هنري ميشيل الذي عرفته
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

هنري ميشيل الذي عرفته

المغرب اليوم -

هنري ميشيل الذي عرفته

بقلم - بدر الدين الإدريسي


إذا كان تاريخ الفريق الوطني قديمه وحديثه يذكر بالخير وبكثير من الإمتنان والعرفان، ناخبين مغاربة وأجانب كانت لهم بصمتهم الفنية وحظهم الأوفر في بناء شخصية الفريق الوطني وفي كتابته لملاحم كروية هي من صميم الذاكرة الحية لكرة القدم الوطنية، فإن في طليعة هؤلاء الفرنسي هنري ميشيل الذي قضت إرادة الله عز وجل أن يرحل عنا، بعد أن أسلم الروح لبارئها أول أمس الثلاثاء، بعد سنوات قضاها الرجل في صراع مع المرض اللعين.

كان هنري ميشيل من اللاعبين المميزين الذين وصل صداهم إلى المغرب، كيف لا وهو من حمل شارة عمادة المنتخب الفرنسي على طول عقد سبعينيات القرن الماضي، وأيضا من الناخبين الوطنيين الذين عرفتهم وأنا أتابع مثل أبناء جيلي أحداثا كروية أولمبية وعالمية تردد خلالها إسم الرجل كمهندس لإنجازات خالدة في ذاكرة كرة القدم الفرنسية، من ذهبية أولمبياد لوس أنجليس الذي اقترن بالذهبيتين الأولمبيتين الأوليين  للمغرب بواسطة الأسطورتين نوال المتوكل وسعيد عويطة، ثم كان هنري ميشيل من أكثر الناخبين الوطنيين الذين عرفتهم عن قرب بحكم المهنة وقد تزامن مروره بعرين أسود الأطلس مع سنوات الوجع والقلق في إرساء دعائم مؤسسة «المنتخب» بعد الذي هاج عليها وقتذاك من ظروف صعبة.

كانت صدمة المغاربة سنة 1995، كبيرة جدا بفشل المدرب والناخب البرازيلي نونيز في تأهيل المغرب لنهائيات كأس إفريقيا للأمم لعام 1996 بجنوب إفريقيا، في أعقاب الخسارة الموجعة أمام فيلة كوت ديفوار بأبيدجان، وكان على اللجنة المؤقتة لتسيير الجامعة التي كان يقودها وقتذاك طيب الذكر الجينرال دو كور دارمي حسني بنسليمان، أن تبحث عن الرجل المناسب لظرفية صعبة كان الفريق الوطني المغربي يجتازها، وبحكم ما كان تاريخيا من نجاحات للمدربين الفرنسيين بالمغرب، سيهتدي حسني بنسليمان لإسم هنري ميشيل الذي كان لتوه خارجا من تجربة مضطربة مع نادي النصر السعودي بعد أن حقق في نهاية الثمانينيات مشوارا أنطولوجيا مع المنتخب الأولمبي الفرنسي وبعده مع المنتخب الفرنسي الأول الذي نال المركز الثالث في مونديال مكسيكو 86 والذي كان شاهدا على ملحمة الفريق الوطني بمونتيري وغولاداخارا.

وجد هنري ميشيل في المكان والزمان وفي الإرادة الجماعية من أجل تجاوز الإحباط، ما شجعه على ترتيب عرين الأسود وبناء فريق وطني من النواة الموجودة بشخصية الفريق المنتصر والمؤمن بقدراته، وبعد أن خاض ودية ثقيلة وقوية مع المنتخب التونسي المؤهل وقتذاك لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 1996، والتي كان فيها الفوز بثلاثة أهداف لهدف والأداء الجماعي الجميل محفزا على مواصلة ورش البناء، سيقترح هنري ميشيل على الجامعة اصطحاب الفريق الوطني إلى فرنسا لمعسكر مغلق إختار له منطقة "إيكس أون بروفانس" بضواحي مارسيليا مسقط رأسه، وحيث يرتبط بصداقة متينة مع أحد الأرمينيين الذي كان يملك مركزا تدريبيا يستجيب لكل شروط التحضير الإحترافي.

ذاك المعسكر هو الذي سيعرفني لأول مرة بهنري ميشيل، فقد أمضيت إلى جانبه قرابة أسبوعين من الزمان، أرصد لحظة بلحظة ما كان الرجل يبذله من جهد لإنجاح ورش البناء، بخاصة وأن المعسكر تزامن وقتها مع شهر رمضان وكل اللاعبين صيام.

وفوق ما وقفت عليه من احترافية وانضباط في إدارة هذا المعسكر ليحقق ما هو منتظر منه، فقد أبهرتني شخصية الرجل الواثق لحد الخيلاء بنفسه وبمنظومة اشتغاله، هو من يعتبر الإبن الشرعي لميشيل هيدالغو الذي سيعمل لاحقا مديرا تقنيا مع الجامعة والذي يوصف بأحد عظماء كرة القدم الفرنسية، فما وجده اللاعبون في هنري من روح مرحة ومن روح الأبوة على الخصوص، جعلهم يقبلون على العمل البدني والتكتيكي المضني بلا إبداء أي تورم أو تأفف.

ولست بحاجة لأن أعدد لكم الأشياء الرائعة التي تحققت للكرة المغربية وللمنتخب الوطني بعد ذلك، بوصوله لكأس العالم 1998 بفرنسا وبصعوده للمرتبة 13 في التصنيف العالمي، وبما أجهضته في الطريق لوبيات معادية للنجاح، هي ما دفعته للإستقالة من منصبه غداة العودة من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2000، بسبب ما جهر به على الملأ، من أنه تعرض لذبح إعلامي أنجز للأسف تحت الطلب.

ذاك هو هنري ميشيل الذي عرفته ولم أسرد من ذلك إلا القليل القليل.   

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنري ميشيل الذي عرفته هنري ميشيل الذي عرفته



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib