يا حوستي
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

"يا حوستي"..

المغرب اليوم -

يا حوستي

بقلم: يونس الخراشي

سألني زميل مصري من "الأهرام"، ونحن نستعد لصعود حافلة ستقلنا من المركز الإعلامي لاستاد القاهرة إلى داخل الملعب، عن بقية زملائي في الجريدة، فقلت له، مبتسما:"إنهم في الحافلة الأخرى". وشعرنا بالحافلة تتحرك، فعم صمت مهيب.
كانت مباراة المغرب ومصر هي الثانية في المجموعة التي ضمت، حينها، كوت ديفوار وليبيا. وجرت مساء، تحت أضواء كاشفة، في ملعب لا مكان فيه لأي فراغ. فحيثما وليت وجهك ثمة جمهور مصري يهتف للفراعنة. وحيثما دققت النظر ثمة خوف كبير من نتيجة قد تصدم الناس.
كنت الموفد الوحيد لجريدتي حينها. أشتغل يوميا على صفحتين أو ثلاث صفحات. أبدأ يومي، في السادسة صباحا، أو أقل، بالكتابة، معتمدا على ما دونته بالأمس في مذكرتي؛ مما جمعته من أخبار المنتخب الوطني، ومحيطه، بمقر إقامته، ومن مشاهداتي عبر التجوال، ومما تجيء به الصحف المصرية ليلا، ويتعلق بكل ما له صلة بالدورة الأفريقية لسنة 2006، أكان فنيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو ثقافيا، أو سياسيا أيضا.
وإذ كنا نستعد لحضور المباراة بين المغرب ومصر، ولها خصوصيتها العجيبة لدى المغاربة والمصريين معا، صعد معي في الحافلة التي ستقلنا إلى داخل الملعب ثلة من الزملاء من يومية "الأهرام". وقال لي زميل عزيز منهم إنهم سيشتغلون على صفحات مميزة للمواجهة، بحيث يراقب كل منهم لاعبا، وتكون الحصيلة في الأخير بالتفاصيل الدقيقة.
عندها بالضبط، وقد أبديت إعجابي الكبير بالفكرة، وبالعدد الهائل الذي جاء يغطي المباراة من جريدة واحدة، سألني:"آه، وانت، فين بقية زملاءك من الجريدة؟". وفهمت من سؤاله بأنه يظنني مرفوقا بصحافيين آخرين من جريدتي، فقلت له، والشفقة على نفسي تأخذ بي من كل جانب:"إنهم في الحافلة الأخرى".
كانت كذبة زرقاء، لصحافي يعيش على وقع عذاب يومي، بوسائل بسيطة جدا، ويعرف عز المعرفة أن عمله قد لا يلاقي، على الأرجح، أي اعتراف. فلولا تلك الرسائل التي كانت تأتيني من زملاء أقدرهم، ومن قراء لا أعرفهم، لما استطعت المضي بعيدا في تغطيتي، سيما أنني، وبعض الزملاء ممن ذهبوا للتغطية، لم نكن ننام سوى لبعض الوقت، ثم نبدأ العمل برحلات وكتابات لا تتوقف.
كل شيء من حولي، في القاهرة الجميلة، ولو بأشيائها السيئة هنا وهناك، كانت تستثير عندي ملكة الكتابة. فأكاد أجن لكثرة ما تتزاحم الأفكار في رأسي، وتستدعيني كي أكتب، دون أن أملك لها الطاقة اللازمة وأنا الفريد الوحيد المرهق.
فوسط البلد تحفة معمارية باريسية جميلة تستحق أن أكتب عنها. والنيل يقسم المدينة، ويعبر بأنفة وكبرياء، يستحق. والبرج ودار الإذاعة والتلفزيون الموشومان في الذاكرة يستحقان. والتماثيل الشامخة تستحق. ونكهة الشاي العجيبة تستحق. ودخان المعسل المثير يستحق. والشال العجيب على كتفي مجلبب يستحق. وضحكة رجل بسيط تستحق. وتوازن سلة العيش على رأس شاب تستحق. وتدفق الكركديه الخمري يستحق. والأهرام البعيدة العنيدة تستحق. وأشياء أخرى كثيرة تستحق.
انتهت المباراة بصفرين كبيرين. وبدا حينها بأن المنتخب الوطني صار قريبا من مغادرة الدورة، فيما سيذهب المصريون بعيدا جدا، إذ سيفوزون بلقبها. وخرجت من الملعب بحصة كبيرة من التصريحات، والمشاهد، التي كان يتعين علي ترجمتها إلى حبر على ورق، وإرسالها إلى الدار البيضاء، مستثمرا الآليات التي وضعت رهن إشارتنا بالمركز الإعلامي للملعب.
حين كنت أعود إلى الفندق، كانت القاهرة الليلية، التي تشبه خيمة نجوم، في سماء صافية، تحرضني على المشي، والمتعة. غير أنني لم أكن أستطيع شحن دماغي بصور جديدة تستدعي الكتابة. لم يعد ذلك ممكنا حينها. استسلمت للنوم. فلم يعد يفصلني عن السادسة صباحا سوى القليل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا حوستي يا حوستي



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 21:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة ناسي تثير التساؤلات قبل مواجهة الرجاء

GMT 21:48 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبين مغاربة ضمن لائحة الأفارقة الأعلى أجرا في العالم

GMT 23:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي وصل للقاع بعد إهداره ركلة جزاء أمام بيلباو

GMT 22:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مونزا متذيل ترتيب الدوري الإيطالي يقيل مدربه نيستا

GMT 01:25 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جافي لاعب برشلونة الإسباني يعترض على أداء ليفاندوفسكي

GMT 00:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُعلن أن المحيطون براشفورد يتخذون قرارات خاطئة

GMT 23:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

يو إف سي تُعلن عن نزالات بطاقة الرياض رسمياً

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib