يوميات ريو دي جانيرو  يوم في السماء الأخيرة
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

يوميات ريو دي جانيرو "يوم في السماء الأخيرة"

المغرب اليوم -

يوميات ريو دي جانيرو  يوم في السماء الأخيرة

بقلم : يونس الخراشي

ما إن علمنا، ونحن في الطائرة، الموجودة على أرض المطار الشاسع لمدينة ريو، أن الرحلة ستتوقف في مدينة ساو باولو، جنوبًا، قبل أن تنطلق شمالاً نحو الدار البيضاء، عبر بحر الظلمات، حتى أصبنا بخيبة صغيرة، إذ أن شوقنا إلى العودة، ومعانقة الأهل والوطن، كان قد بلغ مداه، ولم يعد لدينا من احتمال لمزيد من الصبر. وكان معنا في الرحلة رياضيون كثيرون، ممن مثلوا البعثة المغربية في دورة الألعاب الأولمبية، ورياضيون من دول أوروبية وأفريقية، فضلا عن مسؤولين مغاربة، وإعلاميين من دول عربية، كلهم ينتظرون إقلاع الطائرة، وقد بدأ الظلام يغشى ريو، وهي تواجهه بضوئها الكثيف المنبعث من كل مكان.
للحظتي الإقلاع والهبوط، بالتحديد، رهبة في النفوس عجيبة، حتى وإن حاول البعض أن يبدي غير ذلك، إما بافتعال حديث جانبي، أو ارتجال مزحة، أو البحث عن شيء ما، أو حتى الهروب نحو نوم يصعب تصديقه في تلك اللحظات بالذات، أو إعطاء الآخرين انطباعًا خاطئًا بأنه لا يهتم. وهكذا، فقد شعرت بخوف غريزي يسري في عروقي، وطائرتنا تستعد للإقلاع من ريو، ثم وهي تمضي نحو الهبوط في ساو باولو، ثم وهي تعود للإقلاع نحو الدار البيضاء، ما "طيّر النوم" من عيني، على حد تعبير عادل إمام في مسرحيته الشهيرة "شاهد ما شفشي حاجة"، رغم أنني كنت أعاني إرهاقًا كبيرًا جدًا.
أما وقد صرنا على بعد أميال في السماء، وفوق السحاب بالتحديد، من حيث لم يكن ممكنًا رؤية أي شيء، باستثناء الظلام، وبعض الغمزات التي تصدر من أضواء في الجناح الأيمن للطائرة، فقد بدأ الأغلبية في الاستسلام للنوم، فيما لجأ آخرون إلى القنوات الموضوعة رهن الإشارة على ظهر الكراسي، للتسلية، وظل غيرهم منشغلين بهواتفهم المحمولة، وفتح البعض كتابه ليواصل القراءة.
كان مفترضًا أن نقضي أكثر من 12 ساعة في السماء؛ أي نصف يوم بالتمام والكمال، حتى نصل إلى الدار البيضاء. ولست أدري أمن سوء حظي أم من حسنه أنني نادرًا جدًا ما أنام عندما أكون على سفر، مما منحني، ووجهي قريب من نافذة الكرسي 18D، فرصة، ونحن في ذلك المكان من العالم، كي أشاهد دورة اليوم كله، من زاوية مثيرة للدهشة، تختلف تمامًا عما اعتدت عليه طيلة حياتي.
ولا أخفيكم أن اللحظة الأروع على الإطلاق، ويا للعجب، هي تلك التي اشتد فيها سواد ظلام الليل، بما جعل النجوم تبدو، وهي تنتثر في السماء، أشبه بخيمة من ضوء رائع، آنست وحدتي، وهدأت روعتي، لا سيما وزميلي عبد الرحمن إيشي، من يومية "لوماتان"، كان غارقًا في نوم عميق، ولم أجد متعة في أي من تلك الأفلام والوثائقيات التي كانت رهن الإشارة، خاصة إنها هي نفسها التي اقترحت علينا في رحلة الذهاب، من الدار البيضاء، نحو ريو. "سبحان الله، التكرار ديال قنوات القطب العمومي تا فالطيارة". أما الكتب التي كانت على "الأيباد"، فقرأت منها ما تيسر، وبدون متعة كبيرة.
كانت الرحلة، بطبيعة الحال، فرصة مواتية لاستيضاح أشياء كثيرة من الرياضيين المغاربة، ظلت دون تفسير، وإن بدت تفسيرات بعضهم، وهم يجالسوننا، أو يعبرون بجانبنا، أو يجالسون غيرنا، أنا وزميلي "إيشي"، مقنعة نسبيًا، لأنها وجهة نظر الأشخاص الموكول إليهم التنافس للفوز بالميداليات، فإنها بقيت مثل صدر بيت، أو عجزه، بحاجة إلى الجزء الآخر من البيت، بل إلى القصيدة ككل، ليبرز المعنى كاملاً.
عندما كانت الآشعة الأولى للشمس تبزغ من جهة ما من السماء، حمراء وسط غبش الليل، معلنة بدايات الصباح، وبالتالي اقترابنا من مدينتنا، بدت المسافة المتبقية أطول، بفعل اشتداد الشوق إلى الوصول، ولم يعد من شيء يمكنه أن يسلينا، إذ جربنا كل الأشياء في ما سبق، حتى بعض الغفوات التي كانت تهون عناء السفر.
قلت في نفسي، وحسرة مثل وخز "مخيط" تؤلمني في جهة ما من قلبي، إزاء النتائج التي آلت إليها مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية لريو دي جانيرو، ألم تر كيف أن الإقلاع يحتاج إلى آلة جيدة، وقوة رهيبة دافعة للطائرة، وإلى ربان ذكي، وأن الصعود ليس سهلاً، بل يحتاج إلى وقت وصبر، حتى تصل المركبة إلى مكان محدد تستقر فيه، فيما الهبوط أكثر سهولة، ودائمًا يثير لدى الجميع مغصًا في المعدة، والأمعاء، وأن الوجهة والطريق إليها ينبغي أن يكونا محددين معًا من البداية، وإلا فإنه التيه المطلق.
حين وصلنا، بسلام، آمنين، إلى مطار محمد الخامس، في الدار البيضاء، وجدناه شبه فارغ من الطائرات، بعكس مطار ريو، الذي كان أشبه بميدان للعب بالمركبات، ومع ذلك، فقد انتظرنا في صف طويل، كي تنتهي الإجراءات الأمنية، بفعل وجود رجلي أمن فقط عند مدخلنا الأول، قبل انطلاقنا بسرعة إلى المدخل الثاني، حيث مرت الإجراءات بطريقة أسرع.
أما ونحن ننتظر حقائبنا، عند الحزام الحامل للأمتعة، فقد كانت الرغبة في الخروج سيدة الموقف، وقال لي زميل إن مسؤولاً في جامعة رياضية "أمر" الرياضيين المنتمين إليها بضرورة أن يرتدوا أقمصتهم الوطنية، وأن يستعدوا للانتقال رأسًا إلى المقر الرئيسي للجامعة، حيث يتعين عليهم أن يقابلوا السيد الرئيس. تبادلنا ضحكة صغيرة، فيها ألم كبير على رياضاتنا التي تغرق في البيروقراطية، ورحت أبحث عن زوجتي، وابني وابنتي، وقد أعياهما الانتظار، لأسعد بلقاء حار.
إلى اللقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوميات ريو دي جانيرو  يوم في السماء الأخيرة يوميات ريو دي جانيرو  يوم في السماء الأخيرة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib