بقلم - مصطفى الفن
حافظ الجزائريون، منذ 22 فبراير المنصرم، على الخروج المنتظم كل يوم جمعة في مسيرات شعبية ضخمة يطالبون فيها بدولة مدنية لا عسكرية وبرحيل الجنيرال االكايد صالح ومعه كل رموز النظام لأن هذا النظام، في نظرهم، ما عاد يصلح لأي شيء.
ورغم أن المنتخب الجزائري قطع أشواطا بعيدة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بالقاهرة إلا أن هذا لم يصرف أنظار الجزائرين عن أهم هم عندهم وهو "الحراك".
نعم الحراك ثم الحراك ولا شيء غير الحراك هو ما يشغل الآن بال الحزائريين رغم أنهم أطاحوا برئيس الدولة وأرسلوا نصف المسؤولين الجزائريين الى السجن.
وحتى عشاق الرياصة والكرة من الجزائريين حضروا بقوة في هذا الحراك ولم يشغلهم هذا العشق الكروي عن الالتحاق بالساحات العمومية وميادين الاحتجاج مع كل نهاية أسبوع.
أكثر من هذا، فبعض الجزائريين، بينهم فتيات جميلات جدا، ورغم أنهم من المدمنين على مشاهدة مباريات كرة القدم إلا أنهم لم يتخلفوا ولو جمعة واحدة عن الحراك.
شخصيا أعجبني هذا الشعار الذي جعل منه الجزائريون عنوانا لمرحلة سياسية تمر بها حاليا بلادهم: "الخميس كرة ... والجمعة حراك".
أما عندنا هنا في المغرب فالأمر مختلف تماما. فلا حراك ولا كرة ولا هم يفرحون أو يحزنون.
وسامح الله البعض لأننا وجدنا أنفسنا تائهين بين الدول الإفريقية ولا نعرف أي بلد نشجع خاصة مع ذلك الإقصاء المبكر لمنتخبنا كما لو أن حالنا تقول شيئا معاكسا: "اليوم خمر وغدا أمر".
وفعلا، يكاد الأمر يكون كذلك مع هذه الجامعة غير الموقرة ومع الكثير من مسؤوليها غير الموقرين.