شاي وصلحو
الموانئ العراقية تنفى ماتردد بشأن وجود تسرب نفطى فى المياه الإقليمية إيطاليا تسجل أكثر من 13 ألف إصابة و85 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال أسبوع آلاف الإسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ بعد سماع دوي صفارات الإنذار في قيساريا والخضيرة وحيفا شمال الأراضي الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في هجوم إطلاق النار بمنطقة يافا إلى 7 أشخاص مقتل 3 مسعفين جراء قصف إسرائيلي استهدف مراكز للإسعاف في بلدات جويا وجدلزون وعيناتا جنوب لبنان إسرائيل تُنذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء إلى ما وراء نهر الأولي وزارة الصحة في غزة تُعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة حيث بلغ عدد القتلى 41870 و 97166 مصاباً وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان
أخر الأخبار

"شاي.. وصلحو"..

المغرب اليوم -

شاي وصلحو

بقلم: يونس الخراشي

القاهرة ساحرة. ويزيد سحرها في عين من قرأ للعم نجيب محفوظ، وسبق له أن شاهد مسلسل "الأيام"، يحكي عن سيرة طه حسين، وتعرف على دولة علي باشا، وثورة 1919، والصراع السياسي بين الملكية والأحزاب المعارضة من جهة، وبين كل منهما والاستعمار الإنجليزي، وقُضي له أن يقرأ عن ثورة العسكر، ورحلة عذاب الرئيس محمد نجيب، وبقية الحكاية، عبر الكتب، وبواسطة مسلسلات أسامة أنور عكاشة، وشعر أمل دنقل وصلاح عبد الصبور، وأزجال الكبير نجم، وأغنيات كوكب الشرق.
في تلك الأيام من شهر يناير 2006 كان الجو الليلي باردا بعض الشيء. وكان ذلك يتيح لي أن أتعرف على المكان من حولي، بفعل الحاجة إلى الأكل، ومطالعة الصحف، وسماع الناس وهم يناقشون فعاليات البطولة الإفريقية، وملف ترشح مصر لاحتضان كأس العالم. ثم إن وجود الفندق في "وسط البلد"، وهو مكان له قيمته التاريخية في العاصمة القاهرة، دفعني دفعا إلى المشي أكثر وقت ممكن، حتى أكتشف المكان والناس.
كنت أغادر بناية الفندق الشبيهة ببنايات الفرنسيين في الدار البيضاء، لأجدني إما في شارع 26 يوليوز أو في شارع أحمد عرابي، أو أمضي عبر سوق شعبي بسيط، من الجهة الأخرى للشارع، حيث تكثر الفواكه، وبخاصة المنجة، وتمر هندي، والعنب، والتين، وهلم عصيرا. ثم أصل إلى شارع رمسيس، الطويل الامتداد، حيث المحلات التجارية على أشكالها، وأغلبها يبيع الملابس الجاهزة، تحت أضواء كاشفة قوية تعمي العيون.
ولطالما أثارت انتباهي أشياء بسيطة جدا. لا يلقي لها المقيم المصري بالا، بحكم الألفة. فأغلب المقاهي عبارة عن "كراجات" صغيرة، تضم "كونطوارات" وضعت عليها "شيشات" مجهزة للزبائن. غير أن تلك المقاهي سرعان ما تتمدد في الباحات التي أمامها، ليلا، لتضم عشرات، بل مئات الزبائن، ممن يدخنون الشيشة بهدوء، فترى الأدخنة تتصاعد مع الضحكات في السماء، ويبقى مفعولها في الرؤوس عبارة عن متعة ليست مرئية، ولكنها مرعية.
أول قرار اتخذته مع نفسي، حين استقر بي المقام في "غراند أوتيل"، أن أحب الشاي المصري. فنحن شعب "أتاي والخبز". وفي أحيان كثيرة يؤلمك رأسك إن لم تشرب كأس شاي. وبالفعل، فقد طلبت شايا، من عم محمد، الذي كانت مقهاه تحادي الفندق، وأمامها محل إنترنيت، كنت أقيم فيه وقتا طويلا كي أكتب المواد الصحفية، وأصححها، وأرتب عناوينها، ثم أبعثها للزميل صلاح الدين القشيري، في الدار البيضاء، منتظرا منه ردا إيجابيا يحررني.
وبالفعل، فقد صار العم محمد صديقا، وشايه لا غنى عنه. أي نعم كان مذاق الشاي في البداية مرا بعض الشيء، إلا أنه صار، مع مرور الوقت، محبوبا، ورائحته شهية. فكنت حالما أدخل محل الإنترنيت لأتخذ لي مكانا، أجد العم محمد بجلابيته، و"ترازته" البيضاء، يصبح أو يمسي، ثم يقول:"شاي ولا إيه يا حج يونس؟". فأقول له المطلوب، ثم يأتي بسرعة البرق، بابتسامة تملأ وجهه الترابي الصعيدي، وود كبير يملأ المكان، وخدمة فوق الوصف، وطيبة أبوية عجيبة، جعلت علاقتنا تتوطد يوما على صدر يوم.
حين كنت أتعب من الكتابة، وأختار أن أرتاح لبعض الثواني بنظرة إلى وجهة غير "الكمبيوتر"، كانت تأخذني تلك المقهى حيث يشتغل العم محمد، بضيقها، وقتامة جدرانها، وذينك الرجلين المسنين اللذين يقبعان فيها طول الوقت؛ أحدهما يهتم بتحضير المشروبات، والثاني يهتم بتحضير الشيشة، وقلما تسمع لهما ركزا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاي وصلحو شاي وصلحو



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:20 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
المغرب اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 08:16 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
المغرب اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 10:30 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم
المغرب اليوم - نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 09:31 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

ليونيل ميسي يكشف أكثر خصم أزعجه في مسيرته

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 01:54 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

تركيا تسقط "الديوك" في تصفيات يورو 2020

GMT 09:02 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

6 إشارات يُطلقها الجسم للإشارة إلى قصور القلب

GMT 22:09 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هناك طرق لاستعادة السيطرة على الطفل ؟
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib