الله يديكم

"الله يديكم"

المغرب اليوم -

الله يديكم

بقلم - يونس الخراشي

أصبح الحديث عن ملعب الدار البيضاء الكبير مؤلما حد الضحك. ذلك أن "الهم كيبكي، ومنين يكثر كيضحك". 
فقد سمعناهم يتحدثون، قبل سنوات من اليوم، عن ملعب سيبنى في منطقة بوسكورة، مشددين على أن مكتب الدراسات، "والله أعلم بشحال تقامت هاد الدراسات"، أنجز كل ما يلزم. ثم سمعناهم يقولون لنا إن المنطقة إياها مهددة بالفياضانات، وبالتالي فالأفضل أن يبنى الملعب في منطقة سيدي مومن. ثم سمعناهم يقولون لنا إن الاعتمادات غير متوفرة، والأفضل أن يبنى، إن توفرت له الاعتمادات في منطقة تيط مليل. وسمعناهم يقولون أيضا، وبعد سنوات، إن الأفضل أن يبنى في منطقة الهراويين. وها قد كتب الله لنا أن نعيش حتى سمعناهم يقولون لنا إن هذا الملعب، الذي تعب "الزغبي" من كثرة التنقل، مثل أي مواطن مغربي، سيبنى في منطقة بين النواصر وبنيسليمان. وربما يكتب الله أن نعيش عمرا آخر، حتى نسمعهم يقولون لنا إن الملعب قد بني فعلا، ولكنكم لا تبصرون.
ما علينا. فالذي نعرفه، ويعرفونه هم أيضا، أن ملاعب الدنيا كلها تبنى في وسط الحواضر، أو على هامشها القريب. بل إن وجود الفكرة، وتوفر الاعتماد لإنجازها، يعتبر مناسبة جيدة جدا لتنمية الحواضر. ذلك أن الملعب ليس مجرد بناء ضخم، ديناصروي، لا صلة له بالواقع، أو هو مجال يفتح يوما في الأسبوع ليستقبل الجماهير، ثم يغلق حتى الأسبوع الآتي. بل هو مكان للفرجة، يمكنه أن يشكل قطب الرحى للحاضرة، على أن يبنى بفنية عالية، فيصير مكانا للترويح عن النفس، ويجلب بدوره الناس والمال لمدينته، مسهما في الثروة.
ولعل هذا بالضبط ما فعله الفرنسيون، وهم يقدمون ملف ترشحهم لاحتضان الألعاب الأولمبية لسنة 2024. ذلك أنهم فكروا في تنمية منطقة سان دوني، حيث ملعب فرنسا. وتقرر بناء القرية الأولمبية هناك، لاستثمارها في وقت لاحق مناطق سكنية (يمكن الرجوع إلى الملف الخاص بأولمبياد 2024). بل إن الملعب الأولمبي لمدينة ريو، حيث جرت منافسات ألعاب القوى، يوجد في منطقة تسكنها أغلبية بسيطة، ويشكل بالنسبة إليها فرصة للربح، فضلا عن الترويح عن النفس.
لسنا ندري مدى صحة الأخبار التي تتحدث، منذ أيام، عن مكان الملعب المفترض، وميزانيته، والأهداف المرجوة منه، وما إذا كان سيبنى لذاته (ملعب محمد الخامس نموذجا)، أم لكي يكون خطوة نحو استضافة تظاهرات كبرى، فيجلب للدار البيضاء ثورة تحتاج إليها. أما الذي نعرفه وندريه، من الواقع، هو أن الملاعب الكبرى، "ديال 60 أو 65 ألف"، تعيش على وقع الإفلاس، ما دامت الشركة التي كانت مكلفة بتدبير شؤونها لم تتمكن من صيانتها، بفعل غياب أي مداخيل، وتراكم الديون.
الوزير الوصي على القطاع شهد بنفسه على المصير البئيس الذي آل إليه أمر تدبير الملاعب المغربية، وهي الملاعب التي بنيت دون التفكير في مصيرها. واليوم ها هو يشهد بنفسه على إرهاصات بناء ملعب كبير في الدار البيضاء، دون أن تتاح الفرصة للفاعلين في مجالات الرياضة، والمعمار، والفن، والبيئة، وغيرها، ليدلوا بدولهم في هذا البناء الحضاري الذي سيكلف الكثير ولا شك، ولسنا موقنين أنه سيدر القليل.
في كل الأحوال. لقد تحرك ملعب الدار البيضاء كثيرا. من منطقة إلى أخرى. حتى أصبح يشبهنا. "كل نهار فقنت. جري جري". دون أن تستقر الإدارة على قرار ثابت ونهائي، ومنتج، وسريه الفاعلية.
الله يستر وصافي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الله يديكم الله يديكم



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 16:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
المغرب اليوم - مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز

GMT 02:12 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

أجمل المعالم السياحية في جزيرة كريت اليونانية

GMT 16:08 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

بني ملال تبحث تدبير ما بعد فترة "الحجر الصحي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib