لا هواجس ولا وساوس
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

لا هواجس ولا وساوس

المغرب اليوم -

لا هواجس ولا وساوس

بقلم- بدر الدين الإدريسي

كلما دنونا من الحادي عشر من شهر نوفمبر، موعد المواجهة الحاسمة التي ستجمعنا بفيلة كوت ديفوار هناك في أبيدجان، للتقرير في مصير البطاقة المونديالية، إلا واشتعل الرأس بأسئلة هي فعلا هواجس، إن هو أحاط بها لا يدري هل ستنقص لوعته، وإن هو ضغط عليها لا يعرف هل سيرتاح له بال، فما كان الفريق الوطني منذ سنوات قريبا من مصالحة المونديال، أكثر مما هو قريب من ذلك اليوم، إذ إن كل ما يحتاجه الفريق الوطني من مباراة القرن نقطة وحيدة، هي ليست صعبة المنال ولكنها ليست أيضا سهلة ومتيسرة المنال.

ومع كل مشاعر الاطمئنان التي تحسسها المغاربة من الأداء الجماعي الرائع الذي قدمه أسود الأطلس أمام نسور مالي، ومن بعدهم أمام فهود الغابون، والتي تزيدنا جميعا ثقة في أن أبواب المونديال الروسي أصبحت مشرعة، فإن هناك بالفعل قلقا يساورنا من أن يعجز الأسود عن العودة بالنقطة المطلوبة للحصول على تأشيرة العبور للمونديال، هذا القلق قاده إلى قارئ من أوفى قراء المنتخب في طبعتيها الورقية والإلكترونية، في صورة أسئلة وهواجس لا شك أن كل المغاربة يتقاسمونها بلا أدنى اسثناء، وقد أوكل إلى مهمة تفكيك هذه الأسئلة، لعلنا نقدر على ترويض اللحظة المفصلية وتقويض كل حالات الشك في القدرات، وأكثر منه عدم الوقوع فريسة لذات الأخطاء التي ارتكبناها في مناسبات سابقة وكلفتنا كل هذا الجفاء مع المونديال والذي يصل اليوم لسنته العشرين.
القارئ الوفي والغيور جواد الجامعي من مراكش لخص بدقة أسئلة الهواجس، في الآتي:

1- نتخوف من استخفاف أصدقاء بنعطية بالفيلة وإفراطهم في الفرحة والثقة الزائدة بالنفس والغرور، وما زال عالقا في أذهاننا ما وقع بعد اللقاء أمام الجزائر الخادع عام 2011، حيث وثق الأسود أكثر من اللازم بالنفس واستوطنهم الغرور، بل وأصبح أصدقاء المياغري يعتقدون بأنهم سيفوزون بالكان 2012 بسهولة فكانت الصدمة قوية.
2- نتخوف من اعتبار أسود الأطلس مرشحين فوق العادة للتأهل لكأس العالم، لأننا دائما حين نكون "فافوري" نخفق.
3- نتخوف من كل ما سيحيط بالمباراة من طقس وحالة عشب الملعب والظروف التي سيجرى فيها اللقاء أمام رفاق جيرفينيو. 
4- وأخيرا نتخوف من ردة فعل قوية لمنتخب كوت ديفوار خصوصا من الفرديات الخطيرة التي تلعب في جبهة الهجوم.

بداية لا بد وأن نحتكم في رصدنا لمباراة أبيدجان، لمنطق كرة القدم الذي لا يتأسس قصرا على القياسات الفنية وحتى على الفوارق الذهنية والفنية الموجودة أصلا لترجيح كفة هذا الفريق أو ذاك، كرة القدم هي مجال خصب لإنتاج التحولات وحتى المتناقضات، فإن سلمنا بأن الفريق الوطني كان في هيئة فنية وتكتيكية وذهنية حفزته لإقران الأداء بالحصة عند تحقيقه للفوز العريض على الغابون وحتى على مالي، فإن لا شيء على الإطلاق يؤكد أن الفريق الوطني سيكون هناك بأبيدجان بذات الهيئة لاختلاف المناخات والظروف وحتى طبيعة المنافس، ولو أننا بتنا نثق بقدرة الأسود على محاكاة نفس المضمون التكتيكي، كما لا يمكن الجزم بأن المنتخب الإيفواري سيكون بنفس الصورة السيئة التي كان عليها وهو يخسر بأبيجان أمام الغابون ويتعادل سلبا أمام مالي بباماكو.

إذن فهناك شيء أقوى وأكبر من الاحتمال، أن يكون النزال شاقا علينا وعلى الإيفواريين أيضا، وبالتالي فإن النقطة التي يحتاجها الأسود من مباراة أبيدجان، لن تأتي لا عبثا ولا اعتباطا ولا بالسهولة التي يتوهمها البعض، تلك النقطة سينالها الفريق الوطني بمشيئة الله بتصميم مباراة بطولية، لا يترك فيها أي شيء للصدفة، وعندما نقول مباراة بطولية، فإننا نثق بأن الأسود لهم كل المقومات الذهنية والفنية والتكتيكية لطبع النزال بصفة البطولية، حيث يختفى الإفراط في الثقة بالنفس والتنقيص من مقدرات المنافس أو حتى استسهال المباراة.

ونستطيع أن نستشف من خلال كل التعبيرات التي أطلقها الناخب الوطني هيرفي رونار وأسود الأطلس بعد مباراة الغابون، المسؤولية الكبيرة التي يوضع في صلبها الفريق الوطني، وقد تمكن أخيرا من القبض على صدارة المجموعة، مسؤولية تحقيق حلمهم كلاعبين وحلم كل المغاربة وبخاصة حلم جيل اليوم الذي يتشوق لاكتشاف سحر التواجد في حدث كروي في كونية كأس العالم.

ولا أعتقد بأن رونار الذي يجيد اللعب على الوتر الصعب والحساس في مشاعر اللاعبين، ويعرف سلفا أن مباراة أبيدجان ستحقق له كمدرب ما ينقص فعلا مشواره التدريبي، يمكن أن يترك جزئية أو تفصيلا مهما صغر حجمه ليحيط به، حتى يكون الفريق الوطني يوم 11 نوفمبر كيانا يتكلم لغة واحدة، تقوم على الإحاطة بكامل التفاصيل النفسية والبدنية والتكتيكية لربح الرهان، من دون مبالغة أو تهويل من دون إفراط أو تفريط.

ومع يقيننا الكامل بأن رونار يقضي السواد الأعظم ليومه وحتى ليله، يفكر ويخطط ويرتب السيناريوهات، فإن المؤمل أن ينجح رونار كواضع لمنظومة اللعب، في تهييء الخطة المستحيلة، التي لن يستطيع فهم وإدراك الناخب الإيفواري الوصول إليها، الخطة التي تجعل الفريق الوطني يدخل مباراة أبيدجان باحثا عن الفوز وليس عن التعادل، وأظن أن لنا كل المقومات التقنية والتكتيكية التي تخول لنا ذلك، طبعا من دون أن ننقص من قيمة الفيلة الذين سيدخلون المباراة باحثين عن الفوز وهم يدركون جيدا أن أداءهم يجب أن يكون مختلفا تماما عن الأداء الذي ميز مباراتيه الأخيرتين أمام الغابون بأبيدجان وأمام مالي بباماكو.

ومع حاجة الفريق الوطني إلى ما يعينه على السيطرة على كل الإكراهات الاستراتيجية، من أرضية ملعب ومناخ وأجواء هي من قبيل ما عودتنا عليه الملاعب الأفريقية، فإنه هذه المرة وخلافا لكل المرات السابقة، محتاج لأن يكون سفره الأفريقي مؤمنا بشكل كامل ضد مخاطر وطوارئ هذا السفر والتي تقول الكثير من الوقائع القديمة، أنها تنال من الفريق الوطني خمسين بالمئة من قوته ومناعته.

الفريق الوطني محتاج لأن يسيطر بالكامل على كل الظروف ويجعلها تصب في مصلحته لا في مصلحة منافسه، فالمنتخب الإيفواري مع يقينه من أن أداءه تراجع وسطوته تقلصت، إلا أنه سيتسلح بنجومه الذين أبعدتهم الإصابات عن آخر المباريات، ليحقق الفوز الذي يكتبه في عداد فرسان مونديال روسيا.

لا نستصغر الفيلة ولا نبخسهم حقهم في الحلم ولا نعدم لهم أملا في نيل البطاقة المونديالية، ولكن في مقابل هذا كله نثق في قدرة فريقنا الوطني على كسب الرهان، وعلى العودة من أبيدجان بتأهل تاريخي، بسلاح تقدير النفس واحترام مقدرات المنافس، ومع هذا نكون زرعنا في طريقنا بذرات الثقة والأمل المشروع ونزعنا عنها الهواجس والوساوس.​

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا هواجس ولا وساوس لا هواجس ولا وساوس



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib