الرجاء تحارب الرجاء

الرجاء تحارب الرجاء

المغرب اليوم -

الرجاء تحارب الرجاء

بقلم - منعم بلمقدم

من كان يحتاج لبطاقة تعريف تقدم الرجاء، فالإسباني غاريدو، أختصر عليهم كل شيء وعرفها في 3 كلمات، غاريدو الذي تعاشر مع الرجاويين أكثر من 40 يوما صار منهم وصار يعرف من تكون الرجاء أكثر منا جميعا وأكثر من الرجاويين أنفسهم؟
 
بعيدا عن المسميات والتوصيفات المطاطية الخشبية المستهلكة من قبيل القلعة والعالمي والكبير، غاريدو قزّم هذا التاريخ في عبارة دالة وقال أن الرجاء هي فريق يحارب نفسه، هم أناس يأكلون بعضهم وهم فئة تزرع الفتنة ليغرق الفريق.
 
ما كنا نخشاه صار واقعا، ومن توقعناهم زوار لأكل الغلة صاروا اليوم يسبون الملة ويلعنون الحضن الذي يؤويهم لهول ما رآه ولقساوة المشهد الذي يتكرر كل يوم أمامهم.
 
ما كنا نخشاه هو اليوم حقيقة وحقيقة مرة، حقيقة نشر غسيل فرقنا الوسخ بالخارج وعلى أفواه بلسان المدربين الأجانب وغاريدو واحد منهم.
 
ما قاله غاريدو سبقه إليه فاخر لكن بلسان عربي ودارجي مبين فقالوا أنه حاول مسح الإخفاق في جلباب الرجاويين، لأن الرجايون منهزهون على أن يعبثوا بتاريخ فريقهم.
 
وهو نفس قول التونسي البنزرتي الذي رحل وفي جوفه سر كبير يهم مباراة آسفي الشهيرة وما نبس به هذا النسر التونسي لأحد مرافقيه كونه شم رائحة الغدر في تلك المباراة، وما رآه في ملعب المسيرة يشيب له الولدان بعد أن شاهد أمام أولمبيك آسفي شبحا للفريق الذي كان قد فاز على المغرب التطواني بأسبوع واحد وبالخمسة.
 
غاريدو لم يكذب ولم يجمل الواقع لأنه شاهد بأم العين مغربات وفضائح يندى لها الجبين ووقف على حقيقة المسخرة المجسدة أمامه، لفريق يسافر بلا رئيس وفد ولرئيس فريق يحضر في حصص تدريبية على المقاس ليلتقط صورا للذكرى وحين يحل موعد أداء المنح والرواتب يسافر لفرنسا ويختفي ويذوب كما يذوب الثلج.
 
غاريدو جايل فرقا كبيرة الشأن وصغيرة المقام ولم يصادف في مسيرته فريقا يضرب لاعبوه لسبعة أيام ورئيس النادي يتبضع الماركات العالمية في باريس.
 
لكن لماذا قال غاريدو بلغة الواثق قوله هذا؟ قاله بطبيعة الحال لأن المدرب الإسباني ذهل لما رأى وشاهد ووقف على حقيقة تسيير فريق من قيمة الرجاء.
 
لأن تسريح قديوي والراقي والكروشي ليست قرارات تقنية محضة بل هي تعليمات من حسبان بغربلة وتصفية من وصفوا ويحسبون على تركة محمد فاخر.
 
اليوم نقترب من توديع عام آخر على إيقاعات مهازل الرجاء، جموع عامة تؤجل وتفاوض من تحت الطاولة على المصالح وعلى النصيب من الحلوى، رئيس مرشح يقر بذنوبه السابقة ومصر على العودة ليتقمص دور العطار الذي يصلح ما أفسده الدهر، ورئيس حالي يكذب على نفسه وينظر في المرآة في محاولة لتصديق كذبته بتأكيده أنه سيرحل في حال جاء بقافلة الإنقاذ.
 
وجه الرجاء المشترك فيه الكثير من الندوب، فيه تجاويف يسكنها العفاريت وفيه الكثير من التوصيفات لفريق كان صرحا فصار اليوم سرجا يمتطيه الرعاع يوما بعد يوم.
 
يبكي ويصيب سويداء القلب بالحزن ما تعيشه الرجاء اليوم ومن تهافت المنتفعين والمصلحجيين على حالها، ومن تكالب من لا صفة له ليدبر شأنها وينصب نفسه راعيا ووصيا على حاضرها ومستقبلها وعرابا لجموعها .
 
سيرحل غاريدو وسيكشف في بلده إسبانيا حقيقة الرجاء لجرائد بلاده وقد فعلها ذات مرة حين رحل للاستجمام، سيحدثهم كما حدثهم سابقا حين أخبرهم أن مابيدي ومبينغي لم يجدا ما يأكلانه فقصداه للاستطعام.
 
غاريدو سيجعل فضائح الرجاء عالمية بنفس قدر العالمية التي يتوهمها أنصارها، هناك لن يقول لهم أنه كان يدرب الرجاء التي تحارب الرجاء كما قالها بلغة مهذبة بيننا.
 
هناك سيقول لهم أن الرجاء تحولت لمزاد كبير ومفتوح، مزاد تباع فيه الذمم وتستباح القيم ويتحول فيه النسر بشموخه لغراب يأوي كل أشكال النحس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاء تحارب الرجاء الرجاء تحارب الرجاء



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib