عقاب الكأس

عقاب الكأس

المغرب اليوم -

عقاب الكأس

بقلم - محمد فؤاد

 عديدة هي الأسئلة التي تطرح في سياق مرحلة الأندية ما بعد نهائي كأس العرش المغربي سيما تلك التي تقدم عنوان الإثارة والحماس والرغبة في الفوز بالحدث التاريخي حتى ولو خسرت. وما يضعنا عامة حول هذا التساؤل المفترض أن نجد له جوابا مقنعا هو مآل الخسارة المجانبة للصواب للوداد الفاسي بملعبه أمام النادي الرياضي السالمي لتفاصيل الدورة العاشرة من البطولة الإحترافية الثانية دون التقليل طبعا من النادي السالمي جملة وتفصيلا لأنه هو من أحدث المفاجأة الكبيرة بفاس. طبعا تطرح العديد من الأسئلة حول وضعية الفريق الفاسي الذي أحدث رعبا إراديا كبيرا في عناوين كثيرة من الأدوار التي أوصلته إلى النهائي كان قبله طبعا إقصاء الرجاء البيضاوي كفاصلة راعدة مهدت لوداد فاس الوصول التاريخي للنهائي وكانت أقرب إليه من الحيازة التاريخية كعنوان ثاني. وما حملني إلى وضع هذه الأسئلة الموضوعية حول سر وصول الوداد الفاسي إلى النهائي كفريق بدا في كل التصورات أنه متوازي الأضلاع والهوية بفرق الكبار مع أنه حمل هذه الصفة قبل سنوات بدرج الكبار طبعا، هو كيف ولماذا لا يظهر بنفس هذه الصورة الجميلة بالبطولة الوطنية كل أسبوع على الأقل ليكون ضمن الأوائل؟ ولماذا تهاوت نفسية اللاعبين بعد أن ضاعت الكأس الغالية في لحظة قاتلة؟ ولماذا لا يركز اللاعبون في سياقات البطولة على أنهم بوصولهم إلى النهائي بوسعهم أن يكرسوا نفس السطوة العالية بالبطولة التي ينحدرون فيها إلى وسط الترتيب وبفارق أحد عشر نقطة عن المتصدر؟ وهل هناك ما يؤثر على هذه الوضعية النفسية من دون أن تجد سندا يخفف على اللاعبين هذا الوقع السيئ؟ وهل اللاعب المغربي أصلا موضوع دائما أمام هذا التسيب المغالى فيه إحباطا على إحباط من دون أن تتقوى العقليات برجال الساعة والمقربين من الفريق؟ صحيح أن خسارة الوداد الفاسي بمعقله أمام النادي السالمي بمفارقة غريبة بين حدث ضائع تعتبر منحته دسمة وبتوثيق تاريخي للاعب والنادي، وبين مباراة بطولة ملعوبة على منحة عادية مطروحة للنقاش من أبواب عدة وهي أن إحتراف اللاعب لمهنة الكرة لا يجد في مثل هذه الاحوال إجابة شافية عن دوره العام وكأنه توقف عند حد الكأس أيا كانت نتائجها قياسا مع أن دسامة الوصول إلى النهائي ونيل كأسه بها امتياز نفسي ومادي بالدرجة الأولى وبها فوق كل ذلك معيار المتابعة الخلفية لسماسرة الكرة والأندية الكبرى لإستقطاب أحلام اللاعبين ومناقشة مستقبلهم مثلما إستحضرته الكأس من روائع أداء اللاعبين الوداديين والبركانيين على حد سواء دون احتساب من غاب عن الحدث. وهذا النوع من الأحداث يبقى لحظيا ولكنه لا يعطي المثال على أن اللاعب المحترف والمسير المحترف والمدرب المحترف هم من يؤسسون لثقافة المداومة على ذات الأداء الذي يعطي لوداد فاس ولغيره تلك الصورة والإنطباع على أنه فريق بمواصفات الأندية الكبيرة في الأداء ولكنه أصلا فقير بالموارد المالية والسند المحيط به بالمدينة. ولكن لابد من التأكيد على أن هناك خلفيات نفسية مثيرة للجدل حول سقوط الوداد في محظور الخسارة بالبطولة أيا كانت تحليلها لأنه من غير المعقول أن يخسر وداد فاس للمرة الثانية على التوالي بين حدثين بينهما تباعد في الهوية أساسا، ولكن تداعيات الخسارة القاتلة في اللحظات الأخيرة من الكأس هي التي أثرت على اللاعبين ذلك الإنجاز التاريخي ماديا ومعنويا وبخاصة في شقه المادي لأنه لا يتكرر دائما ويعتبر صفقة عمر لكل الأجيال مع أن منحة الفريق الثاني له حصة محترمة وقد يكون لها مورد نفسي على اللاعبين إلا إذا كان هناك شكل من التدمير النفسي جراء تمييز في تسديد المنحة دون التأكيد عليها مطلقا لأننا نحلل المسألة من قناع الحضور الفعلي للفريق على أنه قدم مباراة هلامية في نهائي الكأس وخسر بمعقله في البطولة بشكل مخالف على مستوى تلقي الهداف بجملة. ولكن ما يعنينا هو أن اللاعب المغربي دائما به نقطة نقص إحترافية ملموسة في عدم تقديم نفس الأداء الخاص بالكأس مثلما هو الحال مع مباريات البطولة إلا إذا كان هناك ما يدعو للقول أن الفريق لا يبالي بالصعود مطلقا لتبعات الميزانية المالية المرصودة في دفتر التحملات، وهي نقطة لا تمس اللاعبين أساسا ولكنها تمس إرادة الفريق المسير وأهدافه المنطقية. وفي نهاية المطاف، تتداخل أشكال المطامح بين كأس غالية يظهر فيها اللاعب المغربي أسدا وفريقا مصرا بلاعبيه ومدربه ومسيريه على الوصول إلى الهدف الأسمى، وبين بطولة لا يعتد بها بنفس المقام، والضريبة هي على اللاعب في المقام الأول لأنه يلعب على واجهة محددة ولا يلعب على معايير أخرى بعلاقة مؤسسة لثقافة النادي المحددة في لغة الأهداف التي لا تخرج إلا على تنشيط البطولة بمقومات الميزانية المرصودة كما هو الحال بالدرجة الثانية، ويبقى مؤشرها هو أضواء الكأس بمؤشر السماسرة ووكلاء اللاعبين.

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقاب الكأس عقاب الكأس



GMT 09:20 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ما تحتاجه كرتنا

GMT 08:50 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

GMT 08:36 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء..موعد مع التاريخ..

GMT 08:04 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة التتويج

GMT 10:09 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد اليوم: تعادل منطقي

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 08:19 2022 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

أبرز تصاميم الأبواب الخارجية المودرن لعام 2022

GMT 10:54 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة سلمى تدشن غداً الثلاثاء مركزًا للسرطان في بني ملال

GMT 12:48 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجواهري يُحذر من ضعف ادخار الأسر وارتفاع اكتناز المال

GMT 23:34 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يؤكّد أن ديربي "تورينو" يتطلب مهارة فنية

GMT 10:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل تصاميم الأرجوحة المناسبة لحديقة منزلك هذا الصيف

GMT 04:51 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

كيفية منع تطور مرض "السكري" في جسم الإنسان

GMT 02:02 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

عرفة يؤكد "أودي" تغزو الأسواق العالمية بسيارات جديدة

GMT 06:38 2022 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ألوان مميزة ومختلفة مع فساتين السهرة

GMT 13:20 2022 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي كريم البركاوي يتميز في "فريق الرائد السعودي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib