بقلم - جمال اسطيفي
الآن، وقد هدأت احتفالات فوز الوداد بلقب عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم على حساب الأهلي المصري، لابد لنا أن نتساءل عن ما ينتظر الوداد بعد التتويج باللقب القاري الأغلى، وكيف سيكون بمقدور الفريق "الأحمر" أن يظل في القمة، ينافس على أعلى المستويات، وينشر الفرح بين جماهيره ووسط ملايين المغاربة، ممن لا تهمهم الألوان ولا الانتماءات ويفرحون لإنجازات الفرق المغربية..
لابد أن نعترف أن الوداد حقق إنجازات مهمة في الثلاث سنوات الأخيرة، فقد فاز بلقبين للبطولة، وضيع الثالث بسذاجة، كما بلغ نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية في الموسم الماضي، وكان قريبا من حسمه لصالحه، قبل أن يفوز هذا الموسم باللقب، ويتوج نفسه سيدا جديدا لإفريقيا.
في المحصلة النهائية، حصيلة الوداد في ثلاث سنوات جيدة، لكن الوداد لم يكن ليحقق كل هذه الإنجازات، لو أنه لم يكن يتوفر على استقرار مالي وإداري وتقني، ورصيد بشري مهم من اللاعبين، هذا دون الحديث عن الجو العائلي والانسجام الذي يميز علاقة اللاعبين ببعضهم البعض، وكذا مع الطاقم التقني والطبي والإداري، حتى أن من يتابعهم عن قرب سيلمس ذلك الدفء بين مكونات الوداد.
في المرحلة المقبلة يحتاج الوداد إلى أن يرفع وتيرة العمل بشكل أكبر وأن يرسخ الفكر المؤسساتي، خصوصا أن الأضواء ستسلط على الفريق أكثر، وسيخوض المنافسات بصفته بطلا لإفريقيا.
يحتاج الوداد إلى تعزيز لصفوفه في "الميركاتو" الشتوي، فالفريق عانى من خصاص كبير في عدة مراكز، كما أن بعض لاعبيه تقدموا في السن، مما يفرض البحث عن بدلاء لهم، بل إن مساحة الخيارات أمام المدرب الحسين عموتة كانت صغيرة جدا، في ظل تقلص لائحة اللاعبين، وعدم تجديد أجانبه لعقودهم، مما فرض عليه أن يثق في ما يتوفر عليه من لاعبين، وأن يحول لاعبيه إلى مقاتلين.
يحتاج الوداد إلى أن يستفيد من ورقة الأجانب، وأن يعزز صفوفه بلاعبين يمكن أن يقدموا الإضافة للفريق، وفي هذا الإطار لابد من حسم وضعية النيجيري شيكاتارا، فإذا كان الفريق سيعول عليه في المرحلة المقبلة، فلابد من تهيئ اللاعب وتحضيره ليندمج في المجموعة، أو فلتتم إعارته إلى فريق آخر، والأمر نفسه ينطبق على الإيفواري داهو نيكيز.
هذا على المستوى التقني، أما على المستوى الإداري، فلابد أن يفعل سعيد الناصري رئيس الفريق ما سبق أن وعد به بخصوص ملف التواصل الذي يشكل نقطة سوداء في الفريق، فليس مقبولا أن يكون بطل إفريقيا بدون موقع إلكتروني يتم تحيينه بشكل رسمي، ودون متابعة، ودون تجديد لصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، فالتواصل ليس مجرد تصريحات يطلقها الرئيس أو أعضاء مكتبه في بعض المرات.
التواصل أكبر من ذلك بكثير، وفيه استثمار لاسم الفريق وإنجازاته وجماهيريته، وتسويق لصورته، لذلك، لابد من حسم هذه النقطة بشكل عاجل.
كذلك، لابد أن تكون للفريق رؤية مستقبلية، فـ"العائلة الودادية" في حاجة إلى نواد ذات طابع اجتماعي تجمع المحبين على مائدة واحدة.
نشوة الفرح، يجب أن لا تنسي الوداد فتح هذه الملفات، فالقادم أصعب، والحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها.