أكرم علي
منذ أن تولى رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب منصبه في نهاية شباط/فبراير الماضي، اعتاد على اتخاذ قرارات قريبة من المواطن، وبمثابة حديث المصريين حتى ولم تتعلق بمشاكلهم الاجتماعية المؤثرة في حياتهم.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها محلب نهاية آذار/مارس الماضي إزالة أكثر من 40 عقارا مخالفا على مساحة 36 فدانا بمنطقة المعادي (شمال القاهرة) إذ دعم سكان المنطقة ذلك القرار رغم انه مثل خسارة كبيرة لقطاع عريض من المواطنين، لكون هذه العقارات مخالفة وتزايدت في الفترة الأخيرة، وفي الوقت الذي يعانون فيه من أزمة الكهرباء والنظافة وغيرها من المشاكل الأخرى.
وبعد مرور شهر تقريبا على تلك القرار، توقع المصريون اتخاذ قرار ملموس قريب منهم لحل أزمة الكهرباء التي تنقطع أكثر من 4 ساعات يوميا، إلا أن رئيس الوزراء الباحث عن "الشو الإعلامي" فاجئ المصريون بقرار منع "عرض فيلم حلاوة روح" وكأن الفيلم الذي يصنف للكبار فقط العقبة الوحيدة أمام أزمات ومشاكل المصريين .
في رأي ورأي الكثير أنه من الأولى أن تقدم رئيس الوزراء الموقر حلول عاجلة لأزمة الكهرباء، وأزمة المرور، وأزمة المستشفيات وأزمة العشوائيات وغيرها وغيرها من الكوارث التي يتمنى المصريون حلها في أقرب وقت من أجل حياة كريمة.
رغم ذلك نال القرار استحسان الكثير من المصريين الذين لا يشعرون بأزمات المصريين، وأكدوا أنه قرار حاسم، والأكثر دهشة أن تخرج مؤسسة في حجم الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ليشيدوا بالقرار الذي حافظ على أخلاق المصريين، في وقت لم تجتمع فيه المؤسسات المصرية سريعا لانقاذ أسوان من التفنة التي أودت بحياة أكثر من 20 شخصا وأشعلت النيران بين سكانها.
سيادة رئيس الوزراء نحن في أمس الحاجة لقرارات وحلول عاجلة تجعل مصر فعليا "أم الدنيا" تكرم المواطن وتجعله مرفوع الرأس، بعيدا عن شعارات زائفة وقرارات باحثة عن الشو الإعلامي فقط، ولم يكن منع فيلم حلاوة روح هو الحل السريع لأزمات ومشاكل المصريين الذين مازالوا يعانون من آلام العيشة وصعوباتها واهدار دمائهم دون الحصول على أدنى حق لهما.