ما بذلوه من جهد، وأكرر.. لا أبتغي مصلحة من هذا الكلام بدليل أنني هاجمتهم مرارًا كما ذكرت سالفًا، لكن هذه هي وظيفة النقد الرياضيّ البنّاء بالإشادة بالإيجابيات ومعالجة السلبيات لتلافيها، فتحية إلى النشيط محمد كامل، والجندي المجهول عمرو وهبي، الذي لا يظهر كثيرًا في الإعلام رغم مجهوده الكبير، كما أودّ الإشادة بهاني أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة، ووزارتي الدفاع والداخلية، على ما بذلوه من جهد، لخروج المباراة بهذه الصورة الحضاريّة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم عالميّ تنظيم عالميّ



GMT 08:29 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

لقجع رصده أل VAR قبل تطبيق أل VAR

GMT 08:24 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

في الحاجة للموظوعية والاعتراف

GMT 14:11 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

عن تحويل الأندية إلى شركات رياضية

GMT 16:32 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

مقاصد المنتخب المحلي

GMT 10:35 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

النقل التلفزي والكاف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib