الرجاء درس في اللعب النظيف

الرجاء درس في اللعب النظيف

المغرب اليوم -

الرجاء درس في اللعب النظيف

بقلم - منعم بلمقدم

شخصيا قلتها فور إعلان حسنية أكادير مرافقا لنهضة بركان للدور الموالي في كأس الكونفدرالية، على أن من يستحق الثناء وعبارة الشكر هم لاعبو الرجاء قبل سواهم، ولولا نخوتهم ومغربيتهم ما كان لإنتصار الحسنية قيمة ولا حتى طعم.

لولا رباعية الرجاء بالكونغو والتي ستظل درسا للتاريخ، ما كان لهدف الفحلي أن يلهم سواسة للإحتفال بتأهلهم التاريخي والمستحق لربع النهائي.

قد يقول قائل أن الرجاء سافرت للكونغو سعيا خلف ما بقي له من بصيص أمل، وفازت لأنها آمنت بشعرة الحظ ولو كانت رهيفة  التي كانت أمامها، لكن الرد الشافي على هذه الرواية هو أن من قدموا هذه الفتاوي هم أنفسهم الذين شغلوا مواقع التواصل الإجتماعي بمونطاجات وأفلام استبقت الوضع، وتحدثت عن تراخي مقصود سيظهره لاعبو الرجاء في الكونغو ليساهموا في إقصاء الحسنية عملا بمقولة «علي وعلى أعدائي».

 يستحق الرجاء وشاح السنة وجائزة الوروح الرياضية، لأن لاعبيه أظهروا معدنهم الأصيل و تحملوا عناء تنقل مرهق وهم مستنزفون ذهنيا وبدنيا بسبب الميار الماراطوني لعدد المباريات التي خاضوها منذ سنة ونصف.

 ولأن الرجاد سافرت صوب الكونغو وهي جريحة ومذبوحة بسكين الغدر في مباراة بركان الشهيرة، والتي قسمت ظهر النسور وورطتهم في حسابات معقدة داخل هذه المجموعة.

 يستحق الرجاء جائزة الفير بلاي قبل غيره، لأنهم تنقلوا في الطائرة لآلاف الكيلومترات وهم يعلمون في قرارة نفسهم أنهم يطاردون خيط الدخان، ويلاحقون السراب ليقينهم أن الحسنية ستنتصر زمام نهضة بركان، وحين أقول يقينهم فليس لتقديم تأويل بشأن أي مؤامرة قد تكون أطراف هندست لها في الكواليس، لكن لأن هذا هو الشعور  الذي حمله لاعبو الرجاء في جوفهم قبل رحلة الكونغو.

 فأن يرحل فريق يائس منهار وفي حكم المقصي لبلد صعبة بتضاريس كروية وعرة، وفي ملعب أشبه بالفرن ودرجة حرارة تشوي الجلد و يلعب مباراة عمره وينتصر، رغم ما بلغهم بين الشوطين كون أكادير منتصرة أمام رجال الجعواني، فهنا لا يسعني إلا أن أرفع القبعة وأتوجه بالتحية لكل لاعب رجاوي فردا فردا.

 لاعبو الرجاء ردوا على خرافة خسارتهم أمام أوطوهو لينتقموا من المجهول المعلوم، وقدموا خدمة يستحقها الفريق الأكاديري والذي لا ناقة ولا حمل له في خاتمة الرجاء ومصيره داخل مجموعته.

 وحين نتأمل واقع هذه المجموعة فيقينا أقول أنه لولا بعض كوارث التحكيم لكان ترتيبها مغاير تماما للوضع النهائي الذي انتهت إليه، وخاصة مبارتان أجريتا ببركان الأولى بين النهضة والحسنية والثانية بين النهضة والرجاء وحكاية الفضيحة التي تحكم في بطولتها الحكم الكامروني إيسوما وأدارها من خلف الستارة مخرج شبح.

لو خسر الرجاء في الكونغو للحق لاعبيه وطاقمه التقني وإدارته فاصل لا نهاية له من النقد والجلد، ولاتهموهم بالتآمر ضد الحسنية و لقامت الدنيا و لم تقعد .

لكن بعد ملحمة الأخلاق والدرس الكبير الذي قدمه الرجاء لإصحاب الضمائر الحية والميتة والمستترة، وهم يتجاوزن أوضاعهم النفسية المهزوزة ويغالبون جراحهم ليقدموا هدية العبور للحسنية، فهنا قلة قليلة من نوهت بهذه البطولة وهذا السلوك الرياضي الرائع للعالمي.

 صحيح الرجاء لا تلوم إلا نفسها بعد الإقصاء بسبب تدبيرها السيء للقاءات المجموعة، لكنكم لو عدتم لما كتبت يوم حكموا على الرجاء بالمنفى والتهجير والإغتراب، فقد قلت أن صاحب هذه الفكرة ارتكب جريمة في حق الفريق وحرمه من أهم لاعب من لاعبيه وهو جمهورها الرائع وقدم خدمة لمنافسيه.

الحسنية والنجم والنهضة البركانية وأوطوهو دويو هؤلاء كلهم واجهوا الرجاء بالرباط وكأنهم بملعبهم، لأن لاعبي الرجاء أصلا لا يرتاحون في هذا الملعب ويحق لهم ذلك بلغة الأرقام والنحس الذي طاردهم في العاصمة.

الرجاء خسر اللقب لكنه ربح تاج الروح الرياضية، قدم درسا في الأخلاق لكل من تآمروا عليه ولمهندس غلق المركب الذي سيرتاح الآن بعد الذي حدث. ولعل ما حدث داخل هذه المجموعة من أحداث سيكون ملهما لمبدعي «فبلادي ظلموني» كي يضيفوا قوافي وموشحات جديدة لموالهم الأسطوري ..وعيد ميلاد سعيد.

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاء درس في اللعب النظيف الرجاء درس في اللعب النظيف



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib