دور الإعلام في رصد ملفات الفساد

دور الإعلام في رصد ملفات الفساد

المغرب اليوم -

دور الإعلام في رصد ملفات الفساد

بقلم - القاضي عبد الستار بيرقدار

لعل قضايا هدر المال العام من أبرز الملفات التي يتداولها الإعلام المحلي، عند حديثه عن عمل القضاء العراقي، وقد لا يبتعد أي خبر يخص المحاكم عن ملفات الفساد والتطرف والأحكام القضائية في حق المدانين بها، حتى إن هذا دُرج اجتماعيًا ضمن مقولة "الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة"، لخطورة هذه الجرائم وتأثيرها القاتل على المجتمع. لكن المستغرب أن تلك القضايا تعرض على وسائل الإعلام من قبل بعض الكتاب وأصحاب الرأي، قبل وصولها إلى المحاكم، رغم أن القانون العراقي رسم طريقًا للشكوى أمام المحاكم المختصة.

هذا العرض، من المؤسف أنه يسهم في تعطيل دور القضاء، فبدلاً من وصول أخبار عن الجرائم إلى المحاكم، تتم إشاعة خبر الجريمة وربما أسماء المتورطين بها على الشاشات بهدف جذب الأضواء الإعلامية، في وقت يتسبب فيه الناشر، من حيث لا يعلم، في إفلات المتورطين من العقاب، من خلال إتلاف الأدلة أو التخلص من كل الوثائق التي تفضي إلى إدانة المتسببين بالجريمة، أو حتى هروبهم إلى خارج العراق، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.

بطبيعة الحال نحن لا نريد سلب الحقوق والحريات الدستورية، ونخص بالذكر المادة (38) من الدستور التي نصت على ان "تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب، أولاً حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل، وثانيًا حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر، لكننا هنا أمام مصلحة أهم وأسمى، وهي عدم إفلات الفاسدين من الحساب، وللصحافي الإفادة من نص قانون اصول المحاكمات الجزائية رقم (23) لسنة 1971، في الفقرة الأولى من المادة (47)، والتي تنص على أنه لمن وقعت عليه جريمة، ولكل من علم بوقوع جريمة، تحريك الدعوى فيها بلا شكوى أو علم بوقوع موت مشتبه به أن يخبر قاضي التحقيق أو المحقق أو الادعاء العام أو أحد مراكز الشرطة.

الإخبار عن الجريمة وفقًا للقانون هو أول خطوات طريق النزاهة، وهو واجب وطني وأخلاقي وأهم من الفوز بجلب أضواء الشاشات أو زيادة المتابعين، من خلال إشاعة خبر السرقات في الهواء الطلق. والقضاء يساند دور وسائل الاعلام في تقصي الحقائق ويكفل حق الوصول إلى المعلومة، لكنه لا يأمل أن يكون بعض الصحافيين ممن يمارسون دورهم بجدية في رصد هدر المال العام جسرًا لتخليص الفاسدين من المسؤولية، من خلال إعلامهم مسبقًا بان أمرهم قد كشف، بل نرجو من الصحافي الذهاب إلى المحكمة المختصة ومعه ما لديه من أدلة، لكي يتم اتخاذ الإجراءات القانونية، مستفيدًا مما أورده الدستور العراقي، الذي نص في الفقرة الثالثة من المادة (19) على أن التقاضي حق مصون ومكفول للجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور الإعلام في رصد ملفات الفساد دور الإعلام في رصد ملفات الفساد



GMT 19:57 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 15:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

‏عام يمر بكل ما فيه وكثير من الأحلام مُعلقة

GMT 15:02 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

الوحدة الوطنية التي نريدها

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:37 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد منطقة اليورو ينمو في الربع الثالث بـ 0.4%

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 10:53 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مصطفى خاطر ينشر صور من كواليس مسلسل "طلقة حظ"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

"الأوريس" المفتاح السحري لأفخر العطور الرجالية في الشتاء

GMT 23:17 2023 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الإفريقي يتعهد بدعم ضحايا زلزال الحوز

GMT 06:52 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

المغرب يسعى لاقتناء صواريخ "باتريوت" الأمريكية

GMT 11:18 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

باستوري ينوي الرحيل إلى إنترميلان الإيطالي

GMT 17:46 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة كيا سيراتو 2016 في المغرب

GMT 01:19 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الناقد العراقي رسول محمد رسول يعلن عن آخر اصداراته الأدبية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib