بقلم: محمد الروحلي
اختار المدرب الحسين عموتة لاعب الرجاء البيضاوي بدر بانون، ليكون عميدا للمنتخب المغربي المحلي خلال مباراة الذهاب التي أجراها ضد نظيره الجزائري بملعب البليدة برسم تصفيات “الشان”، والتي انتهت بالتعادل الأبيض صفر لمثله. ويعد هذا الاختيار رسالة واضحة من الطاقم التقني، وحتى من طرف الجامعة، نحو هذا اللاعب الذي تثار حوله الكثير من ردود الفعل المنتقدة من جراء سلوكاته المريبة، والتي تسببت في تعرضه لعقوبات كثيرة من طرف اللجنة التأديبية، كان آخرها توقيفه، بعد مباراة فريق الرجاء ضد نهضة الزمامرة، حيث تابع الجميع كيف كان يطارد الحارس الحواصلي بهدف الاعتداء عليه.
اختيار هذا اللاعب الذي كان من الممكن أن لا يرافق المنتخب المحلي في رحلته الجزائر، كعميد للمحليين في مباريات “الشان” تعد الثانية من نوعها بعد دورة 2017 التي احتضنها المغرب، وفازت بها العناصر الوطنية، وهذا في حد ذاته مبادرة حسن النية، ويدا ممدودة نحو هذا “المشاغب” الذي لا يتردد في القيام بسلوكات قد تدمر مستقبله الرياضي، في حالة تماديه في تقديم صور سلبية وغير سوية تماما.
فبعد حادث مطاردة الحواصلي في بداية الموسم، وتوقيفه لمباراتين واحدة موقوفة التنفيذ، أدلى قبل أيام فقط بحديث ل “راديو الرجاء” الذي يبث بشبكة الانترنيت وعلى الموقع الرسمي لفريق الرجاء.
خلال هذا الحوار الذي أجرى معه، اعترف بانون أنه رفض الانضمام للمنتخب المغربي الأول قبل المشاركة بنهائي كأس إفريقيا للأمم بمصر، بعد أن وجه له المدرب السابق هيرفي رونار دعوة عن طريق الواتساب، لتعويض المدافع مروان داكوستا المصاب.
علل بانون في هذا الحوار رفضه لدعوة المدرب، كرد فعل على إبعاده في آخر لحظة من المشاركة بنهائيات مونديال روسيا2018، أما التبرير الذي قدمه لرونار، هو أن الدعوة جاءت متأخرة، وأنه كان يستعد لقضاء عطلته الصيفية رفقة زوجته وابنه.
والمؤكد أن إدلاء بانون بهذا الاعتراف يذهب في نفس الاتجاه، فهو لم يقل ذلك للأمانة، بل مجرد افتخار أو تباهي، وتوجيه رسالة مباشرة للجمهور، دون أدنى مراعاة للعواقب التي يمكن أن تترتب على هذا الرفض.
ومع ذلك لم يصدر أي رد فعل عقابي من طرف الجامعة، والأكثر من ذلك منح شرف عمادة المنتخب المحلي للمرة الثانية على التوالي، وهذا تسامح من المفروض أن يقابله بانون بكثير من التقدير والاعتراف، على أمل أن يكون بداية عهد جديد للاعب يتوفر على إمكانيات مهمة، تسمح له بتطوير مستواه، بعيدا عن سلوكات طائشة قد يؤدي ثمنها غاليا مستقبلا.