بقلم: عبد اللطيف المتوكل
لا حديث يعلو على ديربي الرجاء والوداد الأول من نوعه في مسابقة خارجية.
وهناك من يتعامل مع هذه المباراة الرياضية بخطاب خارج عن النص طولا وعرضا، وغارق في كثير من التهويل والنفخ والتضليل والتغليط، وكأن الفريقين لم يسبق لهما أن تواجها في ما بينهما على الإطلاق.
سمعنا وتعجبنا وضربنا الأخماس في الأسداس، والبعض يقول إنها مباراة لا تحتمل الخسارة ذهابا وإيابا، ولا تحتمل الإقصاء، وأن الخروج منها بخيبة أمل هو في حجم الكارثة والزلزال...
ولم يبق لهم إلا أن يقولوا إن الإقصاء يساوي نهاية العالم لهذا الطرف أو ذاك!!.
سمعنا وتعجبنا وتساءلنا هل ما يقال ويردد له علاقة بمباراة رياضية كبيرة، تحكمها في المبتدئ والمنتهى، قيم التنافس الشريف والروح الرياضية والقبول بالنتيجة كيفما كانت طبيعتها وكيفما كان وقعها، أم له علاقة بشيء آخر؟!.
رجاء توقفوا عن التهويل وترديد المغالطات، وعن ذبح قيم الرياضة من الوريد إلى الوريد وتسميم الأجواء وتأجيج نار الفتنة والبلبلة.
رجاء اتركوا المباراة في إطارها الطبيعي.. اتركوا لها طابعها الاحتفالي.. طابع المتعة والتشويق والإثارة.
بكل الود نطلب منكم أن تحفظوا للمباراة في ذهابها وإيابها رونقها وجاذبيتها وسحرها وقيمتها.
لا نريد تصرفات منحطة وردود أفعال هدامة تعكر صفو وجمالية هذا الحدث الرياضي الوازن.
ساهموا في ترسيخ الوعي وقيم التسامح والتعايش والاحترام بين الرجاويين والوداديين.
وناشدوا الجميع ليدخلوا إلى الملعب بسلام وأمن وأمان ويخرجوا منه بسلام وأمن وأمان.
تذكروا أن المتربصين بما تبقى من الرياضة في مدينة الدار البيضاء متلهفون لإغلاق مركب "محمد الخامس" في وجه الرجاء والوداد.
تذكروا أن الديربي سيجري لأول مرة ليلا بعد أكثر من عقد من الزمن تعرض في كثير من مواعيده للترحيل القسري إلى خارج العاصمة الاقتصادية للمملكة، بل وأجري خارج الدار البيضاء بدون جمهور.
لا تفسدوا الديربي العربي بخطاباتكم الكارثية ونعراتكم العدوانية.
الدار البيضاء تحتضر رياضيا، فإيكم أن تجهزوا على ما تبقى فيها من نقطة ضوء بالضربة القاضية والمميتة.