بقلم - جمال اسطيفي
مسلحا بفوزه ذهابا بثلاثة أهداف لصفر، يخوض الرجاء مباراة إياب نهائي كأس الاتحاد الإفريقي (كاف) أمام فيتا كلوب الكونغولي، حيث يراهن على انتزاع اللقب بكينشاسا، والعودة إلى دائرة التتويج القاري بعد غياب دام 15 سنة.
هناك اليوم حالة تفاؤل كبيرة، داخل الرجاء، فالسبق الرقمي الكبير ذهابا ينعش الآمال ويجعل التتويج باللقب قريبا جدا، كما أن جاهزية الفريق وسفره المريح في طائرة خاصة ووضع كل الإمكانيات اللوجيستيكية رهن إشارته، لا يمكن إلا أن يخدم الرجاء.
لكن في المقابل، فالفوز بثلاثية لا يعني أن أمر اللقب قد حسم، وأنه لا يتبقى أمام لاعبي الرجاء إلا الاحتفال.
لقد علمتنا كرة القدم أن الفوز بأي نتيجة ذهابا من الممكن تجاوزه إيابا، فجنون كرة القدم وتقلباتها واستصغار المنافس والاعتقاد أن اللقب أصبح في الجيب عوامل لها تأثيرها على الفريق/ أي فريق.
وحتى حديث مدرب فيتا كلوب فلوران امبينغي عن أن فريقه قادر على هزم الرجاء، وأنه سيكون من الصعب عليه أن يحرز اللقب، هو حديث يدخل في إطار الحرب النفسية لا غير، ذلك أنه ليس هناك مدرب في العالم يمكن أن ينزل السلاح، فمدرب فيتا يراهن على إحداث حالة من الارتخاء النفسي والذهني لدى لاعبي الرجاء، حتى يترسخ في عقولهم أن النتيجة قد حسمت وينعكس ذلك على أدائهم في الملعب، وبالتالي على نتيجة المباراة.
بالعودة إلى مباريات فيتا كلوب السابقة في ملعب الشهداء، يمكن للاعبي وطاقم الرجاء أن يعرفوا ما ينتظرهم هناك، فالمواجهة ستكون صعبة جدا، والفريق الكونغولي مدفوعا بجماهيره العريضة، سيحاول أن يكون له رد فعل، وأن يصل إلى شباك الحارس أنس الزنيتي، وفي المقابل فإن هيجان فيتا كلوب سيمنح للاعبي الرجاء مساحات واسعة يمكن استغلالها من خلال سرعة الفريق "الأخضر" في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، خصوصا أن الفريق يملك لاعبين يتميزون بالسرعة كحدراف وبنحليب والحافظي والرحيمي ومابيدي، بيد أن نقطة التخوف في الرجاء في وسط الملعب وتحديدا في مركز الارتكاز، فالسنغالي نياسي ليس في مستوى بقية اللاعبين وتنقصه السرعة، وأحيانا التموضع الجيد والقراءة المسبقة للمنافس.
أيا تكن أجواء المباراة وظروفها، فإن الرجاء يتوفر على الكثير من الأسلحة التي ستخوله حسم المباراة لصالحه.
بالتوفيق للرجاء، فالفريق "الأخضر" في حاجة ملحة لهذا اللقب القاري، مثلما أن الكرة المغربية في حاجة له لترسخ ديناميتها الإيجابية قاريا.