هل ينتقدون كوبر من أجل صنع في مصر

هل ينتقدون كوبر من أجل "صنع في مصر"!

المغرب اليوم -

هل ينتقدون كوبر من أجل صنع في مصر

بقلم : أيمن جلبرتو

بعد ساعات من انتصار مصر على غانا، وسط فرحة عارمة للشعب المصريّ بأكمله، بالمشهد الرائع الذي شهده برج العرب، بحضور جماهيريّ كبير من دون أي مشكلة، تعالت صيحات "غريبة" تطالب برحيل هيكتور كوبر عن تدريب الفراعنة. 
من الطبيعي أن يتمّ انتقاد كوبر "فنيًا" في اختياره لطريقة اللعب أو الأداء الجماعيّ والفرديّ للاعبين داخل الملعب، وتحليل الأخطاء وكل ما شابه، فهذا هو دور الإعلام، فكل منا له وجهة نظره الخاصة التي يجب أن تحترم ورؤيته، وفي النهاية يكون الهدف الرئيسي هو أن يستفيد المنتخب وجهازه. 
لكن ما حدث في مباراة مصر وغانا، لا يدعو لكل هذا الحجم من الانتقادات العنيفة، التي طالت كوبر وجهازه المعاون، فلم نرى أخطاء قاتلة في المباراة، أو تهديدات متتالية على مرمى الحضري، فلم نخرج فائزين ونحن محاصرين حصارًا كاملا، لكن بالفعل خطفنا الانتصار من دون أن نقدم كرة قدم جميلة. 
هيكتور كوبر، استطاع أن يستخدم أوراقه المتاحة في أن يخطف انتصارًا هو الأهم للفراعنة هذا العام، لقد تحدث في المؤتمر الصاحفي، من دون أي مكابرة أو غرور، وأكد أن مصر تركت الكرة لغانا وفازت في النهاية بفضل المرتدات، اعترف أن هناك خطأ في تمرير الكرة، لم يطل علينا كأنه بطل خارق أو ما شابه. 
كيف يمكن أن يتخيل أحد أن هناك أصواتا تعالت بعد ساعات من مباراة مصر وغانا، تطالب برحيل فوري لكوبر عن مصر والاستعانة، بمدير فني مصري لقيادة الفراعنة في كأس الأمم وباقي مشوار التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى المونديال. 
فمنتخب مصر يعيش أجواء استنثنائيّة فيما يخص المرحلة النهائيّة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم لم تحدث منذ زمن بعيد، الآن مصر في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة، وبفارق نقطتين عن الوصيف و5 نقاط عن المرشح الأبرز للتأهل، ماذا يفعل كوبر أكثر من ذلك؟!.
بالورقة والقلم، كوبر ومنذ تولى زمام الأمور بعد نتائج كارثية للفراعنة تحت أيدي المدرب "المصري" شوقي غريب والخروج المهين من التصفيات المؤهلة لكأس الامم الماضية نجح في كل الاختبارات وحقق كل الأهداف. 
عاد منتخب مصر مرة أخرى إلى كأس الأمم الأفريقية، بعدما غاب لسنوات طويلة من خلال بوابة نيجيريا، حصد 6 نقاط من مباراتين متتاليتين بتصفيات كأس العالم، يستعد إلى كأس الأمم الأفريقية من أجل المنافسة، لم يقم بأي فعل فاضح او يخسر مباراة بنتيجة "كارثية" أو حتى يخرج ليلا ونهارًا ليبرر أي أخطاء. 
هل أصبحت لدينا قناعة بأنه يجب ولا بد من تواجد "المنتج المصري" في أي مجال؟، هل حملة "صنع في مصر" يريد البعض أن يتمّ تطبيقها على منتخب كرة القدم، بعدما أصبح الدوري المصري خالي من المدربين الأجانب؟. 
ما يحدث مع كوبر، هو الذي سبق وحدث مع بوب برادلي، فالأخير بالرغم من كلّ الظروف الاستثنائيّة التي عمل بها وتحملها من أجل حلم المصريين كان يتعرض للهجوم ليلا نهارًا من أعضاء اتحاد الكرة ووسائل الإعلام، حتى حدث ما حدث في غانا وكأنه عقابًا من الله لأن من أداروا المنظومة في هذا الوقت، لم يكن يستحق أيًا منهم شرف المساهمة في التأهل إلى المونديال رغم أننا امتلكنا جيلا رائعًا من اللاعبين. 
لا يوجد شخص يجتمع عليه الجميع، وبالطبع الجهاز الفنيّ لمنتخب مصر لديه أخطاء يجب أن يتمّ إبرازها وتوضيحها من أجل الاستفادة والتعلم، لا أحد منزه عن الخطأ، لكن ما يحدث لكوبر أمر "غير مبرر" على الإطلاق، فكيف يتمّ المطالبة برحيل رجل حقق أهدافه "أيًا كانت طريقة ما تحقق به الهدف"؟. 
على الهامش وجدنا ملعب برج العرب في أبهى صوره يستقبل أعدادًا غفيرة من الجماهير، فمنذ سنوات طويلة لم نجد هذا الملعب ممتلئ عن آخره، لكن يبقى السؤال، كيف يمتلئ الملعب بالجماهير في الوقت الذي حُرمت فيه أعداد أخرى من الجماهير من حضور المباراة رغم أنها تحمل تذاكر أيضا؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ينتقدون كوبر من أجل صنع في مصر هل ينتقدون كوبر من أجل صنع في مصر



GMT 08:29 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

لقجع رصده أل VAR قبل تطبيق أل VAR

GMT 08:24 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

في الحاجة للموظوعية والاعتراف

GMT 14:11 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

عن تحويل الأندية إلى شركات رياضية

GMT 16:32 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

مقاصد المنتخب المحلي

GMT 10:35 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

النقل التلفزي والكاف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib