بقلم: سفيان أندجار
أعتقد أن أغلبكم تتذكرون الحركة الشهيرة للوران بلان، في نهائيات كأس العالم 1998، وتحديدا عند بدء كل مباراة، كان يهم بتقبيل الرأس «الحليق» لحارس مرمى منتخب «الديكة» فابيان بارتيز تيمنا بأن تجلب هذه القبلة الحظ للمنتخب الفرنسي للفوز بكأس العالم، وهو ما حصل بالفعل بعدما فاز الفرنسيون باللقب العالمي على أرضهم.
مرت 21 سنة بالتمام والكمال على تلك القصة، وتذكرتها بسبب مفاوضات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع بلان من أجل تدريب المنتخب الوطني.
وكشف لوران لوسائل الإعلام الفرنسية أنه رفض عرضا لتدريب المنتخب المغربي دون الكشف عن الأسباب، وحاول إيهام الجميع بأنه أكبر من أن يقود «الأسود» وترفع عن ذلك بشكل كبير، لكن الحقيقة أن بلان وقع في «الفخ»، إذ لم يكن مجيئه إلى المغرب إلا ليكون ورقة ضغط على مواطنه وحيد حاليلوزيتش من أجل القبول بعرض المنتخب المغربي وتخفيض راتبه من 120 ألف أورو إلى 80 ألفا، ولعل من يعلم الكواليس داخل الجامعة فسيعرف أن الأخيرة وضعت شروطا تعجيزية أمام بلان وكانت موقنة أنه سيرفضها، خصوصا أنها عرضت عليه مبلغا ضئيلا مقارنة ما كان يحصل عليه في باريس سان جيرمان، إذا كان أجره الصافي يبلغ 700 ألف أورو، أي ما يقارب 750 مليون سنتيم، وتسريب خبر قدومه إلى المغرب ونشر صور له كانا بهدف الضغط على حاليلوزيتش لا غير.
السيرة التدريبية لبلان ليست متميزة بما يكفي، إن لم نقل إنها منعدمة في ما يتعلق بالتجربة في القارة الإفريقية مقارنة بالبوسني- الفرنسي وحيد، الذي سبق له أن قاد منتخبات وأندية إفريقية.
وحتى إذا منحنا بلان تدريب المنتخب المغربي، فهل سيكون قادرا على إيصاله إلى منصات التتويج؟ وهل نتوفر على رأس شبيه برأس بارتيز، حتى إذا أراد تقبيل رؤوس لاعبينا حليقي الشعر، أمثال امرابط وداكوستا، هل سيكون المفعول ذاته؟ لا أعتقد حتى إن حلقنا جميعا، لاعبين ورؤساء أندية وحتى جماهير، رؤوسنا مثل باريتز، فلن يكون لذلك أي مفعول