علامات استفهام حول مشروعية جمع هيفتي بين وظيفتيه في المُنتخب والوداد
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

علامات استفهام حول مشروعية جمع هيفتي بين وظيفتيه في "المُنتخب" و"الوداد"

المغرب اليوم -

علامات استفهام حول مشروعية جمع هيفتي بين وظيفتيه في المُنتخب والوداد

عبداللطيف المتوكل

يجمع طبيب المنتخب الوطني لكرة القدم، عبد الرزاق هيفتي، بين هذه الصفة وصفته، كطبيب لفريق الوداد الرياضي "البيضاوي"، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول صواب ومشروعية الجمع بين هاتين الصفتين والمهمتين، وما إذا كان الأمر لا يثير أي إشكال أو حساسية أو تبعات سلبية.

ومن الناحية المنطقية، ومن ناحية التدبير الراشد والحكيم، لا يجوز ذلك، لأنه تجسيد لحالة التنافي، بين مهمتين تبدوان متشابهتين، لكنهما في الحقيقة متعارضتان من حيث الشكل والمضمون.

هيفتي يجمع بين هاتين المسؤوليتين منذ سنوات، وأثرنا هذه المسألة في مناسبة سابقة، وكنّا ننتظر من المكتب الجامعي السابق برئاسة علي الفاسي الفهري، أنّ يضع حدًا لها، بإلزام هيفتي بالفصل بينهما، وتحديد الاختيار الذي يناسبه، إما بالاشتغال لدى الجامعة دون سواها، أو الاكتفاء بالمهمة الموكولة له في فريق الوداد.

اليوم، يوجد على رأس جامعة الكُرة رئيس جديد، بمعيّة مكتب جامعي "مديري" هو الآخر جديد، فهل سيقبل بأنّ يستمر هيفتي في حمل حالة التنافي، إلى ما لا نهاية، وتجاهل ما تطرحه من مُعيقات وإشكالات وشبهات وتناقضات مثيرة.

لن نعود إلى الوراء لننبش في المشاكل التي تسبب فيها هيفتي مع بعض الفرق، كالرجاء الرياضي "البيضاوي"، ومع بعض اللاعبين، كيونس بلخضر، وما أثاره من جدل وبلبلة بشأن وفاة الظهير الأيسر واللاعب الدولي السبق زكرياء الزروالي، ولكن سنكتفي هذه المرة بموضوع الظهير الأيسر الجديد للرجاء عبد الجليل اجبيرة، كمثال نموذجي وقوي، على عدم وجوب أنّ يستمر طبيب المنتخب الوطني في حمل أكثر من قبعة فوق رأسه.

هذا اللاعب المراكشي كان قريبًا من الانضمام إلى الوداد، إلا أنه غير الوجهة في نهاية المطاف نحو الرجاء، وعندما تساءل الوداديون والحيرة مستبدة بهم حول سبب عدم التعاقد مع اجبيرة، قيل لهم إنّ اللاعب يعاني من "إصابة مزمنة" يمكن أنّ تنهي مشواره الكروي في أي لحظة، وعندما نعرف أنّ من توصل إلى هذه "القناعة" أو "الحقيقة الطبية"، هو هيفتي طبيب الوداد، وطبيب المنتخب الوطني في الوقت نفسه، لنا أن نتساءل حول "القناعة والحقيقة الطبية" لطبيب الرجاء؛ لأن اللاعب لا يمكن أن يوقع لهذا الفريق إلا بعد أنّ يخضع للفحوصات والكشوفات الطبية الضرورية، التي تؤكد أنه مؤهل صحيًا لمزاولة كرة القدم دون مشاكل أو مخاطر.

هيفتي الذي اعترض على انضمام اجبيرة للوداد، سيجد أمامه هذا اللاعب في المنتخب الوطني، وهنا تكمن المفاجأة "غير السارة" بالنسبة لطبيب المنتخب، وبالتالي سيكون أمام خيارين أحلاهما مُرّ، إما أنّ يتعامل معه كلاعب دولي يستحق المراقبة والرعاية الطبية، كباقي اللاعبين الدوليين، ويتناسى "موقفه المهني" منه، أو أنّ يعترض على انضمامه ويدلي بالحجج الطبية التي تؤكد أنّ اللاعب يعاني من "مشكل صحي ما"، يهدد بإيقاف مسيرته الكروية في أي لحظة!!.

نظرة اللاعب للطبيب في هذه الحالة، ستكون بكل تأكيد بـ"طعم آخر"، إذ من الصعب عليه أنّ ينسى أو يتجاهل أو يسقط من مفكرته، أنه أمام طبيب أقرّ يومًا ما بعدم أهليته لممارسة الكرة في ظروف طبيعية.

نسوق هذه الحالة، فقط، من أجل أنّ نطالب الجامعة بأنّ تنهِ العمل بهذا النمط غير العقلاني وغير الأخلاقي وغير المقبول في تدبير مهمة طبيب المنتخب الوطني، وأطباء باقي المنتخبات الوطنية، وأنّ تحسم في الموضوع من خلال التعاقد مع أطباء متفرغين، ولا تربطهم أي علاقة بالفرق، وإنشاء هيئة طبية قائمة الذات بالجامعة، تضمّ أطباء من اختصاصات متنوعة، وممرضين، ومُتخصصين في الترويض الطبي، وتوفر لها الوسائل والإمكانات الكافية لتباشر عملها باستقلالية ومصداقية وكفاءة ونزاهة، وتقوم بأبحاث ودراسات علمية، وتنظم ندوات تحسيسية وتواصلية حول قضايا وظواهر هي من صميم الطب الرياضي، الذي يعتبر تخصصا قائم الذات.

الطبيب مكون أساسي، فمثلما يقتضي الواجب أن يكون أعضاء الطاقمين التقني والإداري للمنتخب الوطني متفرغين لعملهم باعتبارهم أجراء، من الضروري أيضًا أنّ يكون الطبيب متفرغًا ولا تربطه أي علاقة أو مصلحة بأي فريق، لأنه هو أيضًا أجير.

نثير هذه القضية، لأنها تفرض نفسها في هذا الوقت بالذات، أكثر من أي وقت مضى، فالذي نعرفه أن طبيب المنتخب الوطني لا يشتغل كمتطوع في نادي الوداد الرياضي "البيضاوي" لكرة القدم، ولا كمتطوع في المنتخب الوطني الأول، وهو بنفسه لا يتردد في التأكيد على أنه يرفض أنّ يضع خبرته وكفاءته رهن إشارة الوداد بالمجان، وحتى لو افترضنا أنه يشتغل في الوداد من منطلق الحب والعشق، وبشكل تطوعي، فإنه من غير المقبول أن يشتغل في الوقت نفسه كطبيب للمنتخب الوطني.

طبيب المنتخب الوطني يجب أنّ يكون متفرغًا لعمله، وأنّ تمكنه جامعة الكرة من كافة الشروط والمحفزات المالية، والوسائل والتجهيزات الضرورية ليقوم بعمله النبيل على أحسن وجه، في إطار قسم رياضي مهيكل ومُنظم، وبناء على برنامج عمل وفلسفة اشتغال مهنية وميدانية.

الجامعة التي تريد أن تكون "احترافية" في فكرها وسلوكها وتوجهاتها وقراراتها، لا يمكن أنّ تقبل بأنّ يجمع طبيب مُنتخبها الوطني بين مُهمتين، تضربان في العمق مبدأ الاستقلالية والمهنية والمصداقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علامات استفهام حول مشروعية جمع هيفتي بين وظيفتيه في المُنتخب والوداد علامات استفهام حول مشروعية جمع هيفتي بين وظيفتيه في المُنتخب والوداد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib