بقلم: محمد الروحلي
تتواصل تفاعلات قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” القاضي بإلغاء نتيجة مباراة الإياب بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، واختيار ملعب ببلد محايد، قصد تحديد الفائز بنسخة عصبة الأبطال الإفريقية لسنة 2019، مع تجريد الفريق التونسي من الكأس والميداليات التي منحت له بملعب رادس، رغم أن المباراة لم تشهد نهايتها القانونية، وتوقفت مجرياتها في الدقيقة الستين. الرفض جاء من الطرفين معا، أي الترجي والوداد، وعمليا هو رفض يعود للاتحاد التونسي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فكل طرف بنى موقفه التصعيدي بناء على رؤيته الخاصة، وما تحمله المستجدات التي تذهب في اتجاه المزايدة والتصعيد، عوض الجنوح للتهدئة والاحتكام للمنطق وروح القانون.
وإذا كان قرار الكاف هو إنصاف للوداد وإقرار بحدوث تجاوزات لا يمكن السكوت عنها وتكريسها، فإن الجانب التونسي اختار المزايدة والهروب إلى أمام، ليس فقط بالطعن والرفض وهذا من حقه كما من حق الجانب المغربي، لكن أن تصل المزايدة إلى حد الإساءة والمساس بمقدسات الدول، والطعن في مشروعية قضايا حولها الإجماع، فهذا قمة التهور، والركوب على ملف يعالج قضية رياضية قابلة للاختلاف والطعن، فكيف أريد لها أن تتحول إلى ملف سياسي بامتياز.
من حق المغرب أن يطالب باحترام مبدأ تكافؤ الفرص وتكريس روح القانون ورفض تحول الفساد إلى واقع مسلم به، وهذه كلها مطالب عادلة يلتقي حولها كل شرفاء وعقلاء القارة الذين لم يسمع لهم حتى الآن صوت إلا ما نذر، والرهان مستقبلا هو الدفع في اتجاه إسماع صوت الحق والمنطق والاحتكام لروح القانون.
كما أن هناك دروسا يمكن استخلاصها مما حدث ويحدث وسيحدث من تطورات متلاحقة ولعل أهمها استحضار روح التضامن الداخلي وتقوية جبهتنا الداخلية وعدم تقديم هدايا للخصوم لاستعمالها كسلاح ضار بمصالحنا المشتركة.
فالقضية التي يدافع عنها الجانب المغربي قضية عادلة، وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يكون هناك خلاف داخلي مبني في الكثير من الأحيان على تفاصيل لا ترقى إلى الجوهر.
عن جريدة بيان اليوم المغربية