بقلم - محمد الروحلي
تابع ملايين المشاهدين عبر مختلف القنوات العربية، الخلاف الذي نشب بين الثنائي المغربي الذي يلعب لنادي النصر السعودي، نور الدين أمرابط وزميله عبد الرزاق حمدالله، وسبب الخلاف على من يسدد ضربة الجزاء، خلال المباراة فريقهما ضد نادي أبها ضمن الدوري السعودي لكرة القدم. فمباشرة بعد احتساب الحكم لضربة جزاء لصالح النصر، قام الثنائي بالتقدم معا وإظهار الرغبة في تسديد الكرة، إلا أنهما دخلا في خلاف مثير للانتباه، وفي الأخير قام حمد لله بتسديد الضربة، رغم أن زميله كان يرغب بقوة في الحصول الفرصة والعودة للتسجيل، خاصة وأن أمرابط يمر بفترة فراغ فيما يخص التهديف، وكان يرغب في فك النحس من خلال هذه الفرصة المواتية.
سلوك حمد الله أغضب حقيقة أمرابط، بينما اعتبر مدرب الفريق روي فيتوريا أن ما حدث بين اللاعبين داخل الميدان مجرد حماس زائد، وحتى عندما تمكن أمرابط من تسجيل هدف لصالح فريقه في اللحظات الأخيرة، إلا أنه لم يعبر عن أي مظهر من مظاهر الفرح، والأمر راجع في الغالب إلى الخلاف مع حمد الله.
حالة الخلاف حول ضربة الجزاء تعيد للأذهان الحالة المماثلة التي نشبت بين حمد الله نفسه، وزميله في المنتخب فيصل فجر، والتي تطورت إلى أشياء غير مرغوب فيه وتداعيات كبيرة، وصلت إلى حدود مغادرة لاعب النصر لمعسكر المنتخب المغربي، قبل السفر إلى مصر للمشاركة بكاس الأمم الإفريقية لكرة القدم.
يومها تعاطف الرأي العام الرياضي الوطني مع حمد الله واعتبره ضحية لوبي يتحكم في مصير المنتخب، ولا زال هذا التعاطف ساريا حتى الآن، ولا زال حمد الله بعيدا عن المنتخب، ولا زالت هناك أصوات كثيرة تتعالى ملحة تطالب بعودته إلى عرين “أسود الأطلس”.
ما حدث في مباراة النصر ضد أبها أظهر حقيقة ظلت مغيبة، وتتعلق بسلوك حمد الله وأنانيته المفرطة، وأن اللاعب السابق لأولمبيك أسفي، لم يكن بريئا في خلافه السابق مع فجر، وأن له جزء من المسؤولية فيما حدث.
هذه الخلافات والسلوكات ليست منعزلة ولا عابرة، وحمد الله سبق له أن دخل في خلافات بمختلف الدوريات التي لعب بها، سواء بالنرويج أو الصين أو قطر وحاليا بالسعودية، وبالتالي لابد من وضع الأمور في سياقها العام، والذي يؤكد أن الهداف الذي نتمنى أن يعزز صفوف الفريق الوطني، عادة ما تصدر عنه سلوكات غير سوية تماما، كثيرا ما أثارت وتثير مشاكل مع زملائه ومحيطه أينما حل وارتحل.
حمد الله الهداف الذي يحقق منجزات مهمة، وبصم على مسار كبير، وحسن وضعه الاجتماعي، إلا أنه مستمر في سلوكات غير مقبولة تماما، ستؤثر على مسيرته كلاعب لابد وأن يكون قدوة يقتدي بها اللاعبون الواعدون.
وفي الأخير لا يمكن إلا أن نقول لحمد الله “الرجوع الله”…