الڤار والتوهامي

"الڤار" والتوهامي

المغرب اليوم -

الڤار والتوهامي

بقلم - محمد فؤاد

أيا كان الاختلاف بين مكونات الكرة في المغرب وبخاصة في ما يسمى بالعصبة الاحترافية على مستوى تطبيق تقنية "الڤار" التي دعا إليها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في اللقاء التواصلي مع الحكام ومسؤولي الأندية بهدف الوقوف على المشاكل والأزمات الموضوعة في طريق التحكيم المغربي الذي أضحى مغتربا على الساحة العالمية، واستشرى واقعه من خلال مخلفات الشوط الأول من البطولة وما آثره من انتقادات مياومة في الفعل والتطبيق لبعض من الأخطاء التي انعكست نتائجها على بعض الأندية، وما يفرح أيضا في سياق هذا اللقاء التواصلي أن تخريجة الرجل الرائعة في ترسيم وتطبيق خارطة الكرة على مستوى المنظومة التحكيمية في جعل تقنية الفار دعامة أساسية ولا مفر منها للتقليل من الأخطاء التقديرية للحكام حتى وإن كانوا من المستوى العالي بحكم أن الخطأ وارد حتى بالنسبة إلى الحكم المحترف.

ويحز في نفسي أن نجد تضاربا في الآراء لمكونات جسم الكرة دون التوافق بشكل عام عن هذه التقنية المستعملة بإسبانيا رغم أنها دولة متقدمة كروية وواحدة من أقوى البطولات الأوروبية، طبعا إن كنا نخاف من تقنية "الڤار" فعلينا أن نستمر في الأخطاء ذاتها وننفخ بالريح على النار ليزداد وحل المصائب، وإن كنا نريد الحل الذي يبطء الأخطاء المرتكبة وهذا تحصيل لا مفر فعلينا تنفيذ وتطبيق هذه التقنية من دون النظر إلى أي كان من المعارضين بحكم الإفادة التي يؤكدها الفار في كثير من المباريات الإسبانية وحتى عصبة أبطال أوروبا أيا كانت قيمة الحكام المحترفين في إسبانيا.

ما قاله فوزي لقجع: «تقنية "الڤار" لم تعد خيارا بل ضرورة ملزمة وسنطبقها بداية الموسم المقبل من أجل ربح رهان المرحلة الجديدة لتطوير كرة القدم»، يؤكد شجاعة الرجل في تقنين الجسم الكروي وإبعاد الشك الذي يزعزع الجهاز من المطبات والشكوك المطروحة دائما في سياق الدورات العشر التي يستشري فيها المال والبيع وشراء الذمم، وتقنية "الڤار" في عامة الكلام أراها ضرورة لا تفسد للود قضية على مستوى نزاهة الحكام وإضافة ثقافية لرصيدهم المعرفي شريطة أن يكون لهذا التوجه دورات تكوينية من الآن إلى الموسم القادم شريطة أن يجهز رئيس الجامعة سبل إنجاح هذه التقنية برجال الساعة والمؤهلين في كل مباراة من دون عواطف وانتماء وتقارب من الأندية، وبآليات عالية المستوى والمحتوى التقني ولو أن النقل التلفزي ما زال مستواه ضعيفا في غياب الأسطول التقني من الكاميرات على كل واجهات الملعب لمتابعة العمليات الخاظئة، علما بأن النقل التلفزيوني الحالي يعيش حالة هزيلة في رصد العمليات الجانبية إلا إذا تعلق الأمر بالمباريات الدولية. 

ولذلك فإذا كان النقل التلفزي للمباريات حريصا على النقل بالمواصفات الأوروبية فمن الضروري تسطير المرحلة المقبلة على تمكين أسطول لوجيستيكي وبشري من المستوى العالي لإنجاح المهمة وهناك أيضا مجال مسبق للأحداث هو الإستعانة بالخدمات الإسبانية في إطار تكوين خاص لرجال أجهزة الفار وتكوين الحكام عامة وغيرها من الأمور المتعلقة بذلك للفئات الصاعدة من التحكيم، وقتها طبعا ستنمحي طرق البيع وشراء الذمم وسينظف الجهاز، وستنبعث صورة التحكيم المغربي من الباب العالي، صحيح أن البداية ستكون صعبة، لكن من الصعب سيصبح الأمر سهلا مثلما تقدمت الكرة بتقدم الصرامة التحكيمية في معالجة بعض الظواهر الكروية القاتمة التي عشناها أيام زمان في التحكيم وأضحت اليوم في خبر كان، وتقنية "الڤار" ستكون بعد خمس سنوات فعلا عاديا وبنفس السهولة التي أضحت عليها كرة القدم العالمية.

شدني إليه اللاعب المغربي أنور التوهامي (24 عاما) في لقاء فريقه بلد الوليد أمام "البارصا" أول أمس السبت وفي قمة أشرك فيها من البداية إلى النهاية باختيار تقني لمدربه الإسباني سيرجيو، موقفا زحف ديمبيلي وألينيا وميسي ومبادرا على مستوى الانسياب الهجومي وفي مباراة خسرها بلد الوليد بصعوبة بالغة، وما يهمني شخصيا أن هذا اللاعب المغربي الوازن الذي لم توجه إليه الدعوة مطلقا في سياق المرحلة الجديدة التي تستوجب تجديد بيت المنتخب الوطني على مستوى الوسط الذي بات من المؤكد تهيئ خلف بوصوفة والأحمدي بتوابل الزمن القادم من الأجيال التي تقول نعم لحمل القميص الوطني وبصريح العبارة وعلى تلفزيون "بين سبور" عندما أعلن أنور التوهامي انتماءه لبلده المغرب ويوجه الدعوة لرونا من أجل إعطائه نفس الفرصة التي تمتع بها كل من حمل القميص الوطني ولو لنصف فرصة.

وأعتقد جازما بأن هذا الولد الذي أوقف أسطول البارصا في موقعه وأحرج حتى دفاعه يلعب في بطولة عظمى ولا يلعب بالخليج ولا أي بطولة أوروبية جد عادية، وأن ينال أنور مكانه الرسمي بداية من الموسم الماضي مع بلد الوليد وصعد معه بلون التنافسية المطلقة ولعب له 12 مباراة إلى الآن، فيعني أن الرجل يبني لأفقه الاحترافي والدولي مع منتخب المغرب، وسيكون رائعا لو حضرنا هذا الوجه ليكون دوليا من صناعة وتكوين إسباني من المستوى العالي، وأداؤه يرمز إلى علو مستواه مثل أسامة الإدريسي بأزيد ألكمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الڤار والتوهامي الڤار والتوهامي



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
المغرب اليوم - هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib