عطش وجوع وسيادة منقوصة

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

المغرب اليوم -

عطش وجوع وسيادة منقوصة

فلحة بريزات
بقلم :فلحة بريزات

 في الوقت الذي تعيش فيه البلاد حالة قلق غير مسبوقة جراء سلسلة متناقضات لا عنوان دقيق لبوصلتها، يخبرنا رئيس الحكومة، وضمن جملة تبريرات ساقها لتجميل اتفاق حسن نوايا مع العدو الصهيوني، بأن (عطشا كبيرا) ينتظر الأردنيين.ولا بد أن زخم المشهد ألهم أحد النواب باجتراح بدائل أخرى، حيث أن الشيطان (المرجوم) لن يكون بعيداً عن أي تحالف ينقط في حلوقنا بعد حالات جفاف نعيشها إجباريا، حقيقة هو بديل شيطاني وإن انطلق من مسكن البراءة.

ما نشاهده اليوم ملهاة جُل ابطالها لا يتحدثون لغة واحدة ، وما زاد من حالة الهرج والمرج، والتباين في المشهد العام سلسلة تصريحات جديدة لكن “بأثواب قديمة” ترفع شعار القلق على حالة البلاد والعباد.
في الواقع الراهن للبلاد، كبيرة هي التحديات، ولا جديد فيها سوى ارتفاع كلف أثمانها على الوطن، وقبل أن نعرف سيناريوهات تحسين صورة “اتفاق حسن النوايا، يمنح تقرير أممي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الأردن الدرجة الثامنة في حقل (الجوع) متقدما بذلك على (14 ) عربية.هل يعني هذا حث الخطى تجاه الكيان الغاصب للعروبة ؟! وهل أصبح في نظر ساستِنا هو الفاتح لم أغلق؟، والضامن لأمن الوطن الشامل من( طاقة وماء).وماذا لو تمددت أطماعهم، هل سنضع أيضا (الغذاء والهواء) في سلة نواياهم الطيية.

أين هو المنطق الوطني؟ هل فقدنا جميع خيارتنا ؟هل فحصنا هذه البدائل وقيمنا أثارها؟ هل قرارنا الوطني يقبع رهينة التقاء مصالح الآخر على حساب مصالحنا.

فكل ماوصلنا إليه من معضلات هي مؤشر أبلج على غياب التفكير والمنهج الإستراتيجي، وحالة تذبذب مخجلة في السياسة العامة، فقد راكمت الحكومات المتعاقبة الفشل والخصوم، ومجالس النواب جددت الخيبات والنكسات، حتى مسوغات القرارات تجاوز إفلاسها حد منح نفسها فرصة المزاوجة بين المخفي والمعلوم، لإخراج المشهد من حالة الضبابية إلى مستوى إلاحتراف.
نحن اليوم على مفترق طرق، فحالة انعدام الوزن واللون في المواقف زادت من مساحات الثقة المفقودة بين أركان المنظومة والشارع، وإن حاولت الغرف العليا تجسير الفجوة ، فالفيصل الحقيقي هو ما نراه من تناقض بين الخطاب والفعل.

والأخطر أن أزماتنا ستكبر، مع غياب يلفه غموض للتجانس بين أركان الدولة، وعليه ستتوسع دائرة التدخل بخيارتنا الوجودية، بسبب غياب الهدف الوطني العام واحتجاب كثير من القوى السياسية ذات الإرادة الوطنية الخالصة .

خلاصة القول: العمق الاستراتيجي الثابت هو الداخل، وعلينا تقدير الأخطار الحقيقية من ارتهان سيادتنا للغير, فمهما كانت الاحتياجات لا يمكن تحويرها لتلقى قبولا شعبيا … رأس المال هو الكرامة الوطنية ، والاعتماد الذاتي على مصادر الوطن من مياه، وغذاء، وطاقة، ورؤية شمولية متكاملة لا تفصل القضايا عن بعضها.أخيراً الشكر للحكومة التي منحتنا فرصة تجديد حالة كره متجذرة للعدو، وإن حاولت أطراف داخلية وخارجية تكريسه كشريك استراتيجي في الخيارات الوطنية.هي خيارات اثامها أكبر بكثير من منافعها في نواميس الأردنيين .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عطش وجوع وسيادة منقوصة عطش وجوع وسيادة منقوصة



GMT 05:17 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

اليمن السعيد اطفاله يموتون جوعاً

GMT 00:59 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib