رسالة إلى بنعطية

رسالة إلى بنعطية !!

المغرب اليوم -

رسالة إلى بنعطية

بقلم : جمال اسطيفي

يختار بعض لاعبي كرة القدم والعمداء على وجه الخصوص أن يخرجوا من الباب الكبير، وأن يضعوا نقطة النهاية بأفضل طريقة ممكنة.
وهكذا، فعندما تتابع الكلمات الوداعية لبعض اللاعبين، فإنها تثير القشعريرة، وتتوقف عند اللحظات الإنسانية الرائعة، وتفتح باب المستقبل على مصراعيه للكيان الذي غادروه، لأن تسليم المشعل يتم بشكل جيد، وهو ما يجعل تفاعل الجمهور كبيرا، ويحفظ للاعب مساحة في قلوب الجماهير.
في حالة المهدي بنعطية عميد المنتخب الوطني المعتزل دوليا، سارت الأمور على نحو سيء.
لقد اختار هذا اللاعب أن يبصق في الصحن الذي يأكل منه، فبدل أن يعطي رسالة أمل، وأن يتحدث بواقعية وموضوعية دون أن ينسى صفته كعميد، فإنه اختار أن يصفي حساباته، وأن يترك خلفه الخراب، وأن يصور الكل مخطئا، ما عدا هو.
لقد قال بنعطية في حواره مع قناة "بي إن سبورتس"، إن المنتخب الوطني افتقد للاعبين كبار بإمكانهم قيادته للفوز بكأس إفريقيا للأمم، مشيرا إلى أن الجزائر لم يكن ذلك المنتخب المرعب، لكنه توفر على رياض محرز الذي كان حاسما عند الحاجة.
وقال بنعطية كذلك، إنه مل من الانتقادات التي توجه إليه بكونه يفرض بعض اللاعبين ويفضل هذا على الآخر.
هنا لابد من ان نقول لبنعطية لقد لعب محرز للجزائر منذ سنة 2013 ، وقبل كان مصر 2019 لم يحقق أي شيء مع منتخب بلاده.
لقد فاز المنتخب الجزائري باللقب، لأن روح المجموعة هي التي انتصرت، ولأن المدرب جمال بلماضي  كان عادلا في اختياراته، وجعل المنتخب الجزائري لحمة وجسدا واحدا.
وفاز المنتخب الجزائري لأن قائده محرز كان جزءا من المجموعة وليس فوقها، ولأنه كان يجمع ولا يفرق، ولم يكن يصفي الحسابات ويختار المباريات التي يكون حاضرا فيها،  ولم يكن مليئا بالأحقاد والضغائن.
ليس هناك عميد لمنتخب وطني يمكن أن يقود منتخبه للنجاح وهو لا يتواصل مع جميع اللاعبين، ولا يساهم في تذويب جليد الخلافات.
وليس هناك عميد يمكن أن ينجح منتخب بلاده وهو يصب الزيت على النار وينفخ في جمر الخلافات الصغيرة حتى تصبح كبيرة وتتحول إلى كرة لهب تحرق الجميع.
من ناحية أخرى، هل يمكن أن يعطينا بنعطية اسم اللاعب العظيم والكبير الذي قاد منتخب بنين للفوز على المنتخب الوطني في "كان" مصر"، مع العلم أنه منتخب مغمور !؟
وهل يمكن لبنعطية أن يعطينا اسم اللاعب الكبير الذي صنع الفارق وقاد منتخب زامبيا للفوز بـ"كان" الغابون 2012؟
وهل يمكن أن يعطينا اسم اللاعب الكبير الذي قاد اليونان للفوز بكأس أوربا 2004 التي جرت بالبرتغال !؟
وهل يمكن أن يعطينا أيضا اسم اللاعب الكبير الذي قاد بوركينافاصو للعب نهائي دورة "كان" 2013 بجنوب إفريقيا التي فاز بها منتخب نيجيريا..
بنعطية نموذج سيء لعميد لمنتخب وطني، فهو لم يلعب دوره كما يجب، وزاد الأمر استفحالا بعد أن أصبح اللاعب يعتقد أنه أكبر من قميص المنتخب الذي يلعب له وقت ما شاء، وأكبر من الجامعة ومسؤوليها..
إن ما يصنع نتائج المنتخبات وربيعها هو روح المجموعة، والانسجام والعدالة في التعامل، والإحساس الحقيقي وليس المزيف بأن هناك ملايين تنتظر في الملعب وخلف الشاشات منتخب البلاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى بنعطية رسالة إلى بنعطية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 07:57 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هافانا ذات الجو الحارّ غارقة في التاريخ ونابضة بالحياة

GMT 06:44 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

هنيئا لنا برئيس حكومتنا الذي يُضحكنا..!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib