بقلم - بدر الدين الإدريسي
وضع الإتحاد العربي لكرة القدم أجمل خاتمة للنسخة المحينة لكأس الأبطال العرب، والتي أبرز فيها عبقريته، عندما شرف بحمل إسمها حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آلـ نهيان، كما جسد فيها إرادته على أن تنبعث هذه الكأس من رمادها، بالهيئة التي تضمن لها الصمود أمام كل التقلبات بخاصة منها المالية، وفي ذلك لم يلعب الإتحاد العربي لكرة القدم بورقة التحفيزات المالية فحسب، ليربطنا كإعلاميين بهذه المجسم الرياضي الجميل لعروبتنا وليربط الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج بكاس أبطالهم وأيضا ليحفز الأندية العربية ذات الجماهيرية والجاذبية على التواجد في ساحات التباري، بل إنه لعب بشكل كبير على عناصر الشفافية والنزاهة والتقيد الصارم باللوائح، لتخرج علينا كأس زايد للأندية الأبطال في صورة بطولة ذات مصداقية عالية وقد تخلصت مما علق بنسخ سابقة لهذه المسابقة من تجاوزات واختلالات وانتصارات لأطرف بعينها.
ونستطيع، عندما نأتي لإحصاء ما كان من نجاحات على كافة المستويات، أن نرصد قيمة المجهود الذي بذل على كافة الصعد، بتحريض من رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم معالي المستشار تركي آلـ الشيخ، لننتهي إلى أن الإتحاد العربي برغم ما يسجله عليه المغاربة من عتب لعدم تحركه ذات وقت لمناصرة المغرب في مسعاه من أجل استضافة كاس العالم 2026، ربح بالفعل واحدا من الرهانات التي حددها في خارطة التحديات، وهذا النجاح المقدر ينسب أيضا للنوادي العربية التي أضفت على كأس زايد للأندية الأبطال نكهة مميزة، تتجسد في التوافدات القياسية لجماهيرها على المباريات، كما ينسب للإعلام الرياضي العربي الذي رصد هذه البطولة من ألفها إلى يائها، متحملا كامل مسؤوليته في صناعة النجاح للبطولة.
والعبقرية التي قادت الإتحاد العربي لكرة القدم ليطلق على كأس أبطال العرب، إسما لقائد عربي يطبع الزمن السياسي العربي بمواقفه النبيلة والجريئة، بهدف تكريم القيادات العربية وبهدف إعطاء المسابقة الضمانات الأولى للنجاح المطلق، العبقرية ذاتها هي التي جعلت الإتحاد العربي لكرة القدم برئيسه وأعضاء لجنته التنفيذية، يقرران إطلاق إسم جلالة الملك محمد السادس حفظه الله على النسخة القادمة لكأس الأبطال والتي ستعطى انطلاقتها بعد شهر رمضان الأبرك بإجراء الدور التمهيدي.
رمزية ودلالات هذه التسمية كثيرة جدا، فهي رسالة عرفان ووفاء للقادة العظام، وهي امتنان لجلالة الملك محمد السادس الذي يبدع نموذجا يحتدى به في قيادة شعبه إلى مراتب النماء، ويضرب للإنسانية جمعاء أروع الأمثلة في التسامح، وطبعا الرمزية الأكبر هي أن تتشرف النسخة القادمة بحمل إسم جلالة الملك محمد السادس بعد أن تشرفت النسخة المنقضية بحمل إسم الشيخ زايد بن سلطان آلـ نهيان، لطالما أن المشترك الكبير بين العاهلين والقائدين هو خدمتهما لقضايا العروبة ودخولهما تاريخ الإنسانية من أوسع الأبواب.