بقلم: محمد الروحلي
تفجرّت الأوضاع داخل فريق شباب الحسيمة، إذ وصل الأمر إلى حدود رفض إدارة إحدى الفنادق في مدينة طنجة ,السماح للاعبين بدخول الغرف التي كانوا يقيمون بها، كما تم حجز الأمتعة الخاصة بهم، والسبب يعود لعدم أداء المستحقات المترتبة، والتي تصل إلى 60 مليون سنتيم. هذا المستجد غير الإيجابي تمامًا أضيف إلى المشاكل المتراكمة على عاتق الفريق الريفي، إذ سجّل تأخرًا في تعيين مدرب جديد، وعدم الحسم في الانتدابات الصيفية وتفاقم الخصاص المالي.
هذه الوضعية الصعبة، حاول الدولي السابق منير الحمداوي ابن المنطقة، والذي عُيّن مؤخرًا مديرًا تقنيًا لفريق أن يخفف من وطأتها بتحمل مجموعة من المصاريف، غطت جزء من تكاليف الاستعدادات، حيث قام بأداء بعض مصاريف التنقل والفندق من ماله الخاص، بلغت 4 ملايين سنتيم.
وازدادت الأمور تعقيدًا بعد إلغاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجمع العام السنوي لفريق شباب الريف الحسيمي الذي عقد يوم 27 يوليو/تموز الماضي، لعدم استيفاء الجمع للشروط المنصوص عليها في قوانين الجامعة والمتعلقة بمنخرطي النادي، والمطالبة بعقد جمع استثنائي في اقرب الآجال، حتى يتم ملاءمة وضعية الفريق مع القوانين الجاري بها العمل.
موقف الجامعة الحاسم، عجّل بتقديم عبد الإله الحتاش المتمسك بالرئاسة سابقًا، استقالته، وإن بررها بأسباب صحية حالت دون استمراره في مهامه، مع العلم أن الجمع الملغي، كشف عن عجز مالي كبير في ميزانية النادي، بلغ ما يناهز المليار سنتيم.
هذا الوضع المتأزم زاد من حجم الانتقادات الموجهة للتسيير، وآخر هذه الانتقادات جاءت من طرف من يسمون بالمنخرطين السابقين للفريق، والذين هاجموا سوء التسيير والتخبط الذي يعيشه المكتب المسير، والذي يعتبر -في نظرهم- السبب الرئيسي الذي حال دون فتح باب الانخراط، حيث يطعن المنخرطون السابقون في قانونية الجمع العام الأخير، والذي ينضاف إلى سلسلة المهازل التي يتخبط فيها الفريق ومعه المكتب المسير.
المؤكد أن الفريق الحسيمي يؤدي ضريبة العديد من الأخطاء التي ارتكبت خلال السنوات الأخيرة، والتي جردت الفريق من استقالتيه، وحوّلته إلى مجرد كيان ينفذ الأوامر الخارجية ويسير عن طريق "ريمونت كونترول"، دون أن يسمح له بالمبادرة واختيار المسير المؤهل لقيادة الفريق، خاصة وأنه تخلى عن بعض الأسماء التي ارتبطت به خلال العقد الأخير، وكسبت تجربة مهمة، كما تتمتع بعلاقات واسعة ساهمت في استمرار الفريق بالدرجة الأولى.
فريق شباب الحسيمة هو ملك لكل أبناء المنطقة، ويمكن أن يلعب دورًا مهمًا ليس فقط من الناحية الرياضية، بل أيضا من الناحية الاجتماعية والتربوية والاقتصادية، لما له من دور أساسي في إشاعة روح المواطنة، والتشبث بالهوية الوطنية، وهذه من بين أسس الممارسة الرياضية الصرفة باعتبارها مدرسة للحياة.
فهل استوعب من كانوا يعبرون أنفسهم أوصياء على المنطقة هذا الدرس البليغ؟ وهل أدركوا حجم الأخطاء التي ارتكبوها في حق الرياضة والرياضيين والناس أجمعين؟…