عندما أمسكت مصر بيدي ورفضت سفري
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم
أخر الأخبار

عندما أمسكت مصر بيدي ورفضت سفري

المغرب اليوم -

عندما أمسكت مصر بيدي ورفضت سفري

بقلم: سفيان أندجار

كان موعد مغادرتي لمصر مبكرا، وكنت معتادا على أن أحل بالمطار قبل ساعات من موعد الإقلاع تحسبا لأي أمر خارج التوقعات.

انطلقنا من فندق «البارون» الذي أقمنا به، بعد أن شكرنا أحمد شاهين الذي وفر لنا سيارة لتقلنا إلى المطار.

كانت مغادرتي لمصر أشبه بالحبيب الذي يفارق حبيبته بعد سنوات من الهيام.

دخلنا أنا وصديقي محاميد وسجلنا كل البيانات، ووضعنا أمتعتنا لدى شركة الطيران، واخترنا أن نقضي ما تبقى من الوقت في الحديث أو مشاهدة آخر الأخبار على هاتفينا.

مع اقتراب موعد الرحلة بساعة تقريبا، اخترنا البدء بالتحضير للمغادرة وإنهاء جميع الترتيبات.

وبالفعل تم الأمر إلى غاية الحاجز الأخير الذي يكون بمثابة نقطة تفتيش بسيطة قبل بلوغ الطائرة.

بعد الختم على جواز سفري بمغادرة  التراب المصري وبلوغ الحاجز، طلب مني آخر شرطي في المطار أن أنزع  حزامي وأعاود الكرة قبل المرور من  جهاز التفتيش..

كنت منزعجا، خصوصا أن العملية تكررت أكثر من مرة. لذلك وضعت كل ما بحوزتي، بما في ذلك جواز سفري في صندوق ليعبر جهاز التفتيش.

كنا ستة أشخاص فقط نمر في التوقيت نفسه، وذلك بحكم أننا أبكرنا في القدوم إلى المطار، وتعلق الأمر برجلين وامرأة رفقة ابنتها الصغيرة، وشابة في مقتبل العمر، ورجل في الأربعينات.

عقب مروري بالحاجز، أخذت الصندوق وذهبت إلى أحد المقاعد حتى أرتب حاجاتي، قبل أن أفاجأ بعدم وجود جواز سفري، لكني، في المقابل، وجدت جواز سفر آخر موضوعا فوق كرسي مجاور، بادرت إلى أخذه، وبعدما قرأت محتواه كان سهلا علي التعرف على صاحبه بحكم أننا كنا ستة أفراد فقط.. توجهت صوب تلك الشابة وطلبت منها أن تمنحني جواز سفري، لأنه حصل خلط بين جوازينا، قبل أن تفاجأ وتشكرني على منحها جوازها، غير أنها قالت لي إن جواز سفري ليس بحوزتها.

سارعت أنا ومحاميد نسأل باقي الأفراد إن كان أحدهم عثر على «الباسبور»، لكن دون جدوى، الكل نفى عثوره عليه. كان الوقت يمر بسرعة كبيرة تزداد معها دقات قلبي، وقصدت مسؤولي المطار أخبرهم بالواقعة، وبطبيعة الحال قالوا إنه سيتعذر علينا ذلك لكون تفريغ الكاميرات يلزمه ساعتان على الأقل، فيما الطائرة ستقلع بعد دقائق فقط.

كان هناك ستة أفراد، لكن مع اقتراب موعد الإقلاع أصبحت الغرفة تضم ما يناهز 80 فردا، وقصتي انتشرت بشكل كبير، حتى أن الركاب جميعهم بحثوا معي بشكل مكثف.

بدأت سيناريوهات كثيرة تتبادر إلى ذهني ضمنها أني سأصبح حبيس المطار، لأنه تم توقيع أنني غادرت مصر وحتى إذا نجحت في ركوب الطائرة، فإنني سأحل بالمغرب دون هوية، وهو أمر أصعب بكثير.

فتش الأفراد الستة جميع حاجياتهم، بمن فيهم السيدة التي فتشت حتى ملابس ابنتها، في حين أن الفتاة الشابة التي تسلمت جواز سفرها لم تفق بعد من صدمة إمكانية ضياع «باسبورها»، فيما كان الرجل الأربعيني يبحث معي بكل إخلاص، وأكد لي الآخران أن لاعلم لهما بموضوعي وانخرطا في الحديث.

عاد إلي الرجل الأربعيني وقال لي بالحرف أننا كنا 6 أفراد، وكان الرجلان قريبين مني، وأن هناك احتمال أن يكون جوازي بحوزتهما.. توجهت إليهما قبل أن تستوقفني المسؤولة عن المطار وتقول لي:إن الحل الوحيد أنني سأخضع الجميع للتفتيش، وإذا لم نجد الجواز فستظل معنا.. لم أعرها انتباها وتوجهت إلى الشخصين اللذين كانا من جنسية مغربية، طلبت منهما التأكد  فقط إن كانا أخذا جواز سفري عن طريق الخطأ. لكن أحدهما رد علي بغلظة وقال: هذه حقائبنا فتشها.. تمالكت نفسي وقلت له: لم أتهمك ولا جئت لتفتيش حقائبك، لا يمكن أن يطير جواز إلى هناك.. فقط فتش جيوبك أو ملابسك لعل هناك خطأ.

بادر الرجل إلى تفتيش ملابسه وهو يلوح بيديه ويصيح، أخرج جواز سفره وقال: هذا ملكي وفتش جيوبه ليفتش بعدها جيبه الخلفي ويستخرج جواز سفري منه...

احمر وجهه بشكل كبير، وانهالت التصفيقات من الركاب.. أخذت جواز سفري ولم أقل له شيئا، وشكرت كل من ساعدني على إيجاد جوازي، وسمعت عبارتي «على سلامتك» و«الحمد الله على السلامة»، وهما العبارتان اللتان كان من المفروض أن أسمعهما عند وصولي إلى المغرب.

عندما ركبت الطائرة، قال لي محاميد: ألم تعرف الرجل الذي كان «باسبورك» بحوزته..؟ إنه ندير المومني. لم أجبه وفضلت السكوت، هذا الرجل سيتم تعيينه عضوا بالمحكمة الدستورية، وبالتالي كان جواز سفري فأل خير عليه:«دخل عليه مبارك مسعود».

بحثت في قائمة الأفلام المعروضة في شاشة الطائرة عن الفيلم الرائع «The Terminal» للممثل طوم هانكس، والذي يحكي ما كان سيقع لي في حال لم أعثر على جواز سفري، وكيف سأبقى عالقا في المطار.. قبل أن أبتسم في النهاية وأقول: إن محبوبتي مصر رغبت في منعي من السفر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما أمسكت مصر بيدي ورفضت سفري عندما أمسكت مصر بيدي ورفضت سفري



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 04:59 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أعمال فنية رائعة أنشأها الضحايا اليهود في جحيم ألمانيا

GMT 04:56 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السباق التأهيلي الدولي في سيح السلم يحقق نجاحًا كبيرًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib