حارث والقرعة

حارث والقرعة

المغرب اليوم -

حارث والقرعة

بقلم: محمد فؤاد

قد يكون الحديث عن الشاب أمين حارث عابرا كأي محترف صاعد، ولكن للضرورة لابد أن نتقيد جميعا بمسلكيات الإحاطة والنصح لما يبعد اللاعب عن الإحترافية ويضعه في مطب الضياع والرذيلة والطيش وغيرها. والحقيقة أن حارث الذي أضحى اليوم مع فريق شالك في منأى عن التوهج يوجد في فرن التهميش وربما في لائحة المغادرة التي ساقتها الصحف الألمانية علانية في أخبارها اليومية الخاصة بالميركاطو الشتوي، ولكن ما أظهره المدرب دومينغو تيديسكو لنادي شالك من حكمة التروي واليقظة لم يبعد اللاعب نهائيا من مطاف الفريق الأزرق، بل قدم له إنذارا قويا لفقدانه النضج والإحترافية وحسن السلوك ليستمر في المشوار. وهو ما يفسر قيمة التعقل الذي يحتمي به أي مدرب في عمله القيادي لأي فريق. صحيح أن القصاصات الماضية قالت أن حارث ومن معه من اللاعبين الذين يتكلمون الفرنسية أحدثوا شبه نقابة في الفريق بالمستودعات وهو ما عبر عنه مسؤولو الفريق بالمؤامرة في حق النادي، وهناك من قال أن حارث ومن معه يمتهنون خروجا عن مألوف السلوكيات بالسهر في العلب الليلية وغيرها من الامور التي تفسد أفق اللاعب وهو ما إعتبره مسؤولو الفريق باللامسؤول أيضا كخلفية تسجل على اللاعب المغربي ومن معه. وتأتي هذه النازلة لتفند الضربة التي تلقاها حارث من هيرفي رونار سابقا عندما أبعده تدريجيا من التشكيل العام للفريق الوطني لخروجه عن سلوك الفريق الوطني المحمول بالإحترام لا التسيب، ما يعني أن حارث مخطئ ألف مرة من معطى  تحذيرات مدربين مختلفين بين الفريق الوطني والنادي الألماني وتوافقهما على نفس الرأي من أن حارث يجب أن يتأدب أو يرحل ويبتعد عن الأسود وحتى شالك، ولكن ما رآه مدرب شالك يؤكد حرص الرجل على إعطاء اللاعب فرصة جديدة للعودة إلى الصواب والإجتهاد أكثر، وإذا لم يتنبه اللاعب لهذه الخصوصية فأكيد أن طيشه سيقتل مستقبله الكروي مثلما أبعد الكثير من النجوم المغربية على المنتخب كان آخرها عادل تاعرابت الطائش بثوب فنان كروي لكنه لم يفلح إلى اليوم في إستعادة مجده. ولذلك يحق لنا جميعا أن نضع اللاعب في معقل الرزانة والإبتعاد عن الملهاة مادام زمن كرة القدم غير طويل المدى وعليه أن يتغذى هذه الصفة الأخلاقية التي ستجعل منه لاعبا كبيرا ويرى جيدا كفى يبني نجوم العالم ثروتهم الكروية لما بعد الإعتزال وليس كأولئك الذين امتصهم الضياع والغرور وأهدار المال في المنكرات وأضحى مستقبلهم الكروي في خبر كان.

«»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»

ولم أجد أي تحليل لقرعة الكاف التي وضعت الثالوث المغربي الرجاء البيضاوي وحسنية أكادير ونهضة بركان وأوطوهو الكونغولي سوى أنها مجموعة قدر لها أن تكون دونما التعليق عليها أنها من حكم المؤامرة المصرية أو من رئيس الكاف كما تم التعليق عليها بهذا الشكل في مواقع التواصل الإجتماعي. إذ لا يعقل أن نلعن هذا القدر ما دام هذا الشكل طرح في السابق وخلال السنوات الأخيرة أبرزها كان عام 2012 بحضور ثلاثة أندية سودانية هي الهلال والمريخ والأهلى شندى من السودان ورابعهم أنتركلوب من أنغولا. وأيضا حصل ذلك عام 2015 عندما التقت ثلاثة أندية جزائرية هي إتحاد العاصمة ووفاق سطيف ومولودية العلمة ورابعهم المريخ السودانى فى عصبة الأبطال. ولذلك لا يمكن أن نلعن هذه الإلتقائية التي وضعت الثالوث المغربي في سلة واحدة أريد لها أن تعطي مجموعة من الإيجابيات أكثر من السلبيات ولو أن البعض سيقول أن فريقا مغربيا بمطلق الحثمية سيغادر المجموعة ، وأن هذه الإلتقائية غير محمودة الأهداف لأن الحظوظ المغربية ستتضاءل حثما في منظورهم، ولكن ألم يفكر البعض في أن لو توزعت الأندية المغربية عبر المجموعات الأربع ستكون الأمور معقدة أكثر مما هي عليه الآن أساسا إذا من نظرنا جيدا في قيمة الأندية الإفريقية والتونسية والمصرية الموضوعة في المجموعات الأخرى، ومن يدري فقد تقصّى أكثر الأندية المغربية من دور المجوعات وقد يتأهل فريق واحد في جدول الإحتمالات. ولكن فرضية السقوط في مجموعة واحدة أراها بطولة مغربية صرفة بطعم قاري وسيظهر بلا شك قيمة الأقوى في الخبرة التي تغدى منها كل من الرجاء وبركان إلى حسنية أكادير في التصنيف الترتيبي للأندية، وفوق ذلك هي بطولة ربحية في الشق المالي لتدبير الرحلات التي كان من المفروض أن يكون أي فريق مغربي في مجموعة أخرى موضوع رحلة إلى الأدغال بأعباء ومصاريف كبيرة على النقيض من الرحلات الداخلية جغرافيا بين أكادير وبركان والدار البيضاء، وأعتقد أن مكاتب الأندية المغربية سعيدة بهذا الإلتقاء الذي سيمكن الجميع من أرباح المصاريف إلا في رحلة واحدة لكل طرف إلى الكونغو، ولو أن المدربين جميعا غير راضين على هذا الشكل الذي أرادته القرعة بتجمعهم جملة واحدة. وأعتقد أن التأهل المباشر إلى الدور الموالي سيمنح المغرب ناديين رسميين فيما لو تم التعامل مع الخصم الكونغولي بمطلق الصراحة وليس التساهل، كما أن ألتشويق سيظل سيد القرار في المجموعة قياسا مع سطوة الثلاثي المغربي على أحداث البطولة وطريقة التعامل مع الأندية الإفريقية بالصرامة اللازمة كما تفاعل بذلك كل من حسنية أكادير ونهضة بركان في تحصيل حصص كبيرة في الخبرة الإفريقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حارث والقرعة حارث والقرعة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
المغرب اليوم - هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib