ماذا لو

ماذا لو..

المغرب اليوم -

ماذا لو

بقلم - المهدي الحداد

ماذا لو وقعت الكارثة وأقصي المنتخب الأرجنتيني من إقصائيات المونديال عن منطقة أمريكا الجنوبية الأخيرة، وإنسحب بطل العالم مرتين والوصيف ثلاث مرات من بساط الأضواء، معتذرا عن الحضور في العرس الكوني.
أمعقول أننا كنا سنصدق مونديالا بلا أرجنتين ولا لونيل ميسي؟ وسنشاهد يد العمالقة بأصبع ناقص؟ وسنقف طيلة شهور نتحسر ونبكي على غياب منتخبٍ رائد، ويعتبر إلى جانب البرازيل وألمانيا ملح أي تظاهرة كروية دولية.
ماذا لو حقق المنتخب السوري المعجزة المدوية وهز عرش الكرة العالمية بخطف تأشيرة التأهل للملحق المؤدي إلى رُكح روسيا، بعدما بصم على مشوار تصفوي أنطولوجي زعزع به إستقرار آسيا، وزلزل به الأراضي الأسترالية قبل السقوط برصاصة غادرة أنهت الحلم الجميل.
كيف كانت ستكون ردة فعل العالم الرياضي والسياسي والإجتماعي حول ثورة شباب محتقر وشعب مهان في أبسط حقوقه، إستمد من المحن والمعاناة أسمى أسلحة الصد والغضب والكفاح من أجل الكرامة والكبرياء.
ماذا لو أعلن إقليم كطلانيا الإنفصال عن إسبانيا وأشهر راية الإستقلال ونشأة دولة صغيرة في قلب شبه الجزيرة الإيبيرية، ومعها نهاية قصة برشلونة مع الليغا وإسدال الستار عن فلم هتشكوكي إسمه الكلاسيكو.
خسارة فادحة لأوروبا والإسبان على الجانب الكروي والرياضي لو أنهى الكطلان زمن الإثارة والتشويق بالإستقلال، وطلب البلوغرانا بنجومهم الأجلاء اللجوء في بطولة أجنبية، أو إنغلقوا على أنفسهم في أشد مظاهر التعصب والقبلية ورفض التبعية.
ماذا لو حدثت الطامة بالكيان الصهيوني مع حادث تعرض اللاعب الإسباني إيسكو لمحاولة القتل بسكين فوق تراب القدس الطاهر في اللقاء الذي جمع لاروخا بالمنتخب المحلي، وذلك وفق قصاصات إخبارية إسبانية رسمية والعديد من المنابر الإعلامية العالمية التي نشرت الخبر الصاعق.
أمن الكيان الصهيوني ورغم تكذيبه للخبر إلا أن صحفيين محليين حضروا المباراة قالوا بأن الشاب المتهور الذي إقتحم الميدان كان حاملا لسكين في جواربه، وقصد الإعتداء على إيسكو بالسلاح الأبيض، ومن حسن حظ اللاعب أنه تفادى المصيبة التي كانت ستقلب العالم رأسا على عقب. 
ماذا لو خسرت مصر الرهان في مباراتها الأخيرة بالإسكندرية ضد الكونغو، وأضاعت الفرصة المواتية للمصالحة مع التاريخ بعد خصام دام 28 سنة، وتحول ملعب برج العرب إلى بركان يغلي سخطا وحربا على المدرب كوبر والفراعنة الصغار.
المصريون إقتحموا الملعب بالآلاف في أول مباراة بعد الثورة، وذلك بعدما سُمح لهم بالدخول بعدد فاق 80 ألف متفرج، في مغامرة خطيرة كادت أن تتحول إلى مجزرة جديدة لو خذل رفاق الحضري الأنصار وانتحروا طوعا بالديار، ووضعوا رقباتهم في المعركة الأخيرة فوق مقصلة أكرا ضد البلاك ستارز.
وختاما ماذا لو كان الأسود قد فازوا على مالي بباماكو ثم عادوا وأسقطوا الغابون بالدار البيضاء، وحسموا بطاقة التأهل لروسيا مبكرا ودون إنتظار موقعة الأعصاب بأبيدجان، هناك حيث سترفرف القلوب وستشخص الأعين وستتعالى الحناجر.
نقطتان سهلتان ذهبتا أدراج الرياح والرجاء كل الرجاء ألا تجلبا لنا الندم والبكاء، فلو كحرف شرط غير جازم ومستهل بعض جمل التذمر والحسرة سيتردد على الألسن لسنوات لا قدر الله، لو ضاع الحلم كما ضاع بصور مماثلة خلال العقدين السابقين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو ماذا لو



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 16:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
المغرب اليوم - مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز

GMT 02:12 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

أجمل المعالم السياحية في جزيرة كريت اليونانية

GMT 16:08 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

بني ملال تبحث تدبير ما بعد فترة "الحجر الصحي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib