الشبة والحرمل

"الشبة والحرمل"..

المغرب اليوم -

الشبة والحرمل

بقلم: يونس الخراشي

ها قد زاغ بنا الوزير، ومن سألوه ثم صفقوا له وضجوا بالضحك تحت قبة البرلمان، عن المقصود من النقاش. وعوض أن نحتكم إلى العقل والمنطق كي نقدم للمغاربة ما يزيح قلقهم مما وقع في مصر، إذا بنا نتيه بعيدا، حيث تهنا من قبل سنين عددا. ثم انهزمنا، وانهزمنا، حتى طبعنا مع الهزيمة.

فالإقصاء من بطولة إفريقيا للأمم 2019 صار واقعا لا يرتفع. ومناقشته يتعين أن تكون تقنية، وبأعين تقنية تملك خبرات ممتازة، ولغرض تقني بامتياز، حتى يحدث التغيير المنشود، ويمضي المنتخب الوطني، مستقبلا، في الطريق الصحيح. 

وللمناسبة، فهناك معهد عالي المستوى، اسمه معهد مولاي رشيد للرياضات، يخرج، كما هو مفترض، كفاءات مغربية ممتازة، تقدم، كل نهاية موسم، دراسات علمية جدية تنبثق من الواقع المغربي. ويمكن لتلك الكفاءات، مع غيرها من التي توجد على أرض الملاعب منذ سنوات، أن تقدم الحلول.

لا يمكن، بأي حال من الأحوال، لوزير أو نائب برلماني، أن يناقش ما هو تقني صرف، ويقدم بشأنه الحلول. ولنفترض أن الأسئلة كانت في محلها، والأجوبة أيضا كانت في محلها، فهي لن تتجاوز، في أقصى الحالات، كلاما مرصوفا، وعاما، لن يؤثر في مسار المنتخب الوطني. وقد تصل، في بعض الحالات، إلى كلام مضحك، ولكنه مخجل، ولا يصح أن يقال.

حدث ذلك بعدد المرات التي وقع فيها المنتخب المغربي طريح الأرض. جاء وزير الرياضة إلى البرلمان بطلب من ممثلي الأمة. قال كلامه الذي فيه أرقام، ومعطيات، من قبيل إن البنية التحتية مهمة، والحكومة تشتغل على استراتيجية، ولدينا اجتماع يوم الثلاثاء المقبل، وووو، ثم انتهى كل شيء، وسقط المنتخب مجددا بـ"الكاو".

يا ساة يا كرام، يتعين أن تخضع الإقصاءات المغربية للدراسة، لتستخلص منها الأسباب الموضوعية؛ التقنية بالأساس، للبناء عليها تحضيرا للمنافسات القارية، والدولية. أما الاتكال على العموميات، أو على الخرافات؛ من قبيل "قوس عليه شي واحد"، فتمهيد لهزائم وإقصاءات أخرى. فللبطولات من يملكون ثقافتها. ومع الأسف، للإقصاءات أيضا من تتملكهم ثقافتها.

إن قضية الخروج من بطولة إفريقيا، يا سادة، يا كرام، ليست سوى جزءا من كل، مهما حاول البعض توهيمنا بغير ذلك. فخيبة المنتخب الوطني لكرة القدم، وهي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لا يمكن أن تنسينا واقع الرياضة في المغرب؛ وأي مستوى من الاهتمام تلاقيه لدى الحكومة، والبرلمان، والأحزاب، والدليل أن عدد من يمارسون الرياضة برخصة لا يتعدى 400 ألف مغربي. 

فهل بهذا العدد البئيس يمكننا أن نصع رياضة ناجحة؟ 

كلا، لن يحدث ذلك. ليس لأن أحدا ما "قوس علينا"، ولكن لأننا لم نعمل كما ينبغي، ووفق قواعد صارمة، ولم نرسم لنا "خطا بالمسطرة"، فضيعنا طريقنا، حتى صرنا ننسب الإقصاءات إلى الخرافة. 

باختصار.

كرتنا، ورياضتنا، يشبهان بعضهما. يعانيان المرض نفسه. فرجاء، ابحثوا لهما عن علاج بعيدا عن "الرقية غير الشرعية".

إلى اللقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشبة والحرمل الشبة والحرمل



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib