خاوية فعامرة

"خاوية فعامرة"

المغرب اليوم -

خاوية فعامرة

بقلم: محمد فؤاد

لغاية الأسف، لم تتعامل الكاميرون بصحافتها الفجة مع سحب ملفها التنظيمي لكأس إفريقيا بالواقعية المفروض أن تكون اليوم في سياق آخر الأخبار التي تؤكد أن 17 شخصًا من المؤسسات العمومية أي من القطاعات الوزارية يتحملون كامل المسؤولية في فشل تدبير الملف في زمانه ومكانه ومحدداته، كما أنها تعاملت مع "الكاف" بنوع من الاستهتار عندما أخرجتها من التنظيم ووضعت المغرب في سياق النقاش الخاص بها وكأنه هو من صنع هذه المسرحية ليسرق التنظيم المشاع في كل أصقاع الدنيا، وقبل أن يعلن وزير الشباب والرياضة المغربي عن عدم تقديم المغرب ترشيحه قبل يوم واحد ، كانت الكاميرون تتعامل دون مسؤولية مع سحب ملفها بجلد المغرب وكأنه حليف رئيس الكاف وله يد كبرى في هذا العمل التكتيكي حتى يحظى بتنظيم الحدث القاري، لكن بعد إعلان المغرب عدم ترشيحه، تغيرت اللهجة الإعلامية بشكل فضفاض يقلب المواجع من جهة التسييس المبالغ فيه كون المغرب يتهرب من الشكل والصورة كما فعل في 2015 عندما أعلن إرجاء تنظيم كأس إفريقيا إلى صيف 2015 بداعي تفشي داء الإيبولا، وهي أطروحة لا تتلاءم مع العقلية الإعلامية الفظة التي لا تميز بين الأشياء لأن المغرب كان ولا زال حريصًا على احترام مبادرات الشعوب الإفريقية ومحترما للدبلوماسية ولا يتدخل في أمور لا تعنيه مثلما هو حال تدخل بعض الشعوب المجاورة والمعادية منها للمغرب أساسا ولمصالحه في مثل هذه السياقات التي قالت عنها صحافة الجزائر في 2015 أن المغرب لم ينظم كأس إفريقيا لأنه يخاف من المنتخب الجزائري كعقلية صبيانية وأعيد سياقها حتى الآن مع حدث 2019 مع أن المغرب لم يقدم ترشيحه المطلق لتنظيم النهائيات، ونفس الكلام أعيد مرة أخرى وفي نفس السياق الذي يقول إن المغرب يخاف من المنتخب الجزائري مع أن الواقع يقول أن المغرب وإن لعب حتى بالجزائر سيهزم المنتخب الجزائري الشقيق وبكل روح رياضية وليس عدائية، وعندما ابتلع المنظرون والمحللون والإعلاميون في الأبواق الأثيرية والتلفزية المغربية والعربية والدولية الطعم الذي رسموا فيه المغرب كمنظم رسمي، خرج الوزير ليلعب الكرة كصانع للفرجة "بخاوية فعامرة" ويلقن الدرس لكل من أشهر السهام وأشهر وصفة المراهنة على التنظيم من دون احترام منحنى قياديي القرار، فلا المغرب ولا مسؤوليه أعلنوا تنظيم النهائيات ولا وضعوا ملفهم أصلا كحق مشروع للاستشارة والإجماع، ولكن من وضع المغرب في سياق التنظيم هو ترسيم الإشاعة المطلقة أذهبت بالفعل مصداقية جميع المعلقين العرب والمغاربة والمحللين والإعلاميين بكافة شرائحهم لدرجة الإيمان بأن المغرب هو من سينظم الحدث وكأنهم هم من يقررون من دون استشارة أصحاب الملف من الوزارة أو من فوق ذلك حكوميا، وحتى إن طلب من الوزير أن يقرر فلابد أن يستشير المصالح العليا للبلاد أولا قبل أن يخرج بالتصريح الرسمي،  ما يعني أن رئيس الجامعة أيضا لا يمكنه اتخاذ أي قرار إلا باستشارة الوزير وهكذا دواليك بالسلم الإداري من القاعدة إلى القمة،  ولذلك من رسم الأفراح للمغاربة وسوق لهم الإشاعة يتحمل مسؤولية مصداقيته الكلامية والقراري منها أيضا، وصدقا سمعت أكثر الأبواق الإعلامية من دون احترافية تشبع المغاربة بقوة التنظيم وكأنهم هم من يقررون ويدفعون السلطات العليا إلى ذلك، مع أن الحقيقة فجرتها المنتخب كعادتها بمصداقية المرجعية إلى الأصل ألا وهي الوزارة المعنية بالقرار لمعرفة السياقات وأسباب ودواعي قنبلة عدم تنظيم المغرب لكأس إفريقيا ، ولو أنها لعبة خاوية فعامرة "واعرة" بين الوزير والإعلام، وآلت إلى تبخيس دور الإعلام في عدم احترام مواثيق تدبير المعلومة والتعامل مع الإشاعة للتسويق والمتاجرة في الكلام والردود التي تجلب للشركات الإعلامية ثرثرة مالية على حساب مصداقية فاشلة.

 

وصدقا، قلنا في أكثر من موقف أن الكامرون قبل سحب ملفها تعتبر هي المنظم الرئيسي للحدث احتراما لتعهداتها، ولم يكن المغرب فوق ذلك متآمرا عليها ليربح هو بالتنظيم، كما ادعت وسائل إعلامية دولية، بل كان مع الكامرون إلى آخر رمق لأنه دولة تحترم عمقها الإفريقي ودولة لها سيادة ولا يمكن لأي كان أن ينبش فيما يفعله المغرب بالقارة السمراء، ولذلك احترمت جريدة المنتخب منطلقاتها الإحترافية من أن تنهج سلوك البحث عن الحدث ورصد المعلومة من فم السبع وتتجسد الصورة في أروع تجليات العمل الإعلامي المصداقي لروح الخبر والحوار القنبلة من فم السيد الوزير وليس من فم الإشاعة التي عممها مروجو الاشاعة الاشهارية لعمل تجاري مربح، طبعا تبقى النهاية ملموسة، هي أن المغرب لم ولن ينظم كأس إفريقيا لأنه ملتزم بقوة تنظيم الألعاب الإفريقية في صيف هذا العام والتي ستضم خمسة آلاف رياضي، ولم يقدم ملفه لهذا الغرض حتى ولو كان ذلك في آخر ساعة، والواقع أكد أن جنوب إفريقيا ومصر هما من سيناقشان هذا المطلب وأبلغ الظن أن جنوب إفريقيا هي من ستنال هذا التكليف لأنها نجحت في تنظيم مونديال 2010 ومؤهلة أكثر من الشقيقة مصر في كل المقومات البنيوية إلا إذا كان للتصويت الحاسم اتجاه نحو منحى مصر الشقيقة التي نتمنى أن نكون فيها جميعا صيف هذا العام كأقرب نقطة للتوهج المغربي.

 

 

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاوية فعامرة خاوية فعامرة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
المغرب اليوم - هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 14:44 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون أصل معظم النيازك التي ضربت الأرض

GMT 05:21 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

أفضل بيوت الشباب والأكثر شعبية في العالم

GMT 11:00 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..

GMT 10:52 2023 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تبدأ تسليم السيارة الأقوى في تاريخها

GMT 22:54 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

"فيسبوك" تنفي تعرض الموقع لاختراق

GMT 15:46 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

فضيحة "شاذ مراكش" تهدّد العناصر الأمنية بإجراءات عقابية

GMT 11:56 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الحجوي يؤكّد أن تحويل الأندية إلى شركات يتطلب مراحل عدة

GMT 15:09 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

أحمد عز يواصل تصوير الممر في السويس

GMT 06:39 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتعي بشهر عسل رومانسي ومميز في هاواي

GMT 08:50 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

بيور غراي يعدّ من أفضل المنتجعات حول العالم

GMT 21:34 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

فريق "وداد تمارة" يتعاقد مع المدرب محمد بوطهير

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

قمر في فستان أبيض قصير على "إنستغرام"

GMT 09:35 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

محرك البحث "غوغل" يحتفل بيوم المعلم العالمي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib