أفريقية المغرب لا مساومة فيها

أفريقية المغرب لا مساومة فيها

المغرب اليوم -

أفريقية المغرب لا مساومة فيها

بقلم - بدر الدين الإدريسي

بالقطع لا يمكن أن نجزم بأن فوزي لقجع من موقعه كرئيس للاتحاد المغربي لكرة القدم، ما بادر بشكل غير مسبوق إلى التعبير عن اليد الممدودة لكثير من الجامعات والاتحادات الوطنية الأفريقية التي باتت الجامعة ترتبط معها بشراكات واتفاقيات تعاون، بإيعاز من حملة دعائية تتوخى حشد الأصوات تحسبا لمعركة انتخابية شرسة وضارية ستضعه في مواجهة الجزائري محمد راوراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم من أجل نيل المقعد الوحيد المتاح داخل المكتب التنفيذي للكونفدرالية الأفريقية ، الذي سينتخب رئيسه وأعضاؤه خلال الجمع العام العادي الذي ستستضيفه أديس أبابا الأثيوبية يوم 16 مارس الحالي على هامش الذكرى الستين لتأسيس الكاف. 

لا خلاف على إن إحدى أنبل الغايات التي يسعى إليها فوزي لقجع، هي أن يكون للمغرب موقع داخل غرف القرار بما يتناسب مع تاريخه ومرجعيته والنموذج الاحترافي الذي يقدمه، ولا جدال في أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تساهلت كثيرا، بل وعوقبت لغيابها غير المبرر عن مراكز القرار داخل مؤسسة كرة القدم الأفريقية ، إلا أن ربط هذا السيل من الاتفاقيات المبرمة مع كثير من الجامعات الوطنية الأفريقية ، الربط التعسفي بسعي فوزي لقجع لاستعادة مكانة المغرب داخل اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، فيه تجن كبير على المرامي الكبرى والاستراتيجية لسياسة الانفتاح التي باشرتها الجامعة على المحيط الكروي الأفريقي منذ ما يناهز السنتين. 

يذكر كلنا ما تداعى على هوامش التعاطي إعلاميا مع ما اصطلحنا عليه بالأزمة بين الاتحاد المغربي والكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، بعد رفض الكاف الرفض المطلق لطلب المغرب تأجيل نهائيات كأس أفريقيا للأمم 2015، بسبب استشراء وباء إيبولا وقتها، فما تأكد أن الذين من طبعهم النفخ في الرماد وتهويل الخلاف بهدف إشاعة الفتنة حاولوا النيل من مصداقية بل وأفريقية المغرب، والذين سبحوا في هذا المستنقع الوسخ إنما كانوا مدفوعين من أجندات سياسية، غايتها عزل المغرب عن قارته، لذلك كانت هناك حاجة لتبني خطاب جديد ومقاربة جديدة لتدبير الأزمة ولإعادة ربط المغرب بقارته.

 وقد أمكنني في كل المرات التي جمعني فيها بفوزي لقجع، الحديث عن مستقبل العلاقة بين الجامعة والكونفدرالية الأفريقية ، أن أقف على بعد نظره وأيضا على حكمته في تدبير اختلاف في الرؤى، مع المؤسسة الكروية الأفريقية سعى الحاسدون بكل ما أوتوا من قوة من أجل تصويره على أنه اختلاف عميق لا بد وأن يقود إلى قطيعة.  كان فوزي لقجع حريصا كل الحرص على أن يترك مسافة بين الجامعة وبين الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، المسافة التي تحترم مبدأ أن الكونفدرالية هي لكل دول القارة وأن معاداتها بلا سند منطقي هو معاداة لكل دول القارة، وبالتالي إذا كانت هناك حاجة للتصحيح أو حتى للتحوير والإصلاح فلا بد وأن تنطلق من قلب الكونفدرالية لا من خارجها. 

ومع تبدد كل الغمامات وسقوط الأقنعة وحتى الجداريات الوهمية التي بناها من سعوا إلى الإيقاع بين الجامعة والكاف، صمم فوزي لقجع خطابا تصحيحيا نقله بأمانة كاملة للسيد عيسى حياتو ولكل صناع القرار داخل الكاف، خطاب يتأسس على ثلاث قناعات:  القناعة الأولى أن الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الوصي المباشر على الرياضة الأكثر شيوعا في قارة السحر والأمل، لا بد وأن تعبر عن تطلعات وأحلام الكرة الأفريقية ، ولا بد وأن تكون أكبر مدافع عن مصالحها داخل المشهد الكروي العالمي، في زمن يعرف سباقا شرسا بين القارات لتعزيز المكتسبات

القناعة الثانية أن الكونفدرالية بثقلها الوازن تستطيع أن تطور منظومة الاحتراف بصيغته الأفريقية داخل كل دول القارة بهدف وقف التدفق الكبير للملكات البشرية على أوروبا بتراب الفلوس.  أما القناعة الثالثة فهي أن تطلق الكونفدرالية حركية قوية داخل كل الجامعات الوطنية الأفريقية من أجل أن تتكاثف في إطار استراتيجية تتوخى تنمية كرة القدم في كل دول القارة، دافعها إلى ذلك تبني سياسة اليد الممدودة وفتح كل جسور التعاون الممكنة حتى تستفيد أفريقيا قبل أي قارة أخرى من ثرواتها البشرية.  أشعر فوزي لقجع عيسى حياتو أن المغرب حامل لمشروع متعدد الأبعاد يرمي من خلاله إلى مقاسمة أشقائه الأفريقيين تجربته الذاتية في بناء المنظومة الاحترافية، ونجاح هذا المشروع الذي هو صورة مختزلة من المقاربة الفريدة من نوعها التي كشف عنها المغرب في انفتاحه الإقتصادي والتنموي على أبناء قارته، هو في تحقيق درجة عالية من التفاعل مع حاجة أفريقيا لأن تصمم بنفسها مشروعا تنمويا ينطلق من أفريقيا ليعم بخيره أفريقيا، لذلك فإن الحصول على مقعد بتنفيذية الكونفدرالية ليس منتهى الحراك المغربي، بل إن هذا لا يلتقي مع ذاك، وكل ربط بين المشروع المبتكر للمغرب لربط الدول الأفريقية كرويا فيما بينها، وبين نيل مقعد في المكتب التنفيذي هو إساءة لنبل المشروع. 
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفريقية المغرب لا مساومة فيها أفريقية المغرب لا مساومة فيها



GMT 09:51 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فكها يا من وحلتيها

GMT 12:39 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

إلى رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم .

GMT 12:49 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

ريباخا العقوبات وصولد إيسوما

GMT 18:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

التحكيم "المغرب/إفريقي"

درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:45 2024 الأحد ,30 حزيران / يونيو

"طيران الرياض" يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي
المغرب اليوم -

GMT 15:30 2024 الأحد ,30 حزيران / يونيو

تركيا ترفض تزويد طائرة إسرائيلية بالوقود
المغرب اليوم - تركيا ترفض تزويد طائرة إسرائيلية بالوقود
المغرب اليوم - أفضل أنواع النباتات التي تمتص الحرارة في المنزل

GMT 00:22 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

محمد رمضان يكشف عن تقديم عمل درامي مغربي
المغرب اليوم - محمد رمضان يكشف عن تقديم عمل درامي مغربي

GMT 18:41 2022 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

اتجاهات الموضة الرجالية لخريف وشتاء 2023-2024

GMT 10:18 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيارة "كيا K5" تعاود الصعود بعد فترة من التراجع

GMT 01:40 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

اللون الأخضر يوفر أجواء من الذوق الرفيع في ديكور المنزل

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

انتشار فيديو جنسي لبائعة هوى في فاس عبر الواتساب

GMT 10:37 2023 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أنابيلا هلال بتصاميم مبتكرة تجذب الأنظار

GMT 09:14 2020 الجمعة ,27 آذار/ مارس

الموت يفجع الفنانة المغربية "نجاة الوافي"

GMT 02:05 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مطابخ الـ"كلادينغ" تحل قمة موضة الديكورات الحديثة في 2019

GMT 00:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

نسرين أمين تبرز رغبتها في تجسيد شخصية سامية جمال

GMT 00:08 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف رجل أعمال في قضية تهريب كميات من المواد المخدرة

GMT 09:28 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

كيف أحفز ابني الكسول؟
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib