بقلم: محمد زايد
عاد المنتخب المغربي ليكون مسؤول المواطنين الأوّل عن توترهم وتذمرهم، إذ انشغل الغالبية العظمى في تحليل ومناقشة أداء ونتيجة مباراة زملاء حكيم زياش أمام موريتانيا، واصفين إياها بـ" مباراة الأعصاب" و "الأداء العقيم" بل و" العقوبة التأديبية" لمن شاهدها وتابع تفاصيلها.
الكل ارتأى عدم التسرع والحكم على مصير المنتخب المغربي مع وحيد خليلوزيتش، وذلك من خلال المباريات الودية، منتظرين أول نزال رسمي لتقييم بداية البوسني مع الفريق الوطني، لكن الرّجل اليوم أعادنا إلى مرحلة الشك بأداء أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه "عشوائي" يقترب من مقولة كنا نستعملها سابقا في ملاعب الأحياء "لّي كايعرف شي حاجَة يديرها".
وحيد ليس الوحيد من يتحمل مسؤولية هذا الشك، فمن نصّب خليلوزيتش في مكانه هذا، وُجب أيضا تقاسمه هذه "المسؤولية"، لا سيما وأن أي نتيجة غير الانتصار على بوروندي في أرضها بعد أربعة أيام، بالنتيجة والأداء، سيُحيلنا رسميا على سنوات عجاف "جديدة قديمة"، يضحي معها إقالة المدرب والاستعانة بالحسين عموتة أمرا حتميا.
السؤال هنا اليوم، ولكي لا نُتهم بالسوداوية والنظر إلى المستقبل بتشاؤم مبالغ فيه، هل سيستمر وحيد خليلوزيتش في منصبه إن تعثر في المباراة الرسمية القادمة، وصعب علينا مأمورية التأهل لنهائيات أمم أفريقيا القادمة؟
كم هو المبلغ بالدّرهم الذي يستوجب على جامعة كرتنا دفعها له لإقالته لو جاء ما يُخيفنا على مستوى النتائج؟
هل سنضطر للإبقاء عليه حتى لو تعثر مستقبلا تفاديا لأداء الشرط الجزائي؟
من أفتى على جامعتنا التعاقد مع خليلوزيتش وهل لا زالت الثقة فيه لتطوير أداء منتخبنا قائمة؟
هل أُبلغ الحسين عموتة بدخولنا وإياه حالة التأهب القصوى ليستعد للمنصب الجديد؟
أسئلة عدة نرجو تلميحات للإجابة عنها، حتى لو لم تكن على شكل إجابات مباشرة، فما صرنا نراه الآن يجعل المتتبع للمنتخب المغربي ينسلخ من هذا "العشق" و"الارتباط"، وهو حتما الأمر الذي لا يتماشى مع دور وأهداف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأصحاب القرار في هذا الوطن.