الرجاءأزمة رؤية

الرجاء..أزمة رؤية؟

المغرب اليوم -

الرجاءأزمة رؤية

بقلم - جمال اسطيفي

اختار الرجاء أن يجعل مشاركته في كأس "الكاف" صعبة جدا، وبدل أن يدافع الفريق "الأخضر" عن لقبه، ويرسم طريق المستقبل، ويستثمر في نجاح الموسم الماضي الذي عاد فيه إلى دائرة التتويج القاري، اختار مسؤولوه الطريق الصعب، طريق الفوضى والتسيب والعبث، وبيع الوهم، وعدم الوضوح، والبحث عن المبررات.
الخسارة التي تجرع الفريق مرارتها أمام نهضة بركان، لم تكن مفاجئة، ذلك أن انطلاقة الرجاء في دور المجموعات كانت مخيبة، فقد ربح نقطة في مباراته أمام حسنية أكادير، لكنه خسر نقطتين أمام أوطوهو الكونغولي باكتفائه بتعادل دون أهداف، لكن المفاجئ هو الحصة التي خسر بها الفريق، فهذه المرة الأولى في تاريخ مشاركات الرجاء القارية التي تهتز فيها شباكه أربع مرات بملعبه وأمام جمهوره، علما أن هذا الفوز هو الأول لنهضة بركان أمام الرجاء بملعب الأخير، إذ لم يسبق للفريق البركاني أن فاز على الرجاء خارج مدينة بركان.
الخسارة في كرة القدم واردة، فليس هناك فريق يفوز بشكل دائم، لكن الأسوأ في خسارة الفريق "الأخضر" هو ما رافقها من تسيب وفوضى وعدم انضباط، ففي الوقت الذي تحلى فيه لاعبو نهضة بركان بالانضباط والواقعية والاندفاع البدني ولعبوا بتنظيم محكم، وباستغلال جيد للمساحات وخلقها، فإن لاعبي الرجاء واصلوا مسلسل أدائهم السيء، ففي وسط الملعب كانت الشوارع فسيحة، أما لاعبو الدفاع فقد تحولوا إلى مهاجمين، ووجدنا أنفسنا أمام فريق يلعب بدون خيط ناظم، هذا دون الحديث عن سلوكات بعض اللاعبين فوق أرضية الملعب والتي لم تعد مقبولة بالمرة، كحالات الاعتداء بدون كرة على المنافس، كما وقع في لقطة العميد بدر بنون وبكر الهيلالي.
وإذا كان لابد من إعطاء فريق نهضة بركان حقه، لأنه استحق الفوز عن جدارة وقدم مستوى راقيا، ولعب بثقة عالية في النفس، فإن ثمة العديد من الأسباب لهذه الفوضى التي تضرب الرجاء.
لقد أخطأ المكتب المسير للفريق في التعامل مع مرحلة ما بعد التتويج بكأس "الكاف"، وساد لديهم اطمئنان خادع معتقدين أن الفريق أصبح معافى وأن ما يتوفر عليه من لاعبين قد يكفيه للعب على كل الواجهات، ولعل ذلك ما يفسر ضعف التعاقدات التي قام بها الفريق.
قد يقول قائل إن رئيس الرجاء جواد الزيات يدبر إرثا ماليا ثقيلا، وأنه يبحث عن التوازنات المالية.
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يتحدث الزيات بشكل دائم على أن الفريق سينافس على كل الواجهات، لماذا لم يكن صريحا كما حدث قبل سنوات مع الرئيس الأسبق عبد الله غلام الذي واجه الجميع وقال إنه سيلعب بالشباب ولن يصرف ما قد يستنزف خزينة الفريق.
ثم هل من المقبول بعد أن عاد الرجاء إلى مسار الألقاب ألا يواصل في نفس الطريق، وألم يكن المكتب المسير بقيادة جواد الزيات ومن خلفه امحمد أوزال على دراية بما ينتظرهم، وأن مهمتهم تقديم الإضافة التدبيرية والمالية، وإلا لماذا تم التغيير إذا، وأين هي الملايير التي قيل إنها ستضخ شريطة رحيل سعيد حسبان؟
إن أكبر الأخطاء التي يقع فيها بعض المسيرين، هي محاولة اللعب على وتر الجمهور واستدرار عطفه، لو كان ذلك بالأفعال لكان مقبولا، إلا أنه للأسف الشديد يتم بالكلام فقط، الأمر الذي يجعل الهوة كبيرة بين ما يتناثر في الهواء وبين ما يتم على أرض الواقع.
ولاحظوا كيف أن هناك في محيط الرجاء اليوم من يريد أن يجعل من  انتقادات صحفي أو كلام معلق تلفزيوني أو منشط إذاعي القضية الأولى.
وهناك فئة أخرى كلما حاول البعض في إطار التتبع الموضوعي أن يصارحها بالحقائق كما هي، وبموضوعية ومهنية، إلا وخرجوا ليرددوا "الرجاء كبيرة عليكم".
هؤلاء لهم أيضا نصيب وافر في ما يحدث في الرجاء، لأن بعضهم يتحدث بوعي، والبعض الآخر يتم توجيهه في محاولة لنقل النقاش نحو مواضيع تافهة لا علاقة لها لا بحاضر ولا بمستقبل الرجاء.
من بين الأخطاء الكبرى التي ارتكبت في الرجاء هي إقالة الإسباني خوان كارلوس غاريدو الذي أصبح مدربا للعين الإماراتي.
لقد روج البعض أن علاقته باللاعبين متشنجة، وهناك بعض علماء الكرة من روجوا بلا حيا بلا حشمة، أن "المدرب مسموم"، وأنه لابد من الانفصال عنه، ونسي هؤلاء أن غاريدو قاد الرجاء في أسوأ حالاتها للتتويج بلقب كأس العرش وكأس "الكاف"، وأن الأجواء أصبحت مكهربة لأن المكتب المسير بدل أن ينتصر لمؤسسة الرجاء وللانضباط والمهنية، فإنه اختار أن ينتصر لبعض اللاعبين، الذين وجدوا للأسف داخل محيط الرجاء من ينفخ في آذانهم، دون أن يفهم المكتب المسير أو يستوعب أن الأمر يتعلق بمقلب كبير، فألم يكن من الأفضل أن يكمل غاريدو مهمته إلى نهاية الموسم، وبعدها لكل حادث حديث، لم كل هذا التسرع القاتل؟
أما الأسوأ فهو أن كارتيرون لم يكن هو البديل المناسب، لأنه للأسف الشديد لا يتمتع بشخصية قوية يمكن أن يحكم من خلالها قبضته على المجموعة، والدليل ما نشاهده على أرضية الملعب، بل إن حتى اختيار كارتيرون تم بطريقة عشوائية جدا، وتلك قصة أخرى..
تدبير فريق من حجم الرجاء بجماهيريته الجارفة وبتياراته المختلفة وبطموحاته التي بلا سقف لا يمكن أن يتم بردود الفعل.
إن الرجاء يعاني أزمة رؤية، وأزمة خارطة طريق، وأزمة غياب شخصية قوية للمكتب المسير ورئيسه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاءأزمة رؤية الرجاءأزمة رؤية



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
المغرب اليوم - هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib