الظلم فالكرة لم يبدأ في مباراة الترجي الوداد
أخر الأخبار

الظلم فالكرة لم يبدأ في مباراة الترجي الوداد

المغرب اليوم -

الظلم فالكرة لم يبدأ في مباراة الترجي الوداد

بقلم: المختار لغزيوي

ماوقع الجمعة في رادس قاس علينا جميعا مغاربة، محزن وظالم للوداديين، مخجل ومريع للأفارقة، وصمة عار على كل مسيري الكرة العربية، ثم علامة تخلف جماعي انخرطنا فيه قبل الوقت بكثير، وهانحن اليوم نؤدي ثمنه تلك الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية عنا وهي تقول ضاحكة "هؤلاء الأفارقة لن يتقدموا أبدا. أعيدوهم إلى غاباتهم والأدغال".
ومع ذلك الحكاية لم تبدأ مع تلك اللقطة الفاضحة والواضحة للظلم التحكيمي، وغاساما (الذي كان يلقبه بعض أعداء المغرب هنا وهناك بحكم المغرب) يلغي هدفا واضحا وصحيحا وشرعيا للوداد البيضاوي ويرفض الرجوع إلى تقنية الفيديو "الفار" قبل أن يتذكر أن هذا الفار اللعين غير جاهز أصلا وقبل أن يتذكر هو ومسؤولو الترجي بأنهم أخبروا عميدي الفريقين قبل اللقاء بهذا الأمر، علما أن هذه الخرافة أكذوبة فعلية ولا تستقيم
الحكاية لم تبدأ في تلك اللحظة.
الحكاية ابتدأت يوم انتزع لاعب بركاني عن لاعب رجاوي قميصه داخل مربع العمليات في مباريات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ورأى الكل الظلم ولم يقل أحد لأحد شيئا.
الحكاية ابتدأت يوم تم تسيير برمجة دوري محلي بأكمله لكي يوافق هوى من يتوفرون على مسؤولين داخل الجهاز التنفيذي الكروي.
الحكاية ابتدأت يوم تم إنزال فرق عريقة وكبرى في المغرب إلى القسم الثاني وإلى أقسام الهواة لأن نافذين جددا ظهروا على الساحة الكروية وقرروا لفرقهم أن تصبح فجأة هي علامات دورينا المحلي.
الظلم الكروي لم نتعرض له فقط يوم الجمعة في الملعب الأولمبي برادس. الظلم الكروي حقيقة نتعايش معها يوميا في كرتنا الوطنية، والكل يعرف هذا وقلة قليلة هي التي تتحدث لأن الكل يخاف من سطوة النافذين
الظلم الكروي ابتدأ يوم ذهب بوهدوز إلى المونديال لكي يلعب مع المنتخب ولكي يسجل علينا ضد إيران وبقي حمد الله في مكان ما ينتظر فرصته التي لم تأت أبدا.
الظلم الكروي ابتدأ يوم تعرض مدربو المنتخب الوطنيين من الزاكي إلى فاخر إلى البقية لكثير اعتداءات معنوية عليهم، ولكثير نيل منهم فقط لكي نعود إلى تلك الأسطوانة العجيبة عن المدربين الأجانب الذين لم يستطيعوا أن يفوزوا معنا بكأس قارية واحدة إلى الآن ولم يستطيعوا - باستثناء المرحوم فاريا ذات ثمانينيات - أن يحملونا إلى الدور الموالي في كأس العالم.
الظلم التحكيمي لم يبدأ قطعا يوم مباراة الوداد والترشي أو الترجي. هو أيضا لن ينتهي عند تلك المباراة. هو أمر قائم وميزان قوى يفرضه من يمتلكون السلطة والمال ويجعلونه موضوعا على رقاب الأضعف منهم الذين لا يملكون أى رأي وأي رد فعل يقومون به حيال ذلك
ويوم الجمعة الماضي كانت الوداد، وكان المغرب معها الطرف الأضعف، مثلما كان المغرب الطرف الأضعف في مباراة الزمالك وبركان. ومنذ حوالي الأسبوع كتبنا في هذا العمود بالتحديد عن ظلمنا لأنفسنا مرتين، وقلنا إن من بيننا ومن بني جلدتنا من يعادي المغرب ومصلحته في المجال الكروي وهو يدعي العكس. وقلنا إنه من باب الغباء التبجح بعلاقات غير حقيقية مع مسؤولي الكاف وأننا سنؤدي ثمن ذلك "كاش" وغاليا. وقلنا إن العلاقة في المؤسسات الرياضية مثل الكاف أو الفيفا تنبني على المصالح المتبادلة الفعلية وكم ستعطيني لكي أعطيك هاته أو لكي أعطيها لغيرك، وليس على الفهلوة واستعراض الصور الفارغة. وقلنا إن مبدأ مسايرة الجهاز الجامعي في كل مايفعله دون أن نقول له شيئا أمر ضار بكرتنا ولن يؤدي بنا إلى أي شيئ جيد، وقلنا عديد الأشياء لكن لا أحد يسمع...
في المرات العديدة التي كتبنا فيها عن الشغب وعن التعامل التفضيلي مع فرق بعينها وعن البرمجة الظالمة، وعن مراعاة أمور غير كروية في مجال الكرة، كان يقال لنا "أنتم عاطفيون تتحدثون هكذا دفاعا عن الفريق الفلاني أو الفريق العلاني".
كنا نقول دوما إننا ندافع عن صورة المغرب، وندافع أصلا عن العدل ضد الظلم الذي سنكتوي به - إن آجلا أم عاجلا -  إذا ما قررنا له أن يكون أمرا عاديا بيننا، وعندما سنكتوي به سيكون الأمر قاسيا للغاية علينا جميعا...
وكذلك كان يوم الجمعة.
أحسسنا بالغصة، وبالحكرة وبكثير الهوان لا لأجل لعبة رياضية هي لعبة رياضية في نهاية المطاف لا أقل ولا أكثر، لكن لأجل صورة المغرب التي بدت أضعف من صورة بلدان أقل منه بكثير، ولأجل هاته الكرة المغربية التي نعرف أنها أفضل على الميدان من الآخرين، لكنها في مجال التسيير وفي مجال الكولسة الضرورية لم تستطع أن تتميز إلى الآن، وفي مجال تكليف أناس يعرفون بالتحديد مايفعلونه ويعرفون معنى اتخاذ القرار اللازم في الوقت اللازم، ويعرفون معنى العلاقات مع الدول ويعرفون معنى الكرة ومعنى عدم جواز اللعب بالكرة، لم تستطع بعد أن تصل إلى المراد
وقفة ضرورية مع الذات بالنسبة لمن يتولون تسيير الكرة المغربية، ولمن يشغلون مناصب قيادية في أندية بعينها ومناصب قيادية أكبر في الجهاز التنفيذي للجامعة لابد منها، ولا مفر منها، لكي يعود إلى المشجع المغربي أولا إحساسه بأن الظلم سيء داخل البلاد ولكي يقتنع عندما يقع الظلم خارج الحدود أنه ملزم بالتعاطف مع المظلوم، لا التشفي وتذكر كل أنواع الظلم التي وقعت عليه سابقا وترديد العبارة إياها "إن الله يمهل ولا يهمل"، أو "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"...
الإنسان السوي لا يقبل الظلم أبدا سواء وقع عليه أو وقع على الآخرين بمن فيهم خصومه وأعداؤه.
ذلك هو درس تلك الأمسية الحزينة في رادس، وذلك هو درس الحياة الأساسي والكبير. أما الوداد فهي أكبر بكثير من الكاف ومن "الترشي" ومن تلك الفضيحة المخجلة التي وقعت أمام أنظار العالم كله تلك الجمعة.
هذا هو الأهم…ماعداه تفاهات ذكرتنا أن التخلف هو "باكاج" تأخذه كاملا أو تتركه كاملا، وفي هذا المجال القارة التي ننتمي إليها لازالت تعيش في الأزمنة الماضية، ولازالت غير قادرة إلا على إهداء الناس كثيرا من الضحك منها وكثيرا من الاستهزاء.
"روووول ماعندو باكاج"، ولا تنتظر حكم "الفار" ولا حكم القط ولا حكم أي حيوان من الحيوانات الأخرى على ماقلناه وكتبناه ونحن به مقتنعون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظلم فالكرة لم يبدأ في مباراة الترجي الوداد الظلم فالكرة لم يبدأ في مباراة الترجي الوداد



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:20 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
المغرب اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 08:16 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
المغرب اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 11:02 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غارات إسرائيلية وروسية ضد أهداف في الأراضي السوريةً
المغرب اليوم - غارات إسرائيلية وروسية ضد أهداف في الأراضي السوريةً

GMT 10:30 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم
المغرب اليوم - نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم

GMT 15:41 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

كريم عبد العزيز يتعاقد على عمل مسرحي جديد
المغرب اليوم - كريم عبد العزيز يتعاقد على عمل مسرحي جديد

GMT 11:10 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
المغرب اليوم - استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هند صبري تتألق بجمبسوت أنيق باللون الأحمر

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 13:41 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلان عن قوائم المرشحين لجوائز الأفضل في آسيا 2023

GMT 07:08 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib