الدرس الألماني

الدرس الألماني

المغرب اليوم -

الدرس الألماني

بقلم : منعم بلمقدم

نحتاج على مايبدو قرونا أخرى كي نلحق بركب قوم سنوا لأنفسهم مبدءا يقوم على الفضيلة والأخلاق، وخاصة إقامة ميزان العدل.. والشعب الألماني لربما كان أكثر من يجسد هذه الخصال فوق هذه الأرض.

شعرة واحدة فقط تكفي لتقود لمقارنات بحجم الجبال، بين من يربط المسؤولية بالمحاسبة الحقيقية وبين من يترك حبل الفوضى والفتنة على الغارب ..ولعل ما قام به مسؤولو فريق شالك الألماني مع حمزة منديل هو درس مجاني لكنه بوقع كبير فيه من المرارة والشعور بوخز الضمير الشيء الكثير.

كارل هاينز هايدل المدير الرياضي لهذا الفريق الألماني، لم يترك فرصة لمنديل كي يرتاح وأخبره وهو يصل المطار عائدا من جزر القمر أنه سيكون في ضيافة لجنة تأديبية، ستسائله ليس على سلوك طائش أو سياقة متهورة أو عربذة بالشارع العام، وهي أمور تتكرر كل يوم هنا ولا أحد يحرك الساكن، بل قرر مساءلته على كلمة كتبها بالدارجة عبر صفحته على أنستغرام، والطامة الكبرى أن المقصود بها لم يكن مشجعا ألمانيا ولا مناصرا لشالك وإنما مشجع للفريق الوطني.

الألمان  بجديتهم التي أكسبتهم تقدير العالم، لم يعيروا اهتماما لاعتذار منديل، لأنهم يدركون أن البصقة حين تخرج من الفم لا يمكن أن تعيدها إليه، لذلك قررت اللجنة الألمانية تأديب لاعب مغربي علي سبه مشجع مغربي.

الألمان أيضا حين يختارون لاعبا للتوقيع معه، فإنهم يراقبون حركاته وسكناته، وحتى نشاطه في عالمه الإفتراضي بل ويلزمونه بشروط اللباقة وعدم تجاوز الخطوط الأخلاقية المسموح بها مهما بلغت درجة الإستفزاز الممكن أن يتعرض لها، لأن المشجع عندهم دائما على حق كما هو حال الزبون.

المخزي في هذه الخطوة الألمانية أنها ليست درسا موجها لمنديل فحسب، بل درس للمسؤولين عن الكرة عندنا الذين لا يعيرون للمناصر إهتماما، كما لا يشكلون لجانا تتولى التهذيب والتأديب لمن يزيغ من اللاعبين عن الصف.

قبل منديل ساءل مسؤولو نفس الفريق اللاعب أمين حارث عن ظروف حادث السير الذي تورط فيه، وحقيقة ما راج بخصوص هذا الموضوع وخصوا اللاعب بمعالج نفساني ليتجاوز صدمة الحادث.

في حالة اللاعبين معا وخاصة منديل، كان الأجدر أن تتحرك الجامعة فور تدوين التغريدة المقززة لمعاقبته بل وحرمانه من اللعب في المباراة التالية، كما كان يجدر برونار الذي يسكن في أنستغرام أن يعلن نفسه مربيا ويعاقب لاعبه المدلل على إساءة  لا تليق بقيمة القميص الذي يحمله.

الدرس الألماني يحيلنا لوقائع عاشها عدد من لاعبي المنتخب الوطني دون حراك أو تدخل، ولعلكم تذكرون شهادة. هيفتي الذي تحدث عن مراقبة لاعبي الفريق الوطني في أروق الفنادق واعترافه بتناولهم الشيشة في زمن ما.

تذكرون حادث حرق سجاد أحد الفنادق بماربيا في غرفة كان يتواجد فيها تاعرابت والشماخ بسبب جمر الشيشا ولاأحد تحرك.

تذكرون ظهور لاعبين يتعاطوا الشيشة في فندق بمراكش، فأدى العرابي وحده الفاتورة في وقت أفلت فيه بوطيب صاحب «السناب» ليدافع عنه العميد بعطية في حواره مع السيباوي عبر الجزيرة ويصف ما حدث بالحرية الشخصية.

تذكرون يوم نادى جمهور أكادير وهتف باسم زياش وكيف تلفظ اللاعبان درار وبلهندة بالسوء في حقهم ودافع عنهما رونار ولم يعرض أي منهما على لجنة تهذب الأخلاف وتؤدب اللاعبين.

فقط نذكر أن التحرك كان يوم تورط بعض لاعبي منتخب الشبان في مقطع مصور وهم يتناولون الشيشا فتم توقيفهم، لأن ميزان العدل فيه مكيال أعوج لا يحمل الصنع الألماني يستقوي فقط على الأشبال ويمنح الأسود حصانة الغابة...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدرس الألماني الدرس الألماني



GMT 11:59 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

"الخبار فراسكم"

GMT 09:30 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

خيار استراتيجي…

GMT 09:46 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

Welcome to morocco

GMT 12:01 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

استراتجية الرياضة المغربية

GMT 14:29 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

تيكنولوجيا الفيديو..مذبحة الشعوب المستضعة!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 30 دولاراً وسط ارتفاع الدولار

GMT 12:40 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة معتقل داخل محكمة الاستئناف في طنجة

GMT 12:37 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

محاولات لإقناع الواعد باسي بتمثيل المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib