تخلُّص الكوكب من البهجة عبَثًا تدبيريًا في وقت حساس

تخلُّص الكوكب من البهجة.. عبَثًا تدبيريًا في وقت حساس

المغرب اليوم -

تخلُّص الكوكب من البهجة عبَثًا تدبيريًا في وقت حساس

بقلم : بدر الدين الادريسي

لا يجد الكوكب المراكشي حرجًا في التخلص من مدربه أحمد البهجة في توقيت حرج وحساس، والظن عنده يغلب بأن التغيير التقني بات ضرورة ملحة لتفادي الغرق الكلي، وقد قرّبت الخسارة أمام أولمبيك آسفي يوم الجمعة الأخير فارس النخيل من القسم الثاني. ومهما كانت الأعذار والحدوس والتوقعات التي يقدمها مسؤولو الكوكب لتبرير قرار الإنفصال عن البهجة صائبة، فإنني أجد في هذا الذي قررته إدارة الكوكب المراكشي، بتغيير الربان التقني في هذا التوقيت بالذات، عبثا تدبيريا لا يتلاءم أبدا مع الحصانة التي يلزم بها الاحتراف أنديتنا الوطنية، وإن كان التخلص من البهجة واحدا من الحلول الإعجازية، فإن إدارة الكوكب ملزمة بأن تجيب على سؤال الارتباط بالبهجة تحديدا ليكون بديلا لفؤاد الصحابي، على أي أساس تقني أُخذ هذا القرار؟ وما كانت ضمانة نجاحه؟.

لن يعذر المراكشيون بسقوط فارس النخيل للقسم الثاني لا قدر الله، فما ارتكب من أخطاء ومن مخالفات أكبر بكثير من أن تتجاوز عنه المباريات، وأكبر من أن يتم التغطية عليها، فلا الفريق عرف استقرارا في إدارته التقنية، ولا المدربين المتعاقبين عليه في موسمه الكارثي جرى انتقاؤهم بخلفية تقنية عميقة وباقتناع كامل بجدية المشروع التقني، ولا الانتدابات البشرية كانت مؤسسة على دراسة تقنية قبلية، ولا الفريق عاش سلما رياضيا، إذ ظل المكتب المسير في حالة حرب مع فصائل المشجعين، وبتحالف كل هذه البدع التسيرية والتقنية يكون متوقعا أن ينزل غضب كرة القدم على الفريق، فتسوء النتائج وتعظم الكوارث ولا تستطيع القرارات الإنفعالية وحتى الإنطباعية أن تمنع المآل الحزين.

استمعت لفؤاد الورزازي يوم حمل مسؤولية قيادة مهمة الطوارئ، يتحدث عن انفصامات وعن تضاربات وأيضا عن تناقضات في العملية التسييرية، وما أورثه ذلك من احتقان أدى الفريق ثمنه غاليا، واستمعت إليه يضع شروطا كثيرة لرأب الصدع وتمكين الفريق من القفز على حالة الضياع، وأجد أن الوضع الحالي للكوكب ميؤوس منه، بسبب أن الفرقاء لم يتنازلوا قيد أنملة عن مصلحتهم الشخصية للإنتصار لمصلحة الفريق.

لا أزعم أن الكوكب المراكشي قد وضع الرجلين معا بالقسم الثاني، فما زالت هناك أربعة سدود إن نجح الكوكب في تخطيها تفادى المصير الكارثي، ولكنني ملح في التأكيد على أن الكوكب بحاجة لأن يستعيد روح ونخوة الفارس، ومحتاج لمن يعيد له هويته المفقودة ومحتاج أكثر لمن يصالحه مع كافة مكوناته. ومن المؤلم جدا أن تفقد البطولة الاحترافية الأولى فريقا بقيمة ومرجعية الكوكب، ومن المحزن أن لا تستطيع مدينة بعالمية مراكش حماية كوكبها من الدمار الذي يصيبها. 

والمستفز في هذا الذي يطبع مشهد البطولة الاحترافية أن عملية التضحية بالمدربين والبطولة لا تبتعد سوى بدورات عن نهايتها، تعاظمت بشكل مريب، وفي ذلك إقرار بأن هناك رعونة كبيرة في تدبير المرفق التقني الذي هو من أكثر المرافق أهمية في تحديد مصير الأندية، وباستثناء "الديكليك" الذي نتحدث عنه كمشجب تعلق عليه قرارات إقالة المدربين، والذي يأتي بصحوة مؤقتة، فإن غالبية الأندية لا تلبث أن تعود لحصد الهزائم لترتفع الحقيقة المطلقة، حقيقة أن الفرق لا تجني في واقع الأمر إلا ما زرعته مع بداية الموسم، فإن كانت قد ضحت بمسببات الاتزان والاستقرار وأخطأت الاختيار على المستوى التقني، تجرعت مرارة الفشل والسقوط.

وكانت الجامعة تظن أنها قد ربطت المدربين بسقف ارتباط بالأندية في الموسم الواحد لا يمكن تجاوزه، قد فرملت الأندية وحالت بينها وبين الإسهال في الانفصال عن المدربين بإعمال مبدأ التراضي، إلا أن الحقيقة الموجعة أن هذه الأندية لا تجد حرجا في ممارسة الشطط وفي التضحية بالمدربين وكأن لا أحد غيرهم يتحمل وزر النتائج السليبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخلُّص الكوكب من البهجة عبَثًا تدبيريًا في وقت حساس تخلُّص الكوكب من البهجة عبَثًا تدبيريًا في وقت حساس



GMT 15:25 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

العبرة بالخواتيم

GMT 12:39 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

إلى رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم .

GMT 08:52 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

لقجع والمديوري وآخرون

GMT 12:12 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

تلاعب بمراكش

GMT 09:52 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

المديوري أيقونة الكوكب المراكشي

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib