بقلم: بدر الدين الإدريسي
كل ما يمكن أن يشعرنا به الديربي التاريخي بين الرجاء والوداد من جاذبية وإثارة وشغف، يجسده بشكل كبير بل ومثير للإعجاب، التعاطي الإعلامي مع الحدث، من قبل قنوات أبوظبي الرياضية الناقل الحصري لمنافسات كأس محمد السادس للأندية الأبطال، وهو تعاط على احترافيته ومظاهر النبوغ والإبتكار التي يحفل بها، يشكل برأيي حالة مستثناة في مشهدنا الإعلامي الرياضي العربي، المرئي والمسموع منه على وجه الخصوص، فما حدث على الإطلاق أن حظيت مواجهة عربية عربية بمثل هذا الزخم الكبير والرائع في شكل ومضمون الإحاطة الصحفية، بمثل ما يحظى به الديربي المغربي الذي سيحلق بكل أجنحة الجمال والسحر من المحيط ليبهج عيون العرب لآخر نقطة في الخليج، ولا أخاف لومة لائم إن قلت أن ما اجتهدت في إبداعه قنوات عربية لمحاصرة كلاسيكو الأرض بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، وقد ملكت حقوق بثه حصريا وعضت عليها بالنواجد، لا يمكن بالقطع أن يصل في الضخامة والفخامة وسعة الرؤية، لما تصل إليه مواكبة قنوات أبوظبي الرياضية للديربي البيضاوي الذي تتزين به كأس محمد السادس للأندية الأبطال في دورها ثمن النهائي.
هذا الإستثناء الذي تحظى به مباراة الديربي بين الرجاء والوداد في المواكبة والرصد الصحفيين من قبل قنوات أبوظبي، وضع له زميلي العزيز الأستاذ يعقوب السعدي المدير التنفيذي للقناة التابعة لمؤسسة أبوظبي للإعلام، إحدى أكبر حصون ومنابع الإبداع في الإعلام العربي ورقيًا كان أم مرئيًا، عناوين تختصر كل الزخم العاطفي والتحدي المهني اللذين يغذيان فريق عمل أبوظبي الرياضية وقد جادت كأس محمد السادس بهذه القمة الكروية الكبيرة.
ليس سهلا على الإطلاق، حتى وإن حضرت خصلة الوفاء وسجية التعبير بتلقائية عن فيض المشاعر، أن تجعل قناة تلفزية من مباراة ديربي، مساحة مترامية للتخيل والإبداع لصناعة التفرد، فأن ينجز أربعة عشر فيلمًا توثيقيا وعشرات اللقاءات الحصرية، وأن تحصى كل أنفاس الديربي فلا ينفلت منها نفس واحد، وأن يكون يوم المباراة بمثابة مهرجان تلفزي، كل ساعة تنبض بنبض الإبتكار، فهذا برأيي تعبير رائع عن عمق ومتانة الجسور التي تصل المغرب بالإمارات كبلدين شقيقين، وهو أيضا دليل على قدرة إعلامنا العربي على أن يحول مباراة لكرة القدم إلى غواصة تغوص عميقا في وجداننا القومي لتبرز الوجه اللامع في عروبتنا ولتؤكد تحصننا بمشتركاتنا القومية، وهي أيضًا رسالة في القيم الفكرية والإعلامية والرياضية التي ينطوي عليها فكر «الحصرية»، حصرية البث وحصرية التعاطي الإعلامي أيضا مع حدث كروي يفترض بالصورة التي يمنحه إياها، أن يصل لملايين العرب من المحيط إلى الخليج.
وطبعا هذه الإستثنائية في المواكبة الإعلامية للديربي وهو يتقلد الوشاح العربي لأول مرة في تاريخه، تلزمنا لاعبين، جماهير وإعلامًا، بأن نتكاثف جميعًا من أجل أن نجعل هذا الديربي في ذهابه وإيابه سفيرا للإبداع ورسالة للتسامح ومشهدا احتفاليا، صحيح أن فريقا واحدًا في النهاية، هو من سيصعد للدور ربع النهائي لكأس محمد السادس، إلا أن المنتصر في النهاية سيكون هو الديربي الذي غدا لحظة تتصدر بكل روعة الزمن الكروي العالمي.
همتكم جميعًا لكي نصل بالديربي إلى هام السحب، لينال براءة الإبداع وقد أضفت عليه قنوات أبوظبي الرياضية بهجة الإمتاع.