ديربي السبت المقبل إن شاء الله سيحمل الرقم 142 في تاريخ مواجهة كبيري الكرة بالدار البيضاء، ومن أصل 80 ديربي تقريبا تواجدت جريدة «المنتخب» في صلب حوار القطبين كأكثر وأول جريدة رياضية متخصصة بالمغرب تغطية لهذا الموعد الإستثنائي.
أسوق كلامي هذا لتزامن هذا الديربي مع ذكرى سعيدة وفريدة من نوعها، تهم مرور 33 سنة بتمامها وكمالها على تأسيس وميلاد «الجريدة، وطيلة هذا المشوار الحافل بالتقلبات والتطورات المجتمعية والسياسية، ظلت «المنتخب» وفية ومخلصة لقرائها وعلى درب المصداقية سارت لتضع البيضاويين في قلب الحدث وتعكس نبض أسر المدينة القديمة والمعاريف وكاليفورنيا والحي المحمدي والولفة وكريان طوما وسيدي مومن وباقي حواري عشاق الغريمين..
«المنتخب» هي ريال مدريد الصحف الرياضية بالمغرب، وهي سلطان الجرائد المتخصصة وشخصيا لست ديستيفانو هذا الفريق ولا كريستيانو رونالدو، بمعني لست أول الملتحقين بالمجموعة ولا آخر صفقاتها، بل واسطة عقدها، ولطالما عبرت عن كوني تشرفت بأن أبحرت مع سفينتها نصف عمرها كاملا.
وبين أرستقراطية بدر الدين وبروطيرالية بدري، حكمة وفلسفة بدر الدين وبوهيمية «وتبوهيليت» بدري، توحدنا جميعنا في إلحاق وصف خاص على الجريدة، فسميناها «الزاوية الشريفة» وما خاب من تمسح بأهذاب هذه الشجرة وهذا بالتجريب وقديما قيل «سال المجرب لا تسال الهارب».
هي زاوية لأنها تلغي ضوابط التسلسل المهني وشكليات المناصب، فيها يستاوى الوزير والغفير المحرر وسكرتير التحرير، فيها يحتدم النقاش ليصل مداه وتبلغ فورة الغضب أقصى تجليات الثورة، فتخمذ في جلسة مؤانسة ومأدبة غذاء مشتركة ووليمة الكرام.
هذا تعريفي المختصر لـ«المنتخب» التي صمدت في وجه الحروب وأصوات المقاطعة، في وجه الدسائس وتبعات فضيحة أشهر كوميسير، وتصدت لغارات المنافسة فظلت واقفة مثل أشجار السنديان التي لا يهزها ريح.
اليوم « المنتخب» تواكب حدثا فريدا برؤية فريدة، هو الديربي وهو أول ديربي عربي قاري خارجي تغطيه، وستجدون وكما عودناكم تغطية ملتزمة بنفس رداء الحياد والموضوعية التي لم تتأثر لا بعاديات الزمن ولا بمغرياته.
« المنتخب» في ديربيات البطولة وكأس العرش واليوم في الديربي العربي، وباسم قيم المواطنة والإعتدال التي تربينا عليها، ندعو جماهير الغريمين لأن يشاطرننا ميلادنا وعقدنا الثلاثيني بنفس الوفاء والإخلاص و الإيثار ونكران الذات الذي قدمناه لهم عربون محبة طيلة كل السنوات التي كنا فيها شهود إثباث على ملحمة وهران وملحمة أم درمان والخرطوم وملاحم مونديال البرازيل وأكرا الغانية وغاورا الكارونية والمنزه بتونس وآخرها بملعب محمد الخامس وكينشاسا والدوحة القطرية...واللي حسب بزاف غادي يشيط ليه..
«المنتخب» تجمعنا كأسرة تحرير وبصوتها الذي هو صوتكم، نناشد جماهير الوداد والرجاء تقديم وصلة موسقية بعزف مبدعي المدرجات، ليتعرف العالم العربي على إبداع المغاربة وقدرتهم على الخلق .
«المنتخب» تدعو جماهير الغريمين لالتحاف العلم الوطني والرد على الشرذمة المارقة والجاحدة، والتأكيد لكل العرب على أننا أمة تقاليد وأمة عراقة وأمة حضارة، نختلف لكننا في المواعيد الكبرى نأتلف..
و في الختام «المنتخب» الورقية وفي غمرة المد الإلكتروني تؤكد أنها تواكب التطور الحاصل في منظومة الإعلام السريع، بأن خرج من ثلبها ومن ظهرها «المنتخب الإلكترونية» التي هي نسخة طبق الأصل في الفصاح والسبق والتمكن لسليلتها الكلاسيكية الورقية.
«المنتخب» تجمعنا داخل أسرة التحرير وتجمعنا بكم معشر الجماهير أما الديربي فأتمنى أن يشرفنا ويعكس حضارتنا الإدريسية الشريفة في مرآة العرب وفي كأس تحمل إسما من ذهب.