بقلم:الحسين الحياني
إذا كان في بلادنا ناد لا يحتاج إلى تعريف تاريخي، فهو نادي المغرب الفاسي.. هذا النادي العتيد، لم يذل في حياته الكروية ـ منذ إنشائه سنة 1946 - كما ذا اليوم، وفي واضحة عصر الإعلام الباهر..
فريق الأدارسة الأربعة: إدريس الأصغر ـ إدريس بنزاكورـ إدريس الحجوي ـ إدريس الجامعي، تسلطت عليه أيام الشارع العام، من باب الفضول، ونزوات مدرب يتدلل بلقب أفريقي ثانوي، كما تسلطت عليه جماعة من اللاعبين تنتظر مستحقات مباراة وخيرات عقد غير مستحق..
قد يقول قائل تسلط عليه مسيرون.. هذا إفك سموم..هذا مرفوض مني ومن كل شخص نزيه.. كل المسيرين الذين تعاقبوا على النادي منذ ” بناني ” إلى اليوم أخلصوا في العمل، واجتهدوا بما فيه الكفاية، ووفروا للكرة من جيوبهم ومن جيوب فاسيين آخرين من فاس ومن غير فاس.. ولكنهم اصطدموا بزمان يريد فيه الشارع أن يحكم، والمدرب أي يقرر وأن يقرر، واللاعبون أن يبتزوا ويبتزوا ويبتزوا، حتى ينزفوا ميزانية الفريق من غير طائل.. مع أن ماضي المغرب الفاسي كان فيه اللاعب هو أول محب للفريق.. وهو أول من يدخل حرب الصدارة والنجومية والعطاء من غير أن يعلن عن نفسه.. كان لاعب المغرب الفاسي نسمة سمن ” خاتر ” له عبير وله قيمة في الطبخة واللقمة.. وقبل أن يكونوا لاعبين كانوا أسرة واحدة في البيت وفي الشارع وفي خنادق الملاعب.
..وبالمناسبة .. مناسبة الحديث عن الترذم الكروي الفاسي..أستدر الرحمة على فقيد فاس والرياضة الفاسية حميد الهزاز، رغم ما كان بيننا من خلاف .. ذاك الرجل الذي عاش للمغرب الفاسي وللرياضة، أكثر مما عاش لبيته ولشغله.. كان بيتَ اللاعبين في الشارع وفي غير الشارع..
وأترحم على روح التسيير الفاسي لكرة القدم، الذي أبدع وسن التداول الرئاسي في المغرب الفاسي بين الدكتور إدريس التازي ومولاي علي الخمليشي ومحمد بنزاكور..تداول بين طبيب وتجر وصيدلي..وكل واحد من هؤلاء يمثل مرجعا لروح المسير الكبير، من غير أن أقلل من جهود المسيرين المعاصرين الذين وجدوا التربة ملوثة مع الأسف..