ثقتنا كبيرة بالوداد

ثقتنا كبيرة بالوداد

المغرب اليوم -

ثقتنا كبيرة بالوداد

بقلم: بدر الدين الإدريسي

 لا يكفي أن نربت على أكتاف لاعبي ومدرب النهضة البركانية، وقد خذلتهم الضربات الترجيحية في مباراتهم أمام الزمالك المصري ببرج العرب والجنون بالأسكندرية، لا يكفي أن نكفكف دموعهم ولا يكفي أن نرطب الخواطر، فما كان هذا الفريق الشجاع يراهن عليه، هو أن يفوز بهذه الكأس ليضمها لأول مرة لخزانته وأيضا ليغني به رصيد الأندية المغربية من كأس الكونفدرالية.

لا يكفي كل هذا، لأن النهضة البركانية بكل مكوناتها تستحق أن ترفع لها القبعة، بالمسار الإفريقي البطولي الذي وقعت عليه، وأيضا بالصبر على ما يحيط في العادة نهائيات قارية يكون طرفها الآخر، أندية مصرية أو تونسية لا تعدم وسيلة كيفما كانت لتكون الكأس من نصيبها، فالتذمر الذي ضرب كل مكونات الوداد بعد الأداء التحكيمي الضعيف للمصري جهاد جريشة، هو نفسه الإحباط الذي يضرب اليوم لاعبي ومسؤولي النهضة البركانية، لأنهم أدركوا أن الأثيوبي تيسيما بملاك استهدفهم بقرارات خاطئة، عندما غض الطرف عن معاقبة لاعب الزمالك كهربا بالطرد على غرار ما فعل مع النمساوي، وأيضا عندما تساهل كثيرا مع حارس مرمى الزمالك ولم ينذره على ارتكابه مخالفة بالخروج من الخط بمسافة مقدرة عند تنفيذ الضربات الترجيحية، الإنذار الموجب للطرد.
سنكون موضوعيين، وسنقول بأنه كما أن الوداد أساء تدبير شوطه الأول من مباراته أمام الترجي، فخرج منها خاسرا بهدف، فإن النهضة البركانية تهور في إدارته للشوط الثاني من مباراته أمام الزمالك، بخاصة بعد تسجيل هدف الزمالك من نقطة الجزاء، حيث كان ضروريا أن يتربص الفريق البركاني بخصمه هجوميا، ومع هذه الموضوعية لا ننفي بما تراكم في المشهد وبما تداعى في الآونة الأخيرة من حروب كلامية باردة ومستفزة، وجود نوايا خبيثة غايتها إحباط التحليق المغربي في المنافسات الإفريقية، حيث ارتفعت معدلات الوصول للأدوار المتقدمة جدا لعصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكونفدرالية.
وكما أننا عالجنا إشكالا كبيرا عانينا منه لسنوات، وكرة القدم المغربية لا يترافع عنها في مؤسسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أي أحد، بوصول رئيس الجامعة فوزي لقجع للجنة التنفيذية للكاف، فإننا ملزمون حيال هذا الذي تداعى وتفاعل وجاب الدهاليز السرية، بأن نتصدى بقوة لكل هذه التحرشات وهذا الإستهداف المقصود الذي يبغي بدرجة أولى عرقلة كرة القدم الوطنية التي ما نجحت في التموضع بقوة في الواجهة الإفريقية، إلا لأنها بذلت جهودا مضنية من أجل التطابق مع المستويات العالية.
إن الذين يريدون تبخيس المشروع الكروي المغربي الضخم، والذي يوجد الحضور الوازن للنوادي والمنتخبات الوطنية على المسرح القاري في مقدمة وطليعة أولوياته، هم من يقذفوننا بالباطل مدعين بأن الأندية المغربية باتت محمية من الحكام الأفارقة، مع أن هذه الإدعاءات سقطت بالكامل، والوداد ونهضة بركان يتجرعان الويلات من حكام أفارقة ما جاؤوا بنية مبيتة لإيذاء الوداد أو بركان، ولكنهم جاؤوا بشحنات عالية من أجل عدم السقوط في أي شبهة، فسقطوا في المحظور.
...................................
لا شيء يقول بأن الوداد سيدخل مباراة اليوم الجمعة أمام الترجي التونسي بملعب رادس وهو مقصوص الجناح وبحظوظ ضعيفة من أجل نيل لقب العصبة، لا شيء يقول أن الترجي كسب مسافات كثيرة بتعادله هنا بالرباط أمام الوداد في ذهاب النهائي بهدف لمثله، ولا شيء يمكن أن يقف في وجه الوداد ليعيق الخطوة الأخيرة التي تفصله عن اللقب الإفريقي.
نقدر جيدا أنها مباراة صعبة ومعقدة ليس على الوداد فحسب، بل حتى على الترجي التونسي، فكما أن الوداد يعرف أن وصوله للكأس يفرض فرض عين أن يسجل هدفا في مرمى الترجي، وأن ينهي المباراة إما منتصرا أو متعادلا بهدفين أو أكثر، فإن الترجي يدرك هو الآخر أن الإحتفاظ بالأميرة الصغيرة يقتضي عدم استقبال أي هدف ودادي من دون الرد عليه.
وعند تفكيك الشفرات التكتيكية للمباراة، سندرك أن كثيرها مما يعطي للوداد مساحة للمناورة، يوجد أصلا في منظومة اللعب وفي ما تراكم لدى اللاعبين من خبرات، إلا أن التوفيق في كسب رهان بهذه الصعوبة يظل مشروطا بالحالة الذهنية للاعبي الوداد، ذهنية لا تتأثر بالمؤثرات الخارجية، ولا تنشغل بما يتحرك في الهوامش، وتركز على المباراة بكل تفاصيلها.
أنا موقن بأن للوداد كلمة سيقولها في مباراة يوم الجمعة، ومتأكد من أن للوداد صوتا سيصيب بالصمم كل من أراد بكرة القدم المغربية سوء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقتنا كبيرة بالوداد ثقتنا كبيرة بالوداد



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib