جنازة الطاليان
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

جنازة الطاليان

المغرب اليوم -

جنازة الطاليان

بقلم-المهدي الحداد

ظلت تحتضر وتتعذب لسنوات، قبل أن تكتب رسميا شهادة الوفاة، ويتم تشييعها إلى مقبرة التاريخ وسط شهادات الحسرة والحزن، مع إستحضار ذكرياتها المجيدة وماضيها الحافل بالأحداث والإنجازات.

 الطاليان في جنازة بعدما مزٌّق الزمن كرتهم، وطردهم من الساحة الأوروبية والعالمية، ودفعهم إلى منحدر الإنتحار، بعدما عجزوا عن ضبط سرعة المنعرج، ليزيغوا ويسقطوا سقطة مروعة أودت بسمعتهم وكبريائهم.

مضى زمن «كاتيناشيو» ولم يعد يفيد في شيء، ولّت هيمنة الثلاثي جوفنتوس وميلان وأنتر على منصات الألقاب الأوروبية، تهاوى برج الأزوري العظيم فلم يعد قادرا حتى على التأهل لكأس العالم، سقطت أوراق أساطير التدريب بإعتزال طراباطوني، ساكي، كابيلو و إنزواء ليبي وأنشيلوتي..، وذهبت المتعة والتشويق بنهاية آخر جيل أسطوري يقوده ديل بييرو، طوتي، كانافارو، نيسطا، بيرلو، بوفون، كامورانيزي وآخرين..

 وا أسفاه على حاضر ميلان الذي يرقد في العناية المركزة منذ 12 عاما، وا أسفاه على الأزوري الذي غاب عن المونديال لأول مرة منذ سنة 1958، وا أسفاه على السيدة العجوز الديكتاتورية بالكالشيو والعاجزة في أوروبا، وا أسفاه على تسيير الأندية الإيطالية التي إستبدلت الرجال العظماء بمافيا العصابات ورجال الأعمال المزيفين من مختلف أنحاء العالم وخاصة شرق آسيا.

جميع الأمور لا تسير على ما يرام في الكرة الإيطالية، والأزمات المادية الخانقة أوصلتها إلى الحضيض، فأعلِن الإفلاس المالي والتقني، وهرب النجوم من أعراس الطاليان، لتصبح ساحة الكالشيو ملاذا للصغار والباحثين عن الذات، ومعهم المنبوذين والمنتهية صلاحيتهم في السوق الأوروبية المسعورة، قبل أن يعيد رونالدو القليل من الأضواء إلى وزارة الدفاع التي طلب اللجوء بها هاربا من ظلم بيريز وضيق الصدر بريال مدريد.

 بون شاسع بين سياسة التكوين ومزارع المواهب في إيطاليا وإسبانيا أو فرنسا حاليا، وفارق كبير في المخططات بين هذه الدول، إذ لم يعد الطاليان يعرفون ما يريدون، فحاولوا الخروج من مدرستهم الكلاسيكية الدفاعية ومجاراة إيقاع وهجوم الإسبان، فتاهوا وإختلطت عليهم الأمور، ليصيروا مثل ذلك الغراب الذي أراد أن يُقلد مشية الحمام.

أستحضر هنا تصريحا لعميد جوفنتوس الحالي كيليني الذي إتهم إسبانيا في شخص المدرب غوارديولا بتدمير الطاليان، حينما قال أنه منذ أن بدأ المدافع يبارح منطقته ويبني الهجمات ويلعب بأسلوب «تيكي تاكا» إنتهت المدرسة الإيطالية، وتفرقت الأندية بين مؤيد ومعارض، فغابت الهوية وحلّت الضحية.

 هذا الفكر التقليدي وشيخوخة العقول والفساد نفّروا الجمهور والمستشهرين العالميين، وأسقطوا الكرة الإيطالية من الخارطة ليحصروها بين البرمرليغ والليغا، وأنزلوا قيمة ديربي الغضب مثلا بين ميلان وأنتر 30 مرتبة إلى الأسفل، كما أفرغوا جل الملاعب المحلية وقلّصوا من عدد الحضور والأنصار، ودفعوا الأطر التدريبية الشابة واللاعبين الصاعدين لطلب اللجوء في بطولات منافسة.

 آخر لقب للطاليان بعصبة الأبطال يعود إلى 2010 وتتويج أنتر مورينيو، و20 سنة كاملة لم يحضر فيه أي فريق إيطالي المباراة النهائية للأوروليغ، وكل محاولات نابولي وجوفنتوس في السنوات الأخيرة باءت بالفشل، خصوصا اليوفي الذي فعل كل شيء واشترى جميع النجوم للمصالحة مع أميرة القارة بعد خصام 23 عاما، لكنه عجز وإندحر، وتلقى الصفعات تلو الأخرى، وأكد للعالم أن إيطاليا ماتت رسميا وتم تشييعها في جنازة الحسرة والألم والبكاء على التاريخ، في إنتظار يوم بعثها كرويا.

 وفاة المدرسة الإيطالية درس للجميع، درس لأي قطاع وجامعة، فريق ومؤطر، مؤسسة ورئيس، بعقلية كلاسيكية تعيش على الماضي، تأبى التغيير وترفض التجديد، ينخرها الفساد ويشوبها الغموض، وتتوهم دائما أنها الأصل والبقية تلاميذ، في حين أن الزمن والحاضر والمستقبل، لا يعرفون غير المجتهد المتطور، ولا يكافئون سوى الطموح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنازة الطاليان جنازة الطاليان



GMT 11:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

"بوغبا" الزيات والبنزرتي "الخواف"

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الخيانة الكروية

GMT 10:48 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

برمجة غريبة

GMT 10:26 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هداف منتصف الليل

GMT 10:22 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

"عشرة فيهم البركة"...

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 21:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة ناسي تثير التساؤلات قبل مواجهة الرجاء

GMT 21:48 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبين مغاربة ضمن لائحة الأفارقة الأعلى أجرا في العالم

GMT 23:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي وصل للقاع بعد إهداره ركلة جزاء أمام بيلباو

GMT 22:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مونزا متذيل ترتيب الدوري الإيطالي يقيل مدربه نيستا

GMT 01:25 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جافي لاعب برشلونة الإسباني يعترض على أداء ليفاندوفسكي

GMT 00:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُعلن أن المحيطون براشفورد يتخذون قرارات خاطئة

GMT 23:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

يو إف سي تُعلن عن نزالات بطاقة الرياض رسمياً

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib