عودة بودريقة

عودة بودريقة..!!

المغرب اليوم -

عودة بودريقة

بقلم - جمال اسطيفي

عبر محمد بودريقة الرئيس الأسبق للرجاء الرياضي لكرة القدم عن رغبته في العودة لرئاسة الفريق من جديد خلفا لجواد الزيات الذي تزايدت عليه الضغوط في المرحلة الأخيرة.
هل يمكن أن تكون عودة بودريقة حلا في فريق الرجاء؟ وهل يمكن أن تمنحه الهدوء والاستقرار الذي يبحث عنه؟ وهل يمكن أن تضع حدا لأزمة الفريق المالية؟
لقد جاء بودريقة إلى الرجاء في سنة 2012 خلفا لعبد السلام حنات، وما أن تسلم رئاسة الفريق حتى بدأ بحماس مسلسل العمل، إذ تعاقد مع طاقم تقني يقوده المدرب امحمد فاخر، وجلب أبرز اللاعبين، الأمر الذي منح الرجاء فوزا بلقبي البطولة والكأس ومشاركة تاريخية في كأس العالم للأندية بلغ الفريق دورها النهائي، ناهيك عن استقبال ملكي بقي محفورا في ذاكرة الرجاويين.
لكن بدل أن يستثمر بودريقة في النجاح الذي حققه الفريق، ويحوله إلى أرضية صلبة، ارتكب العديد من الأخطاء، بعضها بوعي والبعض الآخر بدون وعي، وكان الخطأ الأكبر هو النزيف المالي الذي ضرب الفريق، ولم يقو معه بودريقة على الاستمرار، ليقرر الرحيل حيث سلم دفة قيادة الفريق إلى سعيد حسبان.
من بين الأخطاء القاتلة التي ارتكبها بودريقة كذلك تجييش كتائب الفايسبوك، وصرف المال والعتاد عليها، وهو ما جعل مريديه يستبيحون أعراض الناس ويشنون الحرب على كل من يدلي برأي مخالف أو ينبه إلى المشاكل والمخاطر التي تحيط بالفريق جراء تدبير بودريقة، كما حول محيط الرجاء إلى بركان يغلي، بين مساندين له، بعضهم أشبه بالانتحاريين منقادون له بشكل أعمى، لأنه يصرف عليهم بسخاء، وآخرون لهم ملاحظات على طريقة التدبير وعلى سياسة اللعب على وتر الجمهور وبيع الأوهام له، وما أكثرها..
لا أحد يمكن أن ينكر أن بودريقة يكن حبا جارفا للرجاء، وأنه شرب حب الفريق منذ الصغر، لكن إذا كان بودريقة يريد العودة لرئاسة الرجاء كما عبر عن ذلك، فإن عليه أن يتفادى الكثير من الأخطاء التي وقع فيها في المرحلة السابقة، وجرت عليه سخط الكثيرين.
على بودريقة أن يفهم أن هناك فرقا بين مشجع عاشق للفريق، وبين رئيس له، فالأول يعشق بلاحدود، ويطالب بلا حدود أيضا، إذ تطغى العاطفة على العقل، أما الثاني فعليه أن يغلب العقل والحكمة على العاطفة، وأن يتخذ قراراته دون تهور أو تسرع قد يكون قاتلا.
لقد كان يختلط كل شيء على بودريقة، إذ يجد نفسه تحت الضغط فيسعى للبحث عن مخرج سريع، الأمر الذي قد يضعه أمام مشكل جديد.
يعتقد كثيرون أن بودريقة لا يتأثر بالضغط، لكن ما لايعلمه كثيرون، هو أن بودريقة لا يقدر على مواجهة الضغوط المتعلقة بالنادي الذي يكن له حبا جارفا، ولعل هذا ما يفسر خرجاته  غير المحسوبة هنا وهناك والتي تسببت له في متاعب كثيرة، كما أنه كان يعرض نفسه لضغوط عدة أطراف في محيط الرجاء، الأمر الذي يفسر عدم وفائه بوعوده أو اتخاذه قرارات مرتبكة.
على بودريقة أن يعود إلى الرجاء من الباب وليس من النافذة، والعودة من الباب تقتضي عرض مشروعه على أنظار الجميع، وألا يرتكب خطأ المكتب المسير الحالي الذي يقوده جواد الزيات والذي تولى شؤون الفريق دون برنامج ولا هم يحزنون.
وبرنامج بودريقة يقتضي منه الاعتراف بأنه السبب الرئيسي في أزمة الفريق المالية، وأن يعرض بموازاة ذلك ما يملكه من حلول وأدوات.
ولابد أيضا أن يبدأ مسلسل مصالحة مع الجميع، وخصوصا من أساء لهم وقام بالتجييش ضدهم، وأن يحيط نفسه بأشخاص عقلاء لا بمستشاري "الفايسبوك" أو الصفحات الملحقة بالنادي التي تسعى للتحكم في مفاصل الفريق، وأن يفهم أن النجاح يتحقق بتدبير يعترف بالتخصص الإداري والتقني، بدل التسيير الفردي، وأن يضبط خرجاته الإعلامية وأن يكون تواصله مسؤولا ومهنيا.
لحسن حظ بودريقة أنه يحمل اليوم قبعة حزبية، وهي القبعة التي قد تلجم تصريحاته، وتضبط إيقاع عمله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة بودريقة عودة بودريقة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib