بقلم : الحسين بوهروال
رافقت الرجاء العالمي قبل وبعد تألقه بملعب محمد الخامس وفي رحلته إلى الأدغال التي لم تعود تخيفنا ، سافرت قلبا وروحا وخيالا بصدق إلى أن حقق الأولاد الهدف الذي يذكرنا بملحمة إثيوبيا وقصة الطائرة الإثيوبية المهترية التي نقلت المنتخب الوطني المغربي داخل التراب الإثيوبي من مدينة DIRE DAWA الى العاصمة ADDIS ABEBA وكادت تتحطم بمن فيها لولا الألطاف الربانية ، وكان من بين الوفد المغربي المتوج عبد الله السماط الميلودي المراكشي ، ومسجل الهدف الذهبي الذي منحنا التعادل وبالتالي الفوز باللقب الإفريقي الأرقى حتى الآن الجديدي احمد مكروح (بابا ) ورفيقاه محمد المعروفي ومصطفى فتوي (الشريف) والمحمدي البارع احمد فرس الحاصل على الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1975 وزميله أعسيلة بالإضافة إلى متوجين آخرين منهم الوجدي السميري والفاسيين المرحوم حميد الهزاز والزهراوي وغيرهم والإعلامي الرياضي الكبير المرحوم احمد الغربي الذي كان يردد بعفويته المعروفة : (وبابا فوجتها على المغاربة) .كان رئيس الجامعة ناخبا وطنيا في نفس الوقت ويتعلق الامر بالممارس والرجل المقتدر والصارم المرحوم العقيد المهدي بلمجدوب برفقة الكاتب العام المرحوم محمد دومو ابن مدينة قلعة السراغنة الذي ارتبطت أمجاد النادي القنيطري العريق باسمه ، في حين قاد الفريق إلى الفوز المدرب الروماني الكبير MARDARESCU .
فاز المغرب في عز ألازمة المفتعلة بخصوص صحرائنا المغربية ، قضيتنا الوطنية الاولى بعد استرجاعها سلميا بالمسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975 ، كما فازت بلادنا بكأس إفريقيا للأمم سنة 1976 ونحن في شوق كبير إلى فوز ثان بعقر الدار في السنة المقبلة بحول الله بعدما توفرت كل الوسائل والإمكانيات والبنيات والعزائم . ما أشبه اليوم بالأمس من حيث العقليات وطقوس الممارسة الكروية هناك في الادغال والتي يبدو أنها لم تتغير كثيرا في مجال العقليات والأخلاقيات والقيم خارج المستطيل الأخضر الإسطناعي الذي ضبطه الحكم بهدوء وحكمة وخاصة عندما رفض إعطاء الامر باستئناف اللعب في بداية الشوط الثاني إلا بعد عودة المعد البدني الرجاوي الذي منعه المنظمون من الجلوس في مقعد البدلاء كما كان الأمر خلال الشوط الأول وهو استفزاز مكشوف وخرق للقانون ، لذا لابد من التنويه بالحكم الجنوب إفريقي السيد : فيكتور كوميز على أدائه المتميز والذي أخافنا خبر تعيينه لقيادة المقابلة الحاسمة .
ما أعظم المغرب اليوم بطائرة الخطوط الملكية المغربية الشركة الوطنية المواطنة والرحلة الخاصة والجامعة الجادة الساهرة اما الرجال فهم نفس الرجال في الوطنية والإعداد والحضور الميداني والخبرة والتألق من أجل الفوز وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس نصره الله المتتبع ، المشجع ، الساهر والداعم .
اليوم عدت إلى مدينتي الجميلة مراكش وكوكبي الشامخ كيفما كانت أوضاعه وأحواله لمواصلة السير - ما دام في العمر بقية - على أمل بزوغ فجر جديد وإنجازات لا تتوقف .
العمارية والدقة المراكشية والطنجية الموعودة في إنتظار أهل الإنجاز والتألق .
ستظل تلك سيرتنا مع جميع الفرق المغربية ذات الإنجازات المماثلة